الرئيسية / عربي وعالمي / تهديد القوات الروسية في بيلاروسيا أبعد من أوكرانيا

تهديد القوات الروسية في بيلاروسيا أبعد من أوكرانيا

تؤكد دول البلطيق لحلفائها في الناتو أن التدريبات العسكرية الروسية في بيلاروسيا يمكن أن تؤدي إلى حضور دائم للقوات الروسية فيها، مع مخاطر على الأمن على المدى الطويل للتحالف الغربي.

إذا استولت روسيا على المنطقة التي يبلغ طولها 40 ميلاً، وربطت جيب كالينينغراد ببيلاروسيا، فستُعزل دول البلطيق عن بقية حلف شمال الأطلسي

وتقول صحيفة “نيويورك تايمز” إن الحشد العسكري الروسي في بيلاروسيا يستهدف أوكرانيا في الوقت الحالي، لكن  الانتشار الجديد يثير قلق جيران بيلاروسيا في البلطيق، ليتوانيا، ولاتفيا، وإستونيا، وكذلك بعض دول أوروبا الشرقية، بسبب احتمال وجود روسي يغير قواعد اللعبة على حدودها.

وانتقل ما بين 20 و30 ألف جندي روسي مع الطائرات الحربية، والبطاريات الصاروخية، وأنظمة الدفاع الجوي إلى بيلاروسيا في الأسابيع الماضية رسميا، للمشاركة في مناورة عسكرية، وفقًا لوزارة الدفاع الروسية.

وبدأت التدريبات التي يطلق عليها اسم United Resolve 2022، يوم الخميس. وقال المسؤولون الروس إن القوات ستعود إلى الوطن عندما تنتهي التدريبات في 20 فبراير (شباط).

لكن حجم وطبيعة التدريبات، التي تتزامن مع مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتقليص حضور الناتو في أوروبا الشرقية، أثار مخاوف من اغتنام روسيا الفرصة لترك القوات في بيلاروسيا إلى أجل غير مسمى، ما يمدد نفوذ روسيا إلى نحو أعمق في أوروبا.

ودق قادة دول البلطيق ناقوس الخطر في الأيام الماضية في اجتماعات مع أعضاء الناتو، قائلين إن الحضور المستمر للقوات الروسية في بيلاروسيا من شأنه أن يغير ميزان القوة العسكرية بشكل كبير لصالح روسيا. ودعوا إلى تعزيزات إضافية للناتو على طول الجناح الشرقي لإصلاح الخلل في التوازن.

تعبئة مقلقة

وقالت رئيسة الوزراء الليتوانية إنغريدا سيمونيتي عقب اجتماع في وقت سابق هذا الأسبوع مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن “التعبئة غير المسبوقة للقوات الروسية في بيلاروسيا تثير قلقاً خاصاً”، و “من المهم جداً لليتوانيا أن يكون ثمة وجود متزايد للشركاء من الناتو على أراضيها”.

وأرسل الناتو بالفعل تعزيزات، بما فيها آلاف القوات، والسفن والطائرات، إلى أوروبا الشرقية في محاولة لطمأنة الحلفاء المتوترين، على أن الحلف سيقف إلى جانبهم ضد أي تصعيد عسكري كبير.

ويقول المسؤولون الغربيون إن الانتشار الروسي لا يشكل تهديداً عسكرياً وشيكاً لأي جزء من أوروبا غير أوكرانيا.

ويكمن الخوف الفوري في أن التدريبات العسكرية الجارية في بيلاروسيا تستعد لهجوم على أوكرانيا، بالنظر إلى تمركز جميع القوات الروسية تقريباً على طول حدودها الجنوبية مع أوكرانيا، وفق توماس بولوك، المحلل البارز في غينس لاستخبارات الدفاع.

عزل دول البلطيق
ومع ذلك، فإن مصدر القلق على المدى الطويل لدول البلطيق، هو الهشاشة التي تتسم بها المساحة   على طول الحدود البولندية الليتوانية، والتي تفصل بيلاروسيا عن جيب كالينينغراد الروسي، وهي منطقة صغيرة بقيت جزءاً من روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991.

قال كوستي سالم، السكرتير الدائم بوزارة الدفاع الإستونية، إنه إذا استولت روسيا على المنطقة التي يبلغ طولها 40 ميلاً، وربطت جيب كالينينغراد ببيلاروسيا، فستُعزل دول البلطيق عن بقية حلف شمال الأطلسي وستعجز عن الحصول على التعزيزات البرية. وأضاف “نحن الآن شبه جزيرة…قد نصبح جزيرة”.

وأوضح أنه إذا لم تكن هناك قوات روسية في بيلاروسيا، فمن المحتمل أن يتمكن حلفاء الناتو من رصد الاستعدادات لمثل هذا الهجوم قبل أسابيع.

ولكن مع وجود القوات الروسية بالفعل في البلاد، سيتقلص زمن التحذير إلى “أيام أو ربما ساعات”.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*