الرئيسية / رياضة / محمد الهاجري, رمز الإصرار والتميز في لعبتي الكاراتيه والتايكوندو.

محمد الهاجري, رمز الإصرار والتميز في لعبتي الكاراتيه والتايكوندو.

كتبه: علي بن موسى البلوشي- سلطنة عُمان

اليوم، نتحدث عن شخصية من ذهب، ليس الجميع يتصف بمثل هذه الشخصية, شخصية نادرة, رغم ضعف الإنجازات سابقًا إلا أنه يمتلك قوة داخلية غامضة, يتحدى من صغر سنه, شخصية محبوبة لدى الكثير, دائمًا يفكر بالآخرين, شخصية تلعب دور المخادع, ولا يقبل الخسارة..

 

إنه البطل الشجاع محمد بن سالم الهاجري, من أبناء ولاية صور- سلطنة عُمان الحبيبة, مقاتل بالفطرة التي تمتاز بالكثير من المواهب من أقصاها إلى أقصاها, تعلَّق محمد برياضة الكاراتيه وخاض الكثير من المطبات والتحديات والصعاب، وكما تعلمون بأن الصعوبات لا تنتهي وترافق الجميع, واجتاز العديد من البطولات وكانت بداياته غير موفقة, لكنه لم ييأس أبدًا, ولم يكن إنسانًا عاديا قَط, تجاوز كل المراحل الصعبة, حقيقة هذا الشاب الطموح الذي بذل قصارى جهده ليحقق ويسعى جاهدًا لتطوير مهاراته, كان يسير مشيًا على الأقدام من بيته إلى الصالة الرياضية التي تبعد عن بيته بقرابة أربعة إلى خمسة كيلومترات, لكي يثبت نفسه, وضحى من وقته، واستغلَّ وقت فراغه في ممارسة التمارين والتدريبات الشاقة, وهو أحد اللاعبين في صفوف منتخب عُمان للكاراتيه للأشبال.

 

خاض محمد الكثير من النزالات الداخلية- بسلطنة عُمان, شارك في بطولة خريف صلالة الأولى في الكاراتيه وحصد على الميدالية الذهبية في عام 2016م، وكانت بطولة حافلة وقوية وتنافسية جدًّا, وأيضًا في عام 2016 حصل على المركز الأول بالميدالية الذهبية في الكاراتيه في بطولة مركز الشوتوكان الرابعة, ثم أعقبها بحصوله على المركز الأول بالميدالية الذهبية في بطولة أهلي سداب الداخلية للكاراتيه في عام 2016, الذي حمل معه للاعبنا انطلاقة كبيرة، ولم تكن المشاركة السابقة أقل إنجازًا حيث حقق المركز الأول بالميدالية الذهبية في بطولة أهلي سداب الخامسة الدولية في عام 2017م, بالإضافة إلى ذلك حصل على المركزين الثاني والثالث بالميدالية الفضية والبرونزية في بطولة مركز الرواد للكاراتيه في عام 2017م, وهذا فخر وتعزيز لجهوده المبذولة التي حرص عليها، وعمله وتعبه لم يذهبا سدى.

 

وقد شارك في بطولة السلطنة التاسعة للكاراتيه في عام 2017 م، وحاز من خلال هذه البطولة المركز الثاني بالميدالية الفضية, أثبت هذا الشاب العُماني همته واصراره وقوته وعزيمته وتحقيق مسعاه وأهدافه لكي يبرز ما في داخله من تلك الطاقات الكامنة، ولم يتوقف عن الإنجازات حيث حقق لقب “بطل السلطنة” في بطولة السلطنة العاشرة للكاراتيه في عام 2018م, وفي العام نفسه حقق أيضًا المركز الأول بالميدالية الذهبية في بطولة الشوتوكان للكاراتيه. استطاع محمد أنْ يحقق التميز أيضًا في رياضة التايكوندو, وأحرز في بطولة السلطنة للتايكوندو المركز الثاني بالميدالية الفضية في عام 2018, وشارك في بطولة الداخلية للتايكوندو في العام نفسه وحقق المركز الأول بالميدالية الذهبية, وحصل على المركز الثالث بالميدالية البروزنزية في بطولة التحدي للتايكوندو في عام 2018م, وحصد أيضًا في عام 2019م المركز الأول بالميدالية الذهبية في بطولة الشوتوكان للكاراتيه السادسة, وحصد لقب “بطل السلطنة” في بطولة السلطنة الحادي عشر للكاراتيه في عام 2019م, وتمَّ اختيار محمد ضمن بعثة منتخب عُمان للكاراتيه, حيث شارك في بطولة غرب أسياء في عام 2019 م في ماليزيا, ولكن لم يحالفه الحظ كونها أول مشاركة خارجية له، ولكن هذا الشاب يسعى لتحقيق حلم الطفولة, ومستقبلًا سيحقق نتائج إيجابية مع طاقم الفريق، وبالتحدي والإرادة بالقوة والعزيمة سيحققون إنجازات سنفرح بها جميعًا بإذن الله.

