جريدة الحقيقة الإلكترونية
ينعقد في البلاد الأسبوع المقبل مؤتمر دولي اقتصادي في غاية الأهمية ينظمه البنك الدولي بالتعاون والاشتراك مع بنك الكويت المركزي وهو المؤتمر الدولي للتمويل الإسلامي ومايؤكد أهمية هذا المؤتمر أنه ينعقد برعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله.
وان اختيار دولة الكويت من خلال البنك المركزي لعقد هذا المؤتمر يعد دلالة على الخطوات المتقدمة التي قطعتها التجربة المصرفية الاسلامية الكويتية في مجال التمويل الاسلامي بشكل خاص وفي مجال التحول إلى النظام المصرفي الاسلامي.
لقد أثبتت التجارب العالمية وما واجهه العالم من أزمات اقتصادية مدى صلابة ومتانة الاقتصاد الاسلامي وكيف تميزت البنوك الاسلامية في امتصاص الازمة المالية العالمية في عام 2007، وذلك لأن البنوك الاسلامية في العالم تقوم على مبادئ اقتصادية أصيلة مستمدة من تعاليم الشريعة الإسلامية وهي تعاليم ربانية ليست وضعية صالحة لتحقيق مصالح البشر في كل زمان ومكان.
التجربة الكويتية في أسلمة النظام المصرفي حققت نجاحات متميزة وهي تمثل إحدى أهم المرجعيات في التجارب الناجحة وذلك بدءً من تجربة بيت التمويل الكويتي في أواخر سبعينيات القرن الماضي ثم تبعتها خطوات أخرى في اسلمة بعض الشركات الاستثمارية وانشاء شركات اسلامية تمويلية ثم بدات في السنوات العشر الأخيرة موجة تحول البنوك الكويتية التقليدية إلى النظام المصرفي الإسلامي.
وكانت البصمة الأولى في عملية التحول لبنك الكويت الدولي في عام 2007 الذي تحول من بنك عقاري متخصص إلى بنك شامل وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية، ثم تبعه بعد ذلك تحول البنك الأهلي المتحد إلى النظام المصرفي الاسلامي.
ولعل أهم العوامل التي أسهمت في انجاح عمليات التحول المصرفية في الكويت هو وجود بيئة تشريعية مناسبة من خلال القانون رقم 30 لسنة 2003 بإضافة قسم خاص للبنوك الاسلامية إلى قانون بنك الكويت المركزي، فكان هذا القانون هو الحاضنة لأسلمة النظام البنكي في الكويت حيث تم في ظله تأسيس بنكين اسلاميين هما بنك بوبيان وبنك وربة.
وفقا لما سبق تأتي أهمية انعقاد مؤتمر التمويل الاسلامي في الكويت، وهو شهادة نجاح وريادة للتجربة المصرفية الاسلامية.
