«كونا»: عندما يذكر اسم (قصر بيان) يذهب خيالنا إلى ذلك القصر الفخم الذي بني في عهد المغفور له أمير البلاد السابق الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه والذي يقع في منطقة بيان ويحده من الغرب طريق السفر السريع ومن الشمال الطريق الدائري الخامس.
ولكن في الحقيقة أخذ هذا القصر اسمه من قصر قديم كان موجودا في عهد حاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الذي بنى القصر في عام 1931 وأطلق عليه اسم (قصر بيان) لوقوعه على مرتفع من الأرض (صيهد).
وحول قصر بيان القديم قال مركز البحوث والدراسات الكويتية في كتاب (رسالة الكويت) المجلد الثالث إن الشيخ أحمد الجابر بنى القصر في أواخر العشرينيات ليكون استراحة يقضي فيها أيام الربيع مع أسرته وأصدقائه.
وأضاف الكتاب أن هذا القصر كان يتألف من ثلاثة أقسام الأول القسم الشمالي ويشتمل على المجلس أو الديوان والمسجد ثم غرف عمال المنزل (الخدم) فغرفة سكرتير الأمير الخاص وهو السيد عزت جعفر ثم غرفة الأولاد والتي كان يقيم فيها المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح وصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.
وأوضح أن القسم الثاني من القصر «يقع في جنوبي القسم الأول ويشتمل على غرفة الحاكم سمو الشيخ أحمد الجابر وغرفة الشيخة مريم الجابر أخت الأمير ويليها غربا المطبخ» أما القسم الثالث فكان «يشتمل على عدد من الأكواخ لسكن الحرس فيما يحيط بالقصر مجموعة من أشجار الأثل».
وعن موقع قصر بيان القديم أوضح الكتاب انه كان يقع «جنوب قرية حولي والتي كان يؤمها آنذاك أهل الكويت في أوقات الربيع للنزهة وكان يزور القصر عددا من أصدقاء الشيخ أحمد الجابر ومنهم الشيخ عبدالله الخليفة الذي كان له بيت ومزرعة في حولي وكذلك عبدالرحمن البحر ومحمد العتيبي والسيد عبدالوهاب السيد خلف النقيب ومحمد السميط». بدوره قدم أيوب حسين في كتابه (حولي قرية الأنس والتسلي) بعض المعلومات عن قصر بيان القديم لا سيما من ناحية البناء حيث ذكر أنه كان «عبارة عن عدة وحدات من المباني الطينية وهو يشرف على جميع منازل القرية وما يحيط بها من البراري والفلوات فهو بمثابة الحارس الأمين الذي يمنح بيوت القرية الأمن والطمأنينة».
وقال حسين في كتابه إن «قرية حولي لم تزدهر ويكثر سكانها إلا بعد عام 1931 أي بعدما أنشئ قصر بيان والذي يبتعد عن القرية بحوالي كيلومتر واحد فقط».
وأشار الى مسجد القصر الذي كان يرتاده المصلون من حولي والنقرة لأداء صلاة الجمعة حيث كان خطيبهم يومئذ الشيخ إبراهيم بن عبدالله بن خالد العدساني أما باقي الفروض فكان الأمير وحاشيته وزواره يؤدون فيه الصلاة حيث يؤمهم الأمير بنفسه.
وأضاف أنه تم هجر القصر بعد وفاة الشيخ أحمد الجابر في عام 1950 وفي عام 1960 تم هدمه وحل محله مستشفى مبارك الكبير.