الرئيسية / كتاب وآراء / الكرماء – بقلم عبدالعزيز الدويسان

الكرماء – بقلم عبدالعزيز الدويسان

رمضان شهر الجود والعطاء والكرم ، شهر التلاحم والترابط والمودة ، أجواء مفعمة بالروحانية والتكاتف والتعاطف وتذوب الفوارق وتجسدها الوحدة الإيمانية ، وموائد الرحمن في الشهر الفضيل خير دليل على الكرم والعطاء والبذل وحب الخير ، فالكريم هو الذي يعطي قبل أن يطلب صاحبه .

ومجالات الكرم والعطاء متعددة ومتنوعة ومن هذه المجالات : الكرم بالمال ، الكرم بالعلم والمعرفة ولا يحتفظ بعلمه ومعرفته لوحده ولكن يفيد غيره ، الكرم بالنصيحة ‘ الدين النصيحة ‘ ، كرم النفس والكلمة الطيبة والبشاشة ، كرم الطاقة والقوة يبذل ويعطي من جهده ، كرم التضحية يضحي ويجود بحياته من أجل غيره .

لذة العطاء لا يشعر بلذتها إلا من جربها فهي راحة تملأ القلب ونشوة تشرح الصدر ، فديننا الإسلامي دين الكرم ومساعدة الغير والشعور والإحساس بالآخرين ، دين الصدقة والزكاة وتماسك المجتمع ، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، فإكرام الضيف من مكارم الأخلاق وجميل الخصال .

فالبخل صفة قبيحة سيئة منقصة ، فمن أقوال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ‘ البخل عار، والجبن منقصة ، والمُقِلُّ غريب في بلدته ، والعجز آفة ، والصبر شجاعة ، والزهد ثروة ، والورع جُنَّة .“ فالرسول الكرم استعاذ من البخل ‘ اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من الجبن ‘ والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.

وعرف عن العرب بالكرم ومن اتصف بهذه الصفة سمي ‘ بالكرم الحاتمي ‘ نسبة إلى حاتم بن عبدالله بن سعد بن الحشرج الطائي القحطاني يضرب المثل بجوده وكرمه .

ومن المواقف المسارعة في الخير ، ذات يوم ذهب عمر بن الخطاب إلى عجوز فقيرة يقدم لها المعونة ، فقالت له : ( لقد كان عندي من قليل من أعطاني ) ، وتكرر ذلك ، فترصد عمر رضي الله عنه بالباب ليرى من هو ذلك الرجل الذي يسبقه إلى فعل الخير ، فحضر رجل متخفيا ، فلما خرج هم خلفه عمر فرفع عنه اللثام فوجده أبا بكر الصديق رضي الله عنه ، فقال له عمر ( والله علمت أنه لا يسبقني إلى ذلك الخير غيرك ) .

وعنوان المقال ‘ الكرماء ‘ وهو عنوان كتاب لدكتور أحمد أبوسيدو ، هذا الكتاب الجميل والرائع والخفيف على النفس ، لما في هذا الكتاب من سجل حافل لصفة الكرم وتعريف الكرماء .

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*