وأضاف محمد قائلا: لقد كان المدربان, السنسي يوسف وسنسي هلال, العامل المحفز لي, وكانا أخوين لي قبل أنْ يعاملاني كـ تلميذ لديهما, لولا الله ثم هما لم أكن بطلًا قط متميزًا في رياضة الكاراتيه, تعلمتُ منهما أنْ أتمتع بالرغبة الكبيرة والتحدي الصارم, دائمًا كنت فخورًا بهما, والحمد لله على ذلك, أخبراني ذات يوم أنَّ الفوز في البطولة سيُسيني تلك المعاناة التي عانيتها منذ الصغر والخسارة في الماضي, الذي لا يخسر لا يتعلم فعلًا, ولكني مع كل خسارة تعلمت من خلالها أشياء كثيرة, ولقد استفدتُ من أخطائي لأتفاداها في كل النزالات, لا يكفي الشكر لهم, هذان الرجلان فقط, ساعداني في القضاء على مشاكلي الشخصية, يقفان معي دائما كـأب وكـأخ في نفس الوقت, كلمة الشكر لا توفي بحقهما, يعجز التعبير حقّا عن الثناء عليهما.

وتدرج محمد بحديثه أيضًا قائلا: أما عن مدرب التايكوندو, ماستر صالح, فقد تعلمتُ منه أنَّ الثقة بالنفس لها تأثير كبير على أداء التمارين بشكل فعال، وأيضًا العامل النفسي هو مصدر رئيس في الأداء وفي تحقيق النتائج للنجاح والفوز وهو سر تميُّز اللاعب, دائمًا يشجعني ويحفزني ويقف بجانبي وأستند إليه ويخبرني بأنني مصدر الرعب للخصوم في لعبة, لأنَّ التفاؤل يعتبر عاملًا نفسيًّا مساعدًا، وتغيير في المعنوية من الضغوط النفسية المصاحبة للاعب, اللاعب إذا وجد تحفيزًا وتشجيعًا ترتفع معه درجة الثقة بالنفس، ويتوافر لديه سلاح قوي في مواجهة الكثير من الأزمات، فتجده يصارع بقواه لكي لا يُهزم, وهذا ما وجدته مع المدرب, ماستر صالح, وكلمة شكرًا قليلة في حقه, فشكرًا لك يا مدربي.

 

وقد حرص محمد طوال هذا المشوار الرياضي على أنْ يشارك في بناء وطنه بالعلم إلى جانب رفع اسمه في مجال الرياضة، وياله من شعور نبيل وأخلاق رياضية عالية.

وفي النهاية عزيزي القارئ، أنت شريك في صنع هذا النجاح مع لاعبنا محمد بن سالم؛ وذلك بتشجيعه ودعمه؛ لكي يستمر هذا الشاب، بل قد يكون دعمنا له وتشجيعنا إياه هو الوقود الذي يلهب حماسه، ويدفعه للنجاح والتطور دفعًا. نعم أنت شريكه في هذ النجاح بدعمك الصادق النابع من القلب، البعيد عن المجاملات.

محمد بن سالم، إلى الأمام يا بطل، ومن نجاح إلى آخر، وفي رياضتك، فوطنك يستحق منك الكثير، وأنت أهل لذلك.

 

 

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*