الرئيسية / عربي وعالمي / إردوغان: سنهاجم شرق الفرات براً وجواً خلال ساعات

إردوغان: سنهاجم شرق الفرات براً وجواً خلال ساعات

مع وصول خطة إنشاء المنطقة الآمنة إلى طريق مسدود، هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بمهاجمة الوحدات الكردية داخل سورية خلال 48 ساعة، في خطوة سارعت قوات سورية الديمقراطية المدعومة أميركياً بإعلان أنها ستدافع عن نفسها ضد أي هجوم غير مبرر، محذرة من حرب شاملة.

غداة تنفيذ القوات التركية والأميركية الدورية الثالثة، تنفيذا لاتفاق المنطقة الآمنة داخل سورية، حدد الرئيس رجب طيب إردوغان غدا أو بعد غد موعدا لاجتياح منطقة شرق الفرات جوا وبرا، لطرد الوحدات الكردية المنتشرة فيها.

وعلى غرار هجومي الجيش التركي في سورية، الأول 2016 ضد تنظيم داعش، والثاني في 2018 ضد الوحدات الكردية، قال إردوغان، خلال الاجتماع التشاوري والتقييمي الموسع لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم، “استكملنا خططنا وتحضيراتنا، وأعطينا التعليمات اللازمة للانطلاق بتنفيذ العملية العسكرية جوا وبرا، وهدفنا إرساء السلام بمنطقة شرق الفرات، ودحر خطر الإرهاب عن الحدود الجنوبية”.

ووجه الرئيس التركي حديثه إلى الولايات المتحدة، بقوله: “الكلام انتهى لمن يبتسمون في وجهنا ويماطلوننا بأحاديث دبلوماسية عن إبعاد بلدنا عن المنظمة الإرهابية”، مشددا على أنه مصمم على “فتح ممرات السلام” في تلك المنطقة، وتوفير العودة الآمنة لمليون من أصل نحو 3.6 ملايين لاجئ سوري تستقبلهم تركيا.

وأضاف: “وجهنا كل التحذيرات إلى محاورينا حول شرق الفرات، لقد كنا صبورين بما فيه الكفاية، ورأينا أن الدوريات البرية والجوية مجرد كلام”، موجهاً سؤالا إلى شركائها الأميركيين، “أفصحوا لنا، هل تعتبرون حزب العمال الكردستاني وذراعه بسورية وحدات الحماية الكردية والذي تحاولون التستر عليه تحت اسم قوات سورية الديمقراطية (قسد) تنظيما إرهابيا أم لا؟”.

حرب شاملة

وعلى الفور، ردت “قسد” على التهديدات التركية بالتعهد بخوض حرب شاملة للدفاع عن مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية. وكتب مدير مكتبها الإعلامي مصطفى بالي، على حسابه في “تويتر”، ان قواته ملتزمة بإطار الاتفاق الأمني في مناطق سيطرتها على الحدود السورية التركية، وستتخذ الخطوات اللازمة للحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

وقال بالي: “لن نتردد في تحويل أي هجوم غير مبرر من جانب تركيا إلى حرب شاملة على الحدود كلها للدفاع عن أنفسنا وشعبنا”.

دوريات ومباحثات

وقبل ساعات، سيرت القوات الأميركية والتركية دورية ثالثة أمس في منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، تنفيذا لاتفاق المنطقة الآمنة.

وقال مصدر في مجلس تل أبيض العسكري: “دخلت أربع آليات عسكرية مدرعة تركية الأراضي السورية من قرية رفة 15 كم شرق تل أبيض، وتوجهت برفقة مدرعات أميركية من قرية رفة باتجاه برج السيراتيل في قرية سعيدة”.

وأكد المصدر أن الآليات الأميركية والتركية تجولت في منطقة الحدود تحت غطاء من طائرات مروحية مشتركة انطلقت من مدينة أقجه قلعة التركية المقابلة لمدينة تل أبيض.

