الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / صفات «النصاب السياسي»: اجتماعي ولبق ومثقف و«صاحب تجربة عاطفية فاشلة»

صفات «النصاب السياسي»: اجتماعي ولبق ومثقف و«صاحب تجربة عاطفية فاشلة»

قد يبدو عليه الاحترام والوقار، يعطيك شعورا أنه شخص مهم ومشغول دائما، سحره الظاهري وثقافته السطحية، كلها أمور تجعله يحظى بشعبية واضحة، يستطيع إقناعك بتمويل حملته الانتخابية، لكن لا تتعجب إذا لم يدفع لك في النهاية.

«عفوي ومتعلم جيدا ومندفع».. سمات مشتركة للمحتالين والمسؤولين الفاسدين توصلت إليها دراسة نادرة أجريت على مدى عامين من المقابلات مع عدد كبير من النصابين والمحتالين والمسؤولين الفاسدين في أماكن مختلفة حول العالم بهدف الكشف عن الصفات المشتركة بين الجناة.

الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة «بورتسموث» البريطانية، ونشرتها صحيفة «إندبندنت»، أظهرت أن المحتالين والمسؤولين الفاسدين، خاصة السياسيين، بصرف النظر عن اختلافاتهم، يميلون إلى استخدام مهاراتهم في الترتيب والتخطيط للجريمة المنظمة لاستمالة ضحاياهم حتى لو استغرق ذلك فترة طويلة، وهذا يتطلب الكثير من الجهد والتفكير والمفاوضات، كما يتشاركون في سمات شخصية متشابهة جعلتهم يأخذون خطواتهم في عالم الفساد الإجرام، أهما الاندفاع والتهور والجشع، والعفوية، وقدرة واضحة على التلاعب والخداع للحصول على ما يريدونه، وذلك بعد سلسلة من المقابلات مع أعداد كبيرة من الجناة حول العالم.

وأشارت الدراسة إلى أن أغلب المحتالين والنصابين السياسيين والمسؤولين الفاسدين يكونون اجتماعيين بشكل واضح وعلى درجة جيدة من التعليم والثقافة واللباقة، موضحة أن عادة ما يكون السبب وراء تحولهم إلى فاسدين إما الطموح الزائد للحصول على ترقية في العمل، أو بعد فشل علاقة عاطفية أو طلاق بسبب خلافات على  المال، لدرجة أن بعضهم لا يدرك أنه يفعل شيئا خاطئا ويتعامل على أن هذه هي متطلبات الحياة، والأكثر أن عدد منهم يعتقد أنه استخدم ذكائه للحصول على ما يريد وأنه أذكر من أن يتم الإيقاع به.

وأوضحت الدراسة أن هؤلاء المحتالين عادة ما يكون لديهم اضطرابات شخصية، حيث أنهم يؤمنون أنهم لا يفعلون شيئا خاطئا وأن الحياة تحتاج إلى مثل هذه المهارات والألاعيب للوصول إلى غاياتهم إما بالوصول إلى مناصب سياسية رفيعة أو تكوين ثروات، ويعتقدون أن أغلب السياسيين البارزين ورجال الأعمال الناجحين يفعلون هذه الأمور، لكن حالفهم الحظ ولم يتم الإيقاع بهم.

ويرى الباحثون أن أغلب المحتالين والمسؤولين الفاسدين، وأغلب المقابلات التي أجريت كانت مع رجال تم القبض عليهم بسبب جرائم مختلفة مثل الرشوة، والاحتيال على شركات، وسوء استخدام الوظيفة العامة، ومعظمهم كانوا من السياسيين ورجال الأعمال وضباط الشرطة وحراس السجون، وشملت الدراسة أحد حراس السجون الذي تم القبض عليه أثناء تهريبه المخدرات إلى السجن بناء على طلب من المجرمين.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*