الرئيسية / كتاب وآراء / امرأة يوقعها حب في الضياع… بقلم : سهله المدني

امرأة يوقعها حب في الضياع… بقلم : سهله المدني

 وفي عالم غريب يجهله العقل ويجهله المنطق ويسيطر عليه حب الوطن وكرهه في
آن واحد وفيه خيانة وفيه وفاء في آن واحد ، فهناك شيء غريب لم يكن يعتقد
أحد بأنه سيحدث وهو بأن تكون المرأة جاسوسة أو حتى أن تصل إلى هذه
المكانة الغريبة، فأصبح جسد المرأة سلعة للوصول إلى أسرار كبيرة لا
يستطيع أحد  الوصول لها  وكأن جسد المرأة أصبح جسرا إلى أسرار كبيرة يمكن
أن تجعل دول تتدمر أو حتى تسقط إلى الهاوية فكثير كانت مطامعهم وأمالهم
بعيدة للوصول إلى ثروة أو  مكانة كبيرة في المجتمع، او بسبب قلب تحطم وجعله قلبه يصل إلى هذه المرحلة فجعله يغير دينه ويقوم بخيانة وطنه بسبب الحب الذي في قلبه.

امينة مفتي : أمينة مفتي  ولدت  عام  1939في قرية في ضواحي عمان
الراقية وهي من عائلة ثرية جدا فوالدها تاجر مجوهرات ثري، ووالدتها  سيدة
مجتمع تجيد  أربع  لغات  وذات علاقات قوية  في المجتمع  الراقي وعمها
برتبة لواء في البلاط الملكي ، كانت مدللة جدا وكل طلباتها كانت تلبى
وحظيت بالدلال ولم يكن يرفض لها طلب ، وكانت تعيش في بيت يشبه القصر ،
وفي مرحلة الثانوية  بدأت تشعر بأنوثتها وتحب الحرية وتحلم بالحب وكانت
تسخر من العادات والتقاليد وتطمح للحرية والانطلاق ، بدأ قلبها ينبض
ويشعر بالحب وفي ثوراتها المتقلبة احبت شاب اصله فلسطيني ، احبته بجنون
كان قلبها الذي تنبض به ولكنه صدمها بجنون فلم يحبها ولم يبادلها الحب
وكانت صدمتها الكبرى عندما أختار فتاة جميلة فقيرة وفضلها عليها لأنها
أكثر منها اتزان  وأجمل منها وكتب لها رسالة صدمتها وقال فيها : أنها
أنانية، مغرورة، سريعة الغضب، شرسة الطباع ، وعلمت من هذه الرسالة  بأنه
لا يبادلها الحب  ، شعرت بأنه يراها بنظرة ضيقة ويراها لا تفهم الحياة
بشكل جيد وتربت تربية خاطئة جدا وزلزل قلبها الصغير وصدمها جدا وتملكتها
رغبة شديدة جدا  ومجنونة في الانتقام والثأر ، وتلك الصراعات التي مرت
بها مع قلبها الذي تحطم من الحب جعل مستواها الدراسي يتحطم فكانت درجاتها
في الثانوية العامة متوسطة جدا إذ مشاعرها أثرت على مستواها الدراسي
فكان في تلك الفترة الطبقة الثرية في الأردن عندما تكون الدرجات متوسطة
لأبنائهم يرسلونهم إلى أوروبا لكي يدرسوا في جامعاتها ،ومن هنا بدأت
المرحلة الأولى التي تقربها إلى أن تكون جاسوسة كانت الانطلاقة الأولى من
سفرها ، وفي عام 1957 التحقت بجامعة فيينا، وأقامت بالمنزل رقم 56 شارع
يوهان شتراوس لعدة أسابيع، قبل ما يفتح القسم الداخلي أبوابه لإقامة
الطالبات المغتربات . وبدأت حياة جديدة وغامرة وقد جمعتها الحجرة بطالبة
مرحة في نهائي الطب – وتدعى جولي باتريك – من جوهانسبرج، ذات خبرة كبيرة
بالحياة الاوروبية. وفي متنزهات المدينة الساحرة، والحرية اللانهائية
لفتاة من الشرق، فعلمتها جولي التدخين، وحذرتها من العلاقات الجنسية مع
الشباب حيث الحمل والاجهاض، وحببت اليها أسلوباً جنسياً خاصاً بالنساء،
يرتقى بالمتعة الى ذروة الانتشاء، والأمان، فأقبلت أمينة على التساحق مع
الفتاة الخبيرة بالشذوذ، وشيئاً فشيئاً أدمنت الفعل الخبيث حتى الثمالة،
فقد رأت فيه انطلاقتها وتحررها من قيود الشرق، والخجل.
