الرئيسية / أقسام أخرى / فن وثقافة / تشاكي الدمية القاتلة .. القصة الحقيقية

تشاكي الدمية القاتلة .. القصة الحقيقية

ليس من العجيب أن نسمع طفلا يتحدث مع دميته كأنها تعي وتفهم ما يقول، فمعظم الصغار يفعلون ذلك، لكن العجيب والمريب هو أن نسمع الدمية تبادل الطفل الحديث !!. قد يقول البعض بأن هذا ممكن لو كانت الدمية من النوع الناطق الذي يعمل بالبطارية. لكن ماذا لو كانت دمية عادية مصنوعة من القماش والقطن، هل يمكنها أن تتحدث وتلعب ؟ هل يمكنها أن تشعر وتحس بما يجري حولها ؟ ..طبعا معظم الناس سيقولون بأن هذا هو المحال بعينه. لكن مهلا .. فمقالنا هذا سيحدثك بإسهاب عن دمى من نوع آخر يختلف عن ذاك الذي عرفته في طفولتك، دمى جميلة ترصدك بعيونها الفاتنة وتنصت أليك بصمت بانتظار اللحظة المناسبة لتفاجئك بما لا يخطر لك على بال، دمى عجيبة لو رأيتها وسمعت بقصتها فستفكر مرتين قبل أن تتجرأ على وضع دمية بالقرب من سرير نومك!!.
تفاصيل الفلم – الجزء الأول 1988 –
أحداث الفلم تبدأ بمطاردة وتبادل لإطلاق النار داخل متجر كبير بين رجال الشرطة بقيادة المحقق ميكي نورس ومجرم قاتل أسمه جارلز لي راي، تلك المطاردة تنتهي في القسم الخاص بلعب الأطفال حيث يصاب جارلز برصاصة قاتلة فيسقط أرضا محتضرا، وفيما هو يلفظ أنفاسه الأخيرة يتمكن بواسطة تعاويذ سحرية معينة من نقل روحه الشريرة إلى دمية للأطفال تعرف بأسم دمية “الرجل الصالح”. وبصورة غامضة يتعرض المتجر لاحقا إلى صاعقة تحرقه عن بكرة أبيه.
لاحقا في الفلم تنقلنا الكاميرا إلى شقة متواضعة حيث نشاهد طفل صغير يدعى أندي يرجو من أمه كارين أن تشتري له دمية “الرجل الصالح” كهدية لعيد ميلاده، فتعتذر الأم عن تحقيق أمنيته لعدم امتلاكها ثمن الدمية. لكن في وقت لاحق من ذلك النهار تشاهد كارين بائعا متجولا يبيع دمية كتلك التي طلبها أبنها بسعر بخس جدا فتنتهز الفرصة وتشتري الدمية لتقدمها لأندي الذي يطير بها فرحا من دون أن يدرك بأن دميته الجديدة ليست في الحقيقة سوى تلك الدمية التي حلت فيها روح جارلز لي راي، وبأن الشخص الذي باعها لأمه كان قد سرقها من المتجر بعد احتراقه.
أندي .. سعيد بدميته الجديدة
الدمية تبدأ في التحدث إلى أندي وتخبره بأن أسمها هو تشاكي. وفي مساء ذلك اليوم تقترف أول جرائمها، حيث يقوم تشاكي بقتل ماغي صديقة كارين وجليسة أندي في المنزل بواسطة مطرقة حديدية ثم يرمي بجثتها من نافذة المطبخ. أندي يعلم جيدا بأن دميته هي التي قتلت ماغي، لكن أحدا لا يصدقه. وفي اليوم التالي يجبره تشاكي على التغيب من المدرسة ويأمره بأخذه إلى بيت أيدي، وهو شريك جارلز لي راي في جرائمه والشخص الذي وشى به إلى الشرطة، هناك ينتقم تشاكي من ايدي فيقتله ويحرق منزله.
كارين تكتشف حقيقة الدمية .. كليب رائع
الشرطة تكتشف جثة أيدي وتعثر على اندي بالقرب من مكان الجريمة، ومرة أخرى يخبرهم بأن تشاكي الدمية هو القاتل لكنهم لا يصدقونه ويقومون باحتجازه في مركز للرعاية النفسية. وفي نفس اليوم تعود أمه الحزينة بمفردها إلى شقتها مع الدمية لتكتشف لاحقا بأن أندي كان يقول الحقيقة حين تلاحظ عدم وجود بطاريات داخل الدمية ومع ذلك فهي تتكلم!. كارين تمسك بالدمية وتهدد برميها في نار الموقد فينتفض تشاكي، يهاجمها ثم يفر من الشقة. كارين تتصل بالمحقق ميكي نورس لتخبره عن حقيقة الدمية، لكنه لا يصدقها إلا بعد تعرضه هو نفسه لهجوم شرس أثناء قيادته لسيارته، تشاكي أراد قتل المحقق والانتقام منه، لكن نورس ينجو من الهجوم بإطلاق النار على الدمية.
تشاكي يستعد لنقل روحه لجسد اندي
تشاكي المصاب يذهب إلى جون سيمونسي، وهو كاهن الفودو الذي علمه السحر، يسأله عن سبب النزف الذي أصابه جراء رصاصة المحقق نورس، فهو دمية ومن المفروض أن لا ينزف. فيخبره جون بأن بدن الدمية البلاستيكي سيتحول تدريجيا إلى طبيعة بشرية، سيصبح جسدا حقيقيا من لحم ودم لكنه لن يكبر وسيبقى دوما بهيئة الدمى؛ تشاكي يطلب من جون أن يدله على طريقة تجعله يتفادى البقاء في جسد الدمية إلى الأبد، لكن جون يرفض ذلك، فيقوم تشاكي بتعذيبه، وتحت التعذيب يخبره جون بأن الطريقة الوحيدة للخروج من جسد الدمية هي بنقل روحه إلى جسد أول شخص عرف بحقيقته كدمية حية، وهذا الشخص لم يكن سوى الطفل أندي.
الدمية تلاحق اندي حتى بعد تعرضها للحرق
كارين والمحقق نورس يتبعان تشاكي إلى منزل الكاهن، هناك يعثران على جون سيمونسي وهو يحتضر فيرشدهما قبل موته إلى طريقة للتخلص من تشاكي، يخبرهما بأن جسد الدمية محصن من الأذى لأنه من البلاستك، لكن قلبها بشري تماما، ولكي يقتلا تشاكي عليهما إصابته في القلب مباشرة.

