الرئيسية / كتاب وآراء / في بلادنا خيرات لم تستثمر بعد!.. هذا ما يراه محمد العبدالجادر

في بلادنا خيرات لم تستثمر بعد!.. هذا ما يراه محمد العبدالجادر

استثمار الصيف

محمد عبدالله العبد الجادر

مازال الصيف في بلدنا ملاذا للهروب، ولا نزال رغم كل السنوات نستثمر الصيف الطويل في الاسفار وإرهاق ميزانيات السفر. ولاشك أن السفر الطويل متعة للمقتدرين، ومع قلة الاماكن الترفيهية والتكييف صعب، تأقلم الكثير من الناس ممن لم تسمح لهم ظروفهم المادية والمعيشية بالتنقل والسفر، ومعظم الاسر تقلق على أبنائها من الفراغ والسهر والعبث. لقد كانت خطط الدولة في الاندية الصيفية ومراكز الشباب، وكانت انشطة الترويح السياحي في الحدائق العامة والمقاهي الشعبية وكان هنالك نشاط سينمائي ومسرحي وتلفزيوني، وتغيرنا واصبحت المنازل مكيفة، وهجرت الحدائق العامة وما عادت للأندية الصيفية بهجتها، ولا لمراكز الشباب روحها وبريقها، وبات دور الدولة مفقودا! فهل يعقل أن تكون أنشطة الصيف في أكسبو ميلان ايطاليا! وفي معارض خارج البلاد، ولا يوجد اي نشاط في الكويت، الاستثمار في الصيف؟ نجح في مدن خليجية مثل مهرجان صلالة ومهرجان جدة ومهرجان دبي، وهذه تجارب ناجحة لشريحة مهمة من المواطنين والوافدين الذين يتواجدون في الصيف، وهي شريحة تحتاج الى نشاطات تكسر روتين العمل، لقد نجحت الكويت في زمن الشيخ جابر العلي رحمه الله وبمعية المرحوم صالح شهاب في خلق الترويح السياحي، ولم تكن كل الامكانات الموجودة حاليا من منتزهات ومجمعات ودور السينما ولا حتى المسارح، ولكن كانت هنالك جهود ورجال، ولا تزال شركة حكومية كشركة المشروعات السياحية رغم كل الجهود تراوح في عملها كأنها في الثمانينات. الصيف في كل دول العالم يستثمر الا في بلادنا ونحن الآن وعلى أعتاب العام الدراسي وعودة الحركة والمصطافين، نناشد الجهات والحكومة التحضير للصيف، القادم، فمثل هذه الجهود تتطلب تحضيرا مسبقا وميزانيات مسبقة، حتى تصيب هدفها المأمول في الترويح عن الموجودين في البلاد والعاملين، وتنشيط الحركة التي تخفت بسبب السفر وخروج الناس في الصيف الطويل، فلا تزال في بلادنا خيرات لم تستثمر، ومنها سياحة الداخل والصيف لمن اختار البقاء .

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*