الرئيسية / محليات / «بيان» … القصر الذي طواه النسيان تم هدمه عام 1960 وحل مكانه مستشفى مبارك الكبير

«بيان» … القصر الذي طواه النسيان تم هدمه عام 1960 وحل مكانه مستشفى مبارك الكبير

‮«‬كونا‮»‬‭: ‬عندما‭ ‬يذكر‭ ‬اسم‭ (‬قصر‭ ‬بيان‭) ‬يذهب‭ ‬خيالنا‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬القصر‭ ‬الفخم‭ ‬الذي‭ ‬بني‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬السابق‭ ‬الشيخ‭ ‬جابر‭ ‬الأحمد‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬والذي‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بيان‭ ‬ويحده‭ ‬من‭ ‬الغرب‭ ‬طريق‭ ‬السفر‭ ‬السريع‭ ‬ومن‭ ‬الشمال‭ ‬الطريق‭ ‬الدائري‭ ‬الخامس‭.‬

ولكن‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬أخذ‭ ‬هذا‭ ‬القصر‭ ‬اسمه‭ ‬من‭ ‬قصر‭ ‬قديم‭ ‬كان‭ ‬موجودا‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬حاكم‭ ‬الكويت‭ ‬العاشر‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الذي‭ ‬بنى‭ ‬القصر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1931‭ ‬وأطلق‭ ‬عليه‭ ‬اسم‭ (‬قصر‭ ‬بيان‭) ‬لوقوعه‭ ‬على‭ ‬مرتفع‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ (‬صيهد‭).‬

وحول‭ ‬قصر‭ ‬بيان‭ ‬القديم‭ ‬قال‭ ‬مركز‭ ‬البحوث‭ ‬والدراسات‭ ‬الكويتية‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ (‬رسالة‭ ‬الكويت‭) ‬المجلد‭ ‬الثالث‭ ‬إن‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬الجابر‭ ‬بنى‭ ‬القصر‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬العشرينيات‭ ‬ليكون‭ ‬استراحة‭ ‬يقضي‭ ‬فيها‭ ‬أيام‭ ‬الربيع‭ ‬مع‭ ‬أسرته‭ ‬وأصدقائه‭.‬

وأضاف‭ ‬الكتاب‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القصر‭ ‬كان‭ ‬يتألف‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أقسام‭ ‬الأول‭ ‬القسم‭ ‬الشمالي‭ ‬ويشتمل‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬أو‭ ‬الديوان‭ ‬والمسجد‭ ‬ثم‭ ‬غرف‭ ‬عمال‭ ‬المنزل‭ (‬الخدم‭) ‬فغرفة‭ ‬سكرتير‭ ‬الأمير‭ ‬الخاص‭ ‬وهو‭ ‬السيد‭ ‬عزت‭ ‬جعفر‭ ‬ثم‭ ‬غرفة‭ ‬الأولاد‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬يقيم‭ ‬فيها‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬جابر‭ ‬الأحمد‭ ‬الصباح‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬القسم‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬القصر‭ ‬‮«‬يقع‭ ‬في‭ ‬جنوبي‭ ‬القسم‭ ‬الأول‭ ‬ويشتمل‭ ‬على‭ ‬غرفة‭ ‬الحاكم‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬الجابر‭ ‬وغرفة‭ ‬الشيخة‭ ‬مريم‭ ‬الجابر‭ ‬أخت‭ ‬الأمير‭ ‬ويليها‭ ‬غربا‭ ‬المطبخ‮»‬‭ ‬أما‭ ‬القسم‭ ‬الثالث‭ ‬فكان‭ ‬‮«‬يشتمل‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأكواخ‭ ‬لسكن‭ ‬الحرس‭ ‬فيما‭ ‬يحيط‭ ‬بالقصر‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬أشجار‭ ‬الأثل‮»‬‭.‬

وعن‭ ‬موقع‭ ‬قصر‭ ‬بيان‭ ‬القديم‭ ‬أوضح‭ ‬الكتاب‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬يقع‭ ‬‮«‬جنوب‭ ‬قرية‭ ‬حولي‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬يؤمها‭ ‬آنذاك‭ ‬أهل‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الربيع‭ ‬للنزهة‭ ‬وكان‭ ‬يزور‭ ‬القصر‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬أصدقاء‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬الجابر‭ ‬ومنهم‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬الخليفة‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬بيت‭ ‬ومزرعة‭ ‬في‭ ‬حولي‭ ‬وكذلك‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬البحر‭ ‬ومحمد‭ ‬العتيبي‭ ‬والسيد‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬السيد‭ ‬خلف‭ ‬النقيب‭ ‬ومحمد‭ ‬السميط‮»‬‭. ‬بدوره‭ ‬قدم‭ ‬أيوب‭ ‬حسين‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ (‬حولي‭ ‬قرية‭ ‬الأنس‭ ‬والتسلي‭) ‬بعض‭ ‬المعلومات‭ ‬عن‭ ‬قصر‭ ‬بيان‭ ‬القديم‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬البناء‭ ‬حيث‭ ‬ذكر‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬‮«‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬عدة‭ ‬وحدات‭ ‬من‭ ‬المباني‭ ‬الطينية‭ ‬وهو‭ ‬يشرف‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬منازل‭ ‬القرية‭ ‬وما‭ ‬يحيط‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬البراري‭ ‬والفلوات‭ ‬فهو‭ ‬بمثابة‭ ‬الحارس‭ ‬الأمين‭ ‬الذي‭ ‬يمنح‭ ‬بيوت‭ ‬القرية‭ ‬الأمن‭ ‬والطمأنينة‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬حسين‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬إن‭ ‬‮«‬قرية‭ ‬حولي‭ ‬لم‭ ‬تزدهر‭ ‬ويكثر‭ ‬سكانها‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬1931‭ ‬أي‭ ‬بعدما‭ ‬أنشئ‭ ‬قصر‭ ‬بيان‭ ‬والذي‭ ‬يبتعد‭ ‬عن‭ ‬القرية‭ ‬بحوالي‭ ‬كيلومتر‭ ‬واحد‭ ‬فقط‮»‬‭.‬

وأشار‭ ‬الى‭ ‬مسجد‭ ‬القصر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يرتاده‭ ‬المصلون‭ ‬من‭ ‬حولي‭ ‬والنقرة‭ ‬لأداء‭ ‬صلاة‭ ‬الجمعة‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬خطيبهم‭ ‬يومئذ‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬خالد‭ ‬العدساني‭ ‬أما‭ ‬باقي‭ ‬الفروض‭ ‬فكان‭ ‬الأمير‭ ‬وحاشيته‭ ‬وزواره‭ ‬يؤدون‭ ‬فيه‭ ‬الصلاة‭ ‬حيث‭ ‬يؤمهم‭ ‬الأمير‭ ‬بنفسه‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬هجر‭ ‬القصر‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬الجابر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1950‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1960‭ ‬تم‭ ‬هدمه‭ ‬وحل‭ ‬محله‭ ‬مستشفى‭ ‬مبارك‭ ‬الكبير‭.‬



عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*