الرئيسية / كتاب وآراء / عقول مؤى لأحلام كاذبة ،،، بقلم : سهله المدني

عقول مؤى لأحلام كاذبة ،،، بقلم : سهله المدني

نحن أمام أفكار عجيبة ولغة غريبة عن العقل والعاطفة ، فالزواج رباط مقدس بالمسؤولية التي تكون فيه والجهد الذي يتناوله فلغة الزواج بعيدة جدا عن لغة الحب، فالحب شعور جميل يرافق القلب والجسد والروح والزواج مسؤولية مادية وفكرية وعقلية وهذه معادلة خاطئة عندما نقارن الزواج بالحب، فالحب يجعلك تشعر بأنك لا ترى سواه فعيوبه خفية ونظراته بعيدة عنك فأنت ترى الجانب الحسن فيه ولا ترى الجانب السيء في طباعه وتكتفي بالنظر له ورؤيته خلسة، أما الزواج فهو أمامك ترى عيوبه وترى كل شيء فيه وتراه طوال اليوم، فأنت سيتحرك في داخلك جانب المسؤولية من أجل بناء وتطور هذه الأسرة ومن أجل تقوية الروابط الأسرية، فتجد دائما وليس قليلا في المجتمع الخليجي الزوجة بعيدة عن زوجها لا يكون هناك حب أو حتى كلمات عشق يتبادلها الطرفان، بل تجد الماديات والمشاكل تسيطر على مشاعرهم وتقتلها وتجعل كل واحد منهم يعاتب الآخر ويقول له عيوبه، فعلاقة زواج مبنية على عدم الحب لن تكتمل ولن تكون فيها لذة ورغبة وسعادة فالعقل وحده بدون حب لا يصبح صاحبه يشعر بقلبه فقلبه سيموت لأن عقله يتحدث فقط، كثير من الأزواج تجدهم لا يشعروا بالشوق لبعضهم وتجدهم لا يشعروا بلذة القبلات ولمسات الأيدي، فتجد أجسادهم بلا مشاعر وعواطفهم بائسة بلا رحمة أو حتى بلا شوق لمن حولها، وتجد الكلمات بينهم لم يعد لها وجود والنظرات لم يعد تأثيرها ساحر، وتجد كل واحد منهم لا يشعر بما يملك الآخر من جمال وثقافة وسحر وكل واحد منهم ينظر لمن لن سيكون له ويجعل من نفسه أضحوكة للقصة لن تكتمل لأن أبطالها ليس لهم وجود، ويكون الضحية فيها هم، فالزواج أصبح مقبرة وليس لذة لانه لم يبنى على أساس مكتمل فالمرأة تبحث عن الثروات من ورائه وإذا لم تجدها تشعر بالحزن والرجل أيضا يبحث عن نفس الشيء ويكون هناك تصادم وكره وحرب بينهم لأنهم لم يجدوا ما يريدوا ولأنهم لم يفكروا بأن الزواج لا يجب أن يبنى على المصالح المادية لأنه سيفشل وستكون نهايته سيئة، لأن الماديات عندما يفكر بها المرء يفقد إنسانيته ويفقد احترامه وحبه للآخرين، لأنه يرى بأنه ظلم ولم يجد ما يسموا له، الحب عندما يزيد عن اللازم يفقد العقل ويجعل المرء لا يفرق بين الحقيقة أو الكذب، ولكننا لا ننكر بأنه له أساس كبير في جعل روابط قوية بين الأزواج فهو يجعلك لا ترى عيوب من تحب ولا ترى أنه قلل من شأنك ولا ترى بأنه ناقص فهو أمامك كامل هذا ما يجعل الناس تتفق وتفهم بعضها بسببه فهو أن فقد، فإن المرء فقد كثيرا من الرحمة وكثيرا من الشعور بما يشعر به الغير من حزن، فتكون قبلاتهم جافة بعيدة عن الحب ومقيدة بالطمع وحب الوصول لأهداف معينة هكذا تكون كلها كره وتشاؤم وانتظار لما لا ولن سيحدث مهما فعلوا، فالأجساد لا تفعل ما لا يستطيع فعله القلب، فهي مقيدة بأوامر وما يشعر به يكون ردة فعل منه هو وليس منها هي، فلا تجعلوا عقولكم مؤى لأحلام كاذبة ولا لى قلوب قاتلة مقيدة عن الحقيقة فهي بعيدة عن كل شيء يشعر به المرء فهي مقيدة بمصالح كاذبة وقيود لن تتحرر منها، فكل من جعل جسده جسرا لمصالحه، وسيجد العناء في حياته ولن يجد السعادة في الزواج، و سيكون جسده سببا في تعاسته وفي جعله يكره الزواج، فالزواج يجب أن يكون فيه حب وشعور بما يشعر به المرء ومشاركة الزوج أو زوجة لبعضهم مشاكل الحياة وكل واحد منهم يحترم ما يقوله الآخر ويقول وجهة نظره للآخر باحترام وحب ويكونوا قلب ينبض وروح تموت لأجل بعضهم هكذا يستمر الزواج ويكون كله سعادة وحب، فالقلوب عندما تعشق تجعل الحياة وكأنها جنة لا يراها غير العاشق.

بقلم : سهله المدني

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*