الرئيسية / كتاب وآراء / نحن بحاجة إلى نبذ العنصرية ومواجهتها بدواء حب الكويت.. كما يرى عبدالمحسن المشاري

نحن بحاجة إلى نبذ العنصرية ومواجهتها بدواء حب الكويت.. كما يرى عبدالمحسن المشاري

تفشت في البلاد ظاهرة سلبية لم تكن موجودة في الزمن الجميل الذي كان يعيش فيه آباؤنا وأجدادنا، وهي ظاهرة التفرقة العنصرية ما بين أبناء البلد الواحد، فلم يكن في السابق فرق بين الغني والفقير، الحضري والبدوي، السني والشيعي، ابن السور والقروي، الجميع كانوا متكاتفين ومتعاونين مع بعضهم بعضا يتشاركون في الأفراح والأتراح، لكن كل ذلك اصبح من الماضي بعد تفشي العنصرية التي أخذت تنتشر في نفوس المواطنين كانتشار النار في الهشيم، واصبحنا اليوم نعايش واقعا مريرا يندى له الجبين مبنيا على أساس الفوارق الطبقية والاجتماعية والقبلية والسياسية وحتى الدينية وهي مشكلة حقيقية تحتاج الى وقفة جادة من قبل أبناء الوطن الواحد لنبذ العنصرية ومواجهتها بدواء حب الكويت.

وحتى نبسط الأمر على القارئ، فان علينا شرح مفهوم الانتماء الوطني الذي يعتبر من المفاهيم العالمية المهمة في عالمنا المعاصر، وقد عرف هذا المفهوم في اللغة: بأنه الانتساب، فانتماء الولد إلى أبيه انتسابه إليه واعتزازه به، والانتماء مأخوذ من النمو والزيادة والكثرة والارتفاع، فالشجر ينمو وكذلك الإنسان.

وقد عرف الانتماء اصطلاحا بأنه الانتساب الحقيقي للدين الإسلامي والوطن فكرا ومشاعر ووجدانا، واعتزاز الفرد بالانتماء إلى دينه من خلال الالتزام بتعاليمه والثبات على منهجه وتفاعله مع احتياجات وطنه وتظهر هذه التفاعلات من خلال بروز محبة الفرد لوطنه والاعتزاز بالانضمام إليه والتضحية من اجله.

والإنسان ارتبط منذ وجوده بشيئين هما المكان والزمان، فالإنسان مرتبط بالمكان من حيث وجود ذاته، وإذا كان المكان يدل على وجود الإنسان في جزء معين منه فإن الزمن هو الذي يحدد مدى هذا الوجود وكميته، ولذلك فالمكان هو الوطن والانتماء المكاني هو الانتماء الوطني.

واذا ما عدنا بالذاكرة الى ماقبل عشرين عاما واستذكرنا أحداث الخميس الأسود عندما غزانا المقبور البعثي وانتهك حرمة ارضنا واخذ يدمر بلدنا ويقتل ابناءنا بدم بارد لم يفرق ما بين كويتي من سكان المناطق الداخلية وآخر من المناطق الخارجية، فكلهم كانوا سواسية لرصاصات الغدر التي ازهقت ارواحهم الطاهرة، في المقابل وقف المقاومون الشرفاء وتصدوا للجيوش الغازية من خلال تكاتفهم وتعاضدهم فضربوا لنا اروع الامثلة في التضحية والدفاع في تكاتف ابناء الوطن الواحد ولم يكن هناك فرق بين المقاومين الذين تحصنوا بحب الكويت وتسلحوا بدرع الوحدة الوطنية وضحوا بأرواحهم من اجل تحرير الارض وحماية العرض من براثن الغزاة.

يا سادة يا كرام، كم هو جميل ان نعيش كمواطنين في سلام وتوافق مع بعضنا بعضا، ونخلع عباءة العنصرية، ونخرج من هذا النطاق الضيق الذي فرقنا ونعود كما كنا في السابق ابناء وطن واحد يجمعنا ولا يفرقنا.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*