ومع انتهاء العام الدراسي الأول، وعودة جولي الى وطنها، افتقدت أمينة
لسعات الخدر الجميل، فتقربت من فتاة أخرى تدعى جينفيف ووترود، وسعت
لإدارة الدار لكي تشاركها الحجرة الواحدة، والشذوذ الذي تزداد جرعاته
العطشى يوماً بعد يوم. وهكذا مرت الدراسة في جامعة فيينا تصخب بالذة
والبحث عن التحرر وحب للحرية وحصلت على بكالوريوس علم نفس الطبي وتعود في
أغسطس 1961 الى عمان مكرهة، تضج بالمعاندة والنفور، وتحمل بداخلها طبائع
أخرى، وأحاسيس مختلفة، وآلام الهجرة الى القيود والرقابة وكبت للحرية
التي كانت تبحث عنها وكانت تمارسها ، وفي غمرة ونشوة تذكرت حبيبها السابق
بسام ومعاناتها معه وحزنها وكأبتها فبحثت عنه كثيرا وعلمت بانه تزوج من
فتاة فاتنة وجميلة جدا وفقيرة ولم يكن في داخلها الا أن تهرب وتسافر
وسافرت إلى النمسا هربا من فشلها في الحب هربا من قلبها الذي تمزق وتحول
إلى قطع صغيرة لم تعد ترى منه شيء . ولم تجد حلاً لأزمتها إلا السفر
ثانية الى النمسا، بدعوى استكمال دراستها العليا لنيل الدكتوراه، عازمة
على ألا تعود الى الشرق أبداً. وتعرفت على فتاة يهودية وكانت صديقتها
وتمارس معها الشذوذ الجنسي واحبت أخوا صديقتها وكان أول رجل تمارس معه
الجنس شعرت بلذة عجيبة لم تشعر بها من قبل وعلمت بأن الرجل هو الذي من
سيشبع رغبتها احبته بجنون كان قلبها وروحها وكان كل شيء تعيش من أجله
اعتنقت الديانة اليهودية من أجله وتزوجا فهو من ساعدها في الحصول على
شهادة الدكتوراه في علم النفس الطبي ، وفي آخر يناير 1973 طار بطائرته
الـ سكاي هوك باتجاه الجبهة السورية، فأسقطته مدفعية السوريين في أول
طلعة استطلاع له، واعتبر مفقوداً منذ تلك اللحظة لأن سوريا لم تعلن عن
أسر الطيار الاسرائيلي كما كان يحدث، لكنها أعلنت بأن الطائرة انفجرت في
الجو وقائدها بداخلها. لم تصدق موته كانت مصدومة من الخبر وقالت بانه حي
ولم يمت وكرست حياتها للانتقام من العرب لموت زوجها وتسببت في موت الكثير
منهم وجعلت جسدها جسرا للدعارة لكي تكسب عن طريقه أسرار تدمر بها العرب
وتجعلهم يفقدوا قوتهم وقدرتهم على مواجهة  اليهود ، قصتها طويلة وتحمل
اسرار كبيرة يجهلها  الجميع فقلبها حول منها إلى كارهة للعروبة كارهة
لأصلها ولمن تنتمي لهم جعلها تفقد دينها وتفقد اسرتها وتفقد قدرتها على
تصديق الواقع وبأن الحب لم يخلق لكي يجعل القلوب تتحطم او حتى تصل إلى
الهاوية ، قصتها يصعب على الحروف أن تصفها فهي قصة امرأة مغرورة وقوية
وكارهة لكل ما يحطم قلبها  كارهة للعادات والتقاليد فبسام الذي لم
يبادلها الحب ولم يشعر بصدق مشاعرها  هو من تسبب في جعلها بأن تصل إلى
هذه المرحلة وتهرب من واقعها وتدخل حياة وواقع من تحبه وتغير ديانتها
لأجله وتترك اسرتها رغم ثرائهم والقوة التي يمتلكونها لم تأبه لهذا  كله
، وهذا دليل قاطع بأن القلب يوصل إلى أشياء لم تكن في الحسبان ولم يكن
يتوقع أحد بأنه سيصل لها فلا تجعلوا قلوبكم مستسلمة لأشياء يرفضها العقل
والدين والإنسانية والقيم التي يؤمن بها ، ليس في كل مرة يكون صوت القلب
صادق فأحيان يكون صوت القلب كاذب يوصل إلى قذارة كبيرة ويوقع في ملذات
محرمة.

بقلم : سهله المدني

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*