من أنت ؟

ننشر إليكم مقال للكاتب مشعل العازمي خص به    مقاله بعنوان ((  من أنت ؟ )) نص المقال أدناه، والتعليق لكم:-

إن الانسان بطبيعه الحال هو كائن مفكر ومحلل للأمور ويعرف ما هو السلبي والايجابي من وجه نظر نفسه .. ووجهة نظر مجتمعة,
ولكن أنت كإنسان .. هل تعرف نفسك جيدا ؟ من أنت ؟ هل تعرف نقاط الضعف فيك ومواطن القوة في شخصيتك ؟ هل فكرت يوما ما أن تعرف أدق التفاصيل عن شخصيتك ؟ هل تعرف متى تكون على صواب ؟ ومتى تكون على خطأ ؟
 
هل تعتذر عندما تخطئ على أحدهم ؟  إذا كانت الاجابة نعم .. فهذا يعني أنك واثق من نفسك, ولكن إذا كانت الاجابة لا .. ما الذي يمنعك من الاعتذار ؟ هل لأنك تعتقد أنك ذليل بأنك اعتذر ؟ ام ان الطرف الآخر لا يستحق الاعتذار لأنها أقل من مستواك ؟ اذا كنت تعتقد ان الاعتذار مذله فهذا عيب في نفسك بسبب نظرتك الدونية للبعض, واذا كان هو أقل من مستواك كما تعتقد .. قد يكون أرفع من مستواك عند رب العالمين .
 
في كل الاحوال .. يجب علينا كبشر أن نعرف جيدا من نحن وما هي شخصيتنا الحقيقية بعيدا عن تزييف المجاملين .. واحباطات الحاقدين ,, ويجب علينا أيضا ان نعرف الاخطاء في تاريخنا ونتصالح معها  حتى لا تعوقنا عندما نصنع مستقبلنا .. فلا يمكن أن ترتاح إذا كانت ذكريات الماضي الاليم تؤثر عليك وتقف عائق في طريق تقدمك ونجاحك في المستقبل .
 
أنت هو أنت .. وأنا هو أنا .. لا شيء يغيرنا للأفضل سوى معرفتنا لهويتنا الداخليه ومعرفة كيفية تطوير تلك الهوية لما يتماشى مع قدراتنا الذهنية والاجتماعية والثقافية, فلا يمكن أن نتجرد من هويتنا لمجرد اننا أعجبنا بطريقة حياة و مباديء ومفاهيم مجتمعات اخرى تختلف كل الاختلاف عن بيئتنا وطبيعتنا الايديلوجية, بغض النظر عن ايجابية أو سلبية تلك المجتمعات.
 
ولكي نعرف أنفسنا أكثر يجب أن نأخذ ( استراحة ) من المحيط الذي حولنا .. ونجلس ونتفكر في طبيعتنا .. وسلبياتنا وإيجابياتنا .. فالبعض يكتشف نفسه ويعرفها خلال ساعات والبعض يحتاج ايام أو شهور وقد تكون سنوات ليعرف نفسه وأخرون قد لا يعرفون هويتهم وانفسهم طول العمر .. لأنهم غافلون وغارقون في بحر المجاملات والتطفل والمديح المتصنع من الآخرين .
مشعل العازمي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*