الرئيسية / كتاب وآراء / الكويت وسط النيران – يكتب زايد الزيد

الكويت وسط النيران – يكتب زايد الزيد

   جاء اعلان وزارة الداخلية الأخير عن كشف وضبط خلية ارهابية مسلحة يتشكل أفرادها من مواطنين كويتيين ، وبحوزتها ترسانة ضخمة من الأسلحة والمتفجرات مخبأة في منزلين ومزرعة في شمال البلاد ، ليؤكد لنا مجددا على مدى الخطر الذي يحيق بنا ، فبعد أن كنا نرى نيران الارهاب تصيب جيراننا منذ سنوات ، فاننا بتنا نشهده يضربنا في العمق منذ جريمة تفجير مسجد الأمام الصادق في شهر رمضان الفائت والذي ذهب ضحيته أرواح عشرات الشهداء ودماء أضعافهم من الجرحى .

وقد دلت التحريات والتحقيقات الأولية مع أفراد هذه الخلية الارهابية الجديدة على إدانة صريحة لتنظيم ‘ حزب الله ‘ اللبناني ذو الهوى والتوجيه والتمويل الايراني ، ف ‘ حزب الله ‘ – حسب المعلومات الأولية – قام بتجنيد هؤلاء المواطنين ليعيثوا في البلاد ارهابا ، بل ان التحريات والتحقيقات الأولية ذهبت إلى مدى أبعد حينما كشفت عن دور كبير وخطير للحرس الثوري الايراني في استقبال افراد هذه الخلية وتدريبها على استخدام الاسلحة والمتفجرات والتعامل معها بحرفية عالية في جزيرة بالبحر الأحمر منذ أعوام !

لقد سبق لي أن ذكرت في مقال سابق نشر بتاريخ ٢٠١٥/٦/٢٨ ، ذكرت فيه – بأسف شديد – ان الكويت من الواضح انها بعد حادث مسجد الامام الصادق قد وُضعت على خارطة الارهابيين وأجندتهم ، وقلت ان هذا يعد تطورا خطيرا سينعكس علينا حتما بشكل سلبي ، وقد كان .

وأقولها الآن ان الكويت تمر اليوم بأكبر تهديد يمس وجودها ويهدد بقائها في ظل وجود مخططات استراتيجية دولية تهدف الى اعادة رسم خارطة جغرافيا المنطقة بشكل جديد يختلف عما هو موجود حاليا على الأرض ، ومن المؤكد ان كل الاعمال الارهابية التي اصابتنا والتي من المخطط لها ان ان تصيبنا في المستقبل القريب ، تخدم تلك المخططات !

ان التآمر الخارجي موجود منذ أن خلقت الدول ومنذ أن عملت السياسة ، لكن مايحز بنفسك ومايجعلها تتحسر ان تجد مواطنيك أبناء بلدك يبيعون أنفسهم للشيطان ويخونون بلادهم ! فبماذا أخطأت الكويت بحق مواطنيها حتى نجد من بينهم من يخرجون من بين ظهرانينا ويقبلون ان يتم تجنيدهم في التآمر على بلدهم ، ويتلقون في سبيل تحقيق هذا الهدف كل أنواع الدعم والتسلح لانجاز أعمال القتل والارهاب والتدمير ؟

ومن المهم ان نقول إن وجود أي مواطن ضمن خلية إرهابية مسلحة من هذه الطائفة أو تلك الطائفة ، سواء أكان ينتمي ل ‘ داعش ‘ أم منتمي ل ‘ حزب الله ‘ ، ينبغي ان يسترعي انتباه الجميع بالتفريق بين الطائفة والجريمة ، فكل انسان مسؤول عن فعله ، فمثلما كانت جرائم ‘ داعش ‘ لايتحملها ‘ السنُة ‘ فان جرائم ‘ حزب الله ‘ لايتحملها بطبيعة الحال ‘ الشيعة ‘ ، ومن يحاول دق اسفين بين أبناء الوطن الواحد من خلال الهجوم على أي طائفة ليحملها وِزْر جرائم بعض أفرادها ، فهو طائفي حد النخاع ووجبت محاسبته وفقا للقانون ،  ونقولها مجددا الإرهاب لا دين له ولا طائفة له ولا وطن .

وللحديث بقية ..

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*