الرئيسية / عربي وعالمي / غدا انتخابات الرئاسة التركية

غدا انتخابات الرئاسة التركية

يخوض رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان والأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو والسياسي الكردي صلاح الدين ديميرتاش غدا الأحد الإنتخابات الرئاسية التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ تركيا لانتخاب رئيس للبلاد بالاقتراع الشعبي المباشر وسط توقعات بفوز إردوغان بالرئاسة.
ويرى مراقبون سياسيون هنا أن فوز إردوغان أصبح في حكم المؤكد بحسب جميع استطلاعات الرأي لكن ما يسعى إليه إردوغان هو محاولة حسم فوزه من الجولة الأولى بحصوله على أكثر من نسبة 50 في المئة من أصوات الناخبين وعدم الانجرار إلى خوض الجولة الثانية المقررة في الرابع والعشرين من الشهر ذاته.
وقال رئيس تحرير صحيفة (تركيا) اليومية إسماعيل كابان في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بأن نتائج الانتخابات الرئاسية ستكون بمثابة تصويت ليس على شعبية حزب العدالة والتنمية فحسب بل على مستقبل ومصير إردوغان السياسي.
ورأى كابان أنه على الرغم من التحديات الماثلة أمام إردوغان إلا أنه ما زال يملك أوراقا قوية بيده لتكون معركة الانتخابات الرئاسية مدوية تكرس حكم حزبه أطول مدة في تاريخ تركيا منذ تأسيسها وبقاءه في السلطة لعقد من الزمن على الأقل.
واعتبر كابان أن نجاح إردوغان في هذه الانتخابات يعني تسجيل انتصار جديد على جماعة فتح الله غولان العدو الجديد لحزب العدالة والتنمية الحاكم والذي أضيف إلى قائمة الخصوم حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض والحركة القومية اليميني المتطرف.
وأضاف كابان أنه على الرغم من جميع الصعوبات التي واجهها إردوغان طول العام الماضي من تهم الفساد والرشوة للمقربين منه وعمليات التنصت الواسعة على كبار قادة الدولة إلا أنه يبقى الشخصية الأكثر شعبية في البلاد.
وأشار إلى أن حزبه العدالة والتنمية تمكن من اكتساح الانتخابات المحلية التي جرت في الثلاثين من مارس الماضي.
وأضاف أن ‘إردوغان نظم هذه المرة وكعادته في كل الإنتخابات العديد من التجمعات الشعبية الضخمة في المحافظات التركية الرئيسية كان آخرها مهرجان شارك فيه أكثر من مليونيين شخص في إسطنبول كبرى المدن التركية وآخر قبله في مدينة إزمير معقل العلمانيين شارك فيه عشرات آلالاف’.
أما فيما يتعلق بنتائج الإنتخابات الرئاسية فإن استطلاعات الرأي تشير أيضا إلى أن إردوغان سيحصل على نسبة تتراوح بين 54 إلى 55 في المئة.
بينما سيحصل أكمل الدين إحسان أوغلو على نسبة تتراوح ما بين 35 و39 في المائة وستذهب النسبة الباقية التي تتراوح بين 6 إلى 8 في المائة إلى المرشح الكردي صلاح الدين ديمرطاش.
وبحسب الكثير من المراقبين السياسيين فإنه في حال فوز إردوغان في هذه الإنتخابات فإن سياسية تركيا الخارجية لن تتأثر إذ ستستمر سائرة في إطارها المعهود في العقد الماضي بوجود إردوغان في الرئاسة وبترشيح رئيس جديد للوزراء لكن ما سيتغير في هذه الإنتخابات هو تشكيلة النظام السياسي التركي الذي سيميل أكثر فأكثر إلى النظام الرئاسي وليس البرلماني.
ومن المتوقع ان تكون نسبة الأصوات التي سيحرزها إردوغان في الانتخابات الرئاسية القادمة مؤشرا على سرعته في إحداث التغيير بالنظام السياسي التركي نحو الجمهورية الرئاسية.
ويقود إردوغان وحزبه العدالة والتنمية البلاد التي يقدر عدد سكانها بنحو 76 مليون نسمة منذ العام 2002 وبوصوله إلى سدة الرئاسة سيتمكن رئيس الوزراء من الاستمرار في تسلم مقاليد الحكم خلال ولايتين إضافيتين من خمس سنوات.
وفي هذا المشهد المعقد يبدو مستقبل رئيس الوزراء التركي المقبل غامضا إلى أن التحليلات التي تحفل بها التصريحات والمواقف تشير إلى أن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو يحظى بثقة إردوغان على خلفية خبرته الكبيرة في السياسة الخارجية التي ستكون الموضوع الأساسي في أجندة إردوغان وحكومته الجديدة في حال انتخابه رئيسا.
وتعتبر هذه الإنتخابات بمثابة محطة حاسمة في تاريخ حزب العدالة والتنمية فهي إما أن تكون بداية لمرحلة جديدة يتطلع إردوغان فيها إلى قيادة تركيا خلال العقد المقبل وإما أن تكون بداية العد التنازلي لمسيرة صعود حزب العدالة والتنمية في ظل استحقاقات حزبية وسياسية داخلية وأخرى إقليمية ودولية.
إلا أن مراقبين يرون بأن إردوغان سيتمكن في النهاية من الحفاظ على موقعه إلا أنه سيظل يواجه ضغوطا قوية من المعارضة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*