في هذه الأثناء يقوم تشاكي بملاحقة اندي إلى المركز النفسي، هناك يقوم بقتل الطبيب المسئول عنه بواسطة الصعقات الكهربائية، لكن أندي ينجح في الهروب منه ويعود إلى منزله، وفي نفس الوقت يهرع كل من كارين والمحقق نورس إلى المنزل أيضا، لكن تشاكي يسبقهما إلى هناك فيهاجم أندي بواسطة مضرب بيسبول فيفقده وعيه ثم يبدأ بتلاوة تعاويذه السحرية للاستيلاء على جسده، لكن قبل أن يتمكن من تحقيق غايته بلحظات فقط يصل كل من المحقق نورس وكارين إلى الشقة ويشتبكان معه، تشاكي يتمكن من إصابة المحقق نورس، لكن كارين تنجح بمساعدة ابنها من وضع تشاكي في الموقد وإضرام النار في جسده. ثم تهرع كارين لمساعدة المحقق المصاب من دون أن تدرك بأن تشاكي مازال حيا، ومرة أخرى يقوم تشاكي المشوه والمحروق بمطاردة كارين وأبنها، ولا تنتهي هذه المواجهة المرعبة إلا حين يتمكن المحقق نورس من إطلاق النار على قلب تشاكي مباشرة فيقضي عليه.
نجاح باهر .. أجزاء جديدة
تم عرض فلم (Child’s Play    ) في صالات السينما الأمريكية عام 1988 ولم يلبث أن تربع على صدارة أفلام ذلك الموسم محققا أرباحا طائلة بملايين الدولارات. كان نجاح الفلم باهرا لكنه لم ينجو من الانتقادات، كانت هناك مطالبات بمنعه من العرض بسبب تأثيره السيئ على نفسية الأطفال، وهي ذريعة لا تخلو من حقيقة، فالفلم كان مخيفا بحق، بث الهلع في قلوب الملايين آنذاك، أنا شخصيا شعرت بالخوف حين شاهدته لأول مرة، أذكر بأني أنم جيدا في ذلك المساء، وظللت لفترة من الزمن أنظر بعين الريبة إلى عرائس ودمى شقيقي الصغير!!.
ويقال بأن الفلم كان دافعا لواحدة من أبشع الجرائم في تاريخ بريطانيا حين أقدم صبيان في العاشرة من العمر على اختطاف طفل في الثانية من عمره وقاما بتعذيبه وقتله بأفظع صورة، وتلك قصة أخرى قد نعود لها لاحقا. لكن على الرغم من كل الانتقادات فأن نجاح الفلم دفع المنتجين لصناعة أجزاء أخرى هي :
1990 – Child’s Play 2
1991 – Child’s Play 3
1998 – Bride of Chucky
2004 – Seed of Chucky
وهناك جزء آخر تحت الإنتاج من المرجح عرضه في الصالات عام 2016.
هل هناك حقا دمى مسكونة ؟
كعادتنا في هذه السلسلة من المقالات، لا نكتفي بسرد أحداث وتفاصيل الفلم، بل نحاول الوصول إلى القصة الحقيقية التي أستمد منها أحداثه، ولا ريب في أن قصة الدمية تشاكي تبعث في النفس ألف سؤال عن حقيقة الدمى المسكونة والعرائس المسحورة .. هل يوجد حقا شيء كهذا في عالم الواقع ؟.

سؤال قد يبدو ساذجا لوهلة .. دمى مسكونة !! .. يالها من فكرة سخيفة ! .. هل هناك إنسان عاقل يظن بوجود شيء كهذا ؟!. والجواب هو نعم .. فلآلاف السنين عبد البشر الأصنام وزعموا بأنها تعي وتسمع وتفعل .. والأصنام ما هي في الحقيقة إلا دمى من صنع البشر، ولآلاف السنين أيضا أحتضن ما لا يحصى عدده من الأطفال دماهم وعرائسهم وراحوا يلاعبونها ويحدثونها كأنها كائنات وموجودات حية. وهناك بالفعل أناس حول العالم يؤمنون بأن الدمى تحس بآلام الأطفال وتشعر بحرقة دموعهم ولوعة أحزانهم.
مؤلف الفلم دون مانسيني زعم بأن تشاكي الدمية هو شخصية خيالية مائة في المائة، لكن بغض النظر عما يقوله مانسيني، هناك بالفعل العديد من قصص الدمى المسكونة حول العالم، بعضها أقدم بكثير من الفلم موضوع بحثنا في هذا المقال، وقد يكون مانسيني نفسه قد سمع ببعض تلك القصص فأستلهم منها شخصية تشاكي، بل يجزم البعض بأن الفلم مقتبس تماما عن قصة دمية مسكونة أسمها روبرت، وقصة روبرت الدمية في رأيي أكثر إرعابا وإثارة للخوف من قصة تشاكي لأنها حقيقية وليست مجرد خيال.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*