الرئيسية / كتاب وآراء / المنطقة تعيش مرحلة الصفقات الكبرى حالياً!.. برأي ناصر المطيري

المنطقة تعيش مرحلة الصفقات الكبرى حالياً!.. برأي ناصر المطيري

خارج التغطية  /  تحولات وصفقات إقليمية جديدة!

ناصر المطيري

الأحداث الكبيرة ميدانيا وسياسياً في الخليج والمنطقة العربية فرضت واقعاً جديداً تغيرت فيه صورة العلاقات الدولية في المنطقة وتبدلت العديد من المواقف التقليدية وشهدت المنطقة تحولات كبرى في التحالفات السياسية، ولا تزال سيناريوهات المشهد الاقليمي تتفاعل وتخبئ الكثير من المفاجآت والصفقات السياسية الكبرى.
ما يجري على الأرض اقليمياً ليس حدثاً طارئا بل هو مجموعة احداث ممتدة بدأت مع الانسحاب الأميركي من المنطقة حيث شكل انسحاب القوات الأميركية من العراق 2010 مع التوجه الاستراتيجي باعادة التموضع نحو المحيط الهادئ نقطة تحول في المنطقة تمثلت في غياب الدور الأميركي في لحظة تاريخية لم تكن المنطقة مهيأة فيها للتكيف مع هذا التغير. وظهرت آثار هذا التحول في ابتعاد الولايات المتحدة عن لعب دور فعال في فترة سقوط بعض الأنظمة العربية وما أنتجه هذا الأمر من سيولة سياسية «سورية وليبيا»، وكذلك في انتهاجها مبدأ الخروج السريع من الاقليم بعدم الاستثمار الجاد في مفاوضات فلسطينية اسرائيلية، ومع انطلاق ما يسمى بثورات الربيع العربي وما تبعها من ثورات مضادة حولت ذلك الربيع خريفاً من الحروب والصراعات ومزيداً من مشاهد الدماء في المنطقة.
وتتابعت الأحداث حتى وصلت الى نقطة مفصلية تمثلت في الاتفاق النووي بين ايران والغرب بقيادة الولايات المتحدة ما شكل نقطة تحول كبرى في توجهات دول المنطقة تطلب معها اتخاذ تكتيكات سياسية جديدة وتحالفت بديلة.
اللاعبون الكبار في المنطقة اليوم اميركا وروسيا وايران والسعودية وتركيا اضافة الى الكتلة الأوروبية، هذه القوى هي محور التفاهمات والتفاوض الاقليمي الجاري في واشنطن وموسكو والخليج للخروج بسيناريوهات سياسية جديدة تلبي مصالح ونفوذ هذه القوى الاقليمية وفق تسويات وصفقات كبرى يجري ترتيبها في مطبخ السياسة الدولية.
الصفقة الاقليمية الأهم والأكثر وضوحاً ترتكز على رأس بشار الأسد، والجدل القائم بين بقائه وزواله، ويبدو ان التفاهمات الدولية بعد الاتفاق النووي مع ايران يبدو أنها ستتجه الى الابقاء على النفوذ الايراني في العراق وسورية، مقابل تأمين الخاصرةً الجنوبية للملكة العربية السعودية واعطائها نفوذاً سياسياً في اليمن وقطع اليد الايرانية الممتدة هناك.
وكما ذكرنا آنفاً فانه بعد التفاهم الاميريكي- الايراني اتجهت السعودية لفتح نافذة سياسية مع موسكو وهو مايجري حاليا بالفعل في محاولة لايجاد توازن سياسي فيما لو استدارت واشنطن عن دول الخليج باتجاه ايران.
روسيا وفي ظل هذا المناخ الاقليمي تفرض وجودها كمنافس دولي للولايات المتحدة في المنطقة بحكم علاقاتها التاريخية الوطيدة مع طهران والانفتاح السعودي عليها الآن لذلك روسيا ستضغط للحصول على نصيب مناسب من الصفقة الاقليمية القادمة.
اجمالاً المنطقة تعيش مرحلة الصفقات الكبرى حاليا وهي مرحلة لها تبعاتها وتداعياتها المنظورة وغير المنظورة ولكن كل يوم تتبدد ضبابية المشهد الاقليمي فتنكشف العديد من الصور الجديدة وما تحمله الأحداث من مواقف وتحولات.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*