في الأسبوع الأول من سبتمبر، بدأ الجنود الأتراك والأميركيون تسيير دوريات مشتركة استكمالا للمرحلة الثانية من اتفاق نص على تحديد منطقة آمنة بعمق من 13 إلى 30 كلم، وهو الأمر الذي رفضته الوحدات الكردية، وأكدت أنها لن تسمح بأكثر من 5 كلم.

وفي اتصال هاتفي الخميس، بحث وزير الدفاع الأميركي مارك اسبر مع نظيره التركي خلوصي أكار تطورات الوضع بسورية، وتنفيذ “الآلية الأمنية لضمان أمن الحدود بطريقة مستدامة”، مشددا على أن هذه الآلية ضمان لتمكين التحالف الدولي من منع عودة تنظيم داعش، والإبقاء “على الالتزام الكامل بالتنسيق الوثيق فيما يتعلق بالعمليات العسكرية”.

وفي اتصال مماثل، بحث رئيس الأركان التركي يشار غولر ونظيره الأميركي مارك ميلي ملف المنطقة الآمنة ووجهات النظر حولها.

في غضون ذلك، لاقى إعلان رئيس الحكومة المؤقتة عبدالرحمن مصطفى، أمس الأول من تركيا، عن اندماج “الجيش الوطني” و”الجبهة الوطنية للتحرير” في جسم عسكري واحد تابع لوزارة الدفاع، ترحيبا من فصائل المعارضة وفي مقدمتها “جيش الإسلام”، وتساؤلات من البعض عن توقيت ومكان الإعلان، باعتبار أنه جاء في ظل تهديد تركيا بمهاجمة شرق الفرات.

وتتألف الهيكلية الجديدة، التي تعد أكبر عملية للتخلص من “جبهة النصرة” سابقا وحلها، من وزير الدفاع ورئيس الأركان اللواء سليم إدريس ونائبه عن منطقة عمليات “درع الفرات وغصن الزيتون” التركية بريف حلب العميد عدنان الأحمد، الذي يشرف على الفيالق الثلاثة الأولى.

معركة إدلب

وفي خرق جديد للتهدئة المعلنة نهاية أغسطس الماضي، وجه سلاح الجو الروسي صباح أمس سلسلة ضربات استهدفت تمركزات ومواقع لتنظيمي “حراس الدين” و”أنصار التوحيد”، ألد أعداء واشنطن شرق إدلب، ما أسفر عن مقتل “ما لا يقل عن تسعة” من مقاتلي التنظيمين المتشددين، وإصابة ما لا يقل عن ثمانية منهم بجروح، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبينما أشار المرصد إلى أن قوات النظام شنت الخميس قصفا مدفعيا على معرة النعمان، دون أن يسفر عن أضرار، ذكرت منظمة “سيف ذي تشيلدرن” البريطانية أن العملية استهدفت مركزا صحيا تُقدم له الدعم، مما أدى إلى توقفه عن العمل وإصابة 7 أشخاص بجروح، موضحة أنه كان يؤمن خدمات لـ300 ألف شخص بالمنطقة، مع نحو 200 زائر يوميا، ويقدم مساعدة يحتاج إليها بشدة مئات الأطفال.

سياسيا، بحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، وممثلي الأحزاب السياسية والمجتمع المدني في سورية، عملية التسوية، بما في ذلك إرساء عمل اللجنة الدستورية في جنيف.

كما أعلنت قوات مجلس تل أبيض العسكري التابع لـ”قسد” أنها أتمت استعداداتها العسكرية في المناطق الحدودية، مؤكدة أنها جاهزة للدفاع عن المنطقة، وعدم السماح للأتراك بدخولها.

ووفق سكان تل أبيض فإن تعزيزات عسكرية تركية كبيرة وصلت إلى الحدود، مؤكدين أن مدينتهم تشهد وريفها حركة محدودة، بسبب قلق إزاء إمكانية دخول الجيش التركي، والخوف من وقوع مواجهات مع “قسد”.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*