الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / «2015» عام جديد… فلنبدأه بالتفاؤل والتأمل والمراجعة لا بالمخالفات الشرعية واتباع الهوى…!

«2015» عام جديد… فلنبدأه بالتفاؤل والتأمل والمراجعة لا بالمخالفات الشرعية واتباع الهوى…!

«2015»..عام ميلادي جديد يطرق الأبواب.. فقد انقضى سلفه بأفراحه وأتراحه.. وها هو عام جديد يطل علينا برأسه وفي جعبته أحداث كثيرة مفرحة كانت أم محزنة ستتعرض لها البشرية وهي تقلب صفحاته..والله وحده سبحانه وتعالى الأعلم بما يحمل لنا العام الجديد من غيب… نعم غيب اختص الله به سبحانه وتعالى علمه السابق للأزمنة المحيط للأمكنة… بعيدا عن التنجيم والتوقعات وهرطقات الفلك وما أكثرها في هذه الأيام.. وحتى لا نستغرق في تفاصيل كثيرة قد تبعدنا عن مقصدنا في هذا المقام، سنعود سريعا إلى العام الجديد «2015» والاحتفال بقدومه أو ما يعرف باحتفالات «رأس السنة» أو «أعياد الكريسماس».. وهذا ما يجب أن يتوقف عنده المسلمون وقفة تأمل ومراجعة ويتساءلوا في ما بينهم: لماذا نحتفل بأعياد الكريسماس.. وما شرعية هذه الاحتفالات بالنسبة لنا.. ألم يحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرنا ألا ندخل في ديننا ما ليس فيه، وألا نبتدع أفعالاً وسلوكيات تخالف ديننا الحنيف، فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «من أحدث في أمرنا ما ليس فيه فهو رد»، وقال أيضاً: «كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار». والأوامر والنواهي في هذا المجال تفوق الحصر… لكننا سنكتفي بهذا القدر لمجرد الاشارة إلى الموضوع الذي نعرض له في هذه العجالة… وهو موضوع الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة أو ما يُعرف بـ «الكريسماس». فها هي الاحتفالات قد بدأت منذ عند أصحابها… وها هي محال الهدايا الخاصة بهذه الأعياد وقد بالغت الاستعداد لها، كما ان الاستعدادات لإقامة الحفلات الغنائية ليلة رأس السنة تجرى على قدم وساق. الغريب في الأمر أن من يزور بلاد المسلمين في هذه الأيام ويراقب سلوك البعض في مجتمعاتنا الإسلامية، وما يراه من مظاهر الفرح والابتهاج، وما يلمسه من بعض فئات المجتمع من تأهب واستعداد لاستقبال أعياد الميلاد والاحتفال برأس السنة الجديدة، بل ومشاركة وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة في مظاهر الحفاوة، يكاد يكذب كل ما يسمعه عن بلاد المسلمين وتشبث شعوبها بدينهم الحنيف. هذه المظاهر المُبالغ فيها، وما ينفق عليها من أموال، وما يحدث فيها من مخالفات شرعية وأخلاقية وغيرها من أمور لا مجال للتفصيل فيها… كل ذلك من أجل الاحتفال بأعياد ليست في ديننا ولا شريعتنا، وإذا عرفنا ان طقوس أعياد الميلاد ورأس السنة هي طقوس في معظمها وثنية وقد نشأت قبل ميلاد المسيح عليه السلام… وتقليدها ناتج عن نقصان الإيمان بالله سبحانه وتعالى أو انعدامه، مع ضياع العقيدة الصحيحة… وإذا كان الأمر كذلك… فلماذا يحتفل المسلمون بها؟ إن هذا السؤال له إجابة عند الجميع لكنها تختلف من إنسان لآخر حسب أهوائه وميوله الفكرية، وصدق عقيدته ومدى تمسكه والتزامه بشريعتنا السمحة.

إن حديثنا عن أعياد الميلاد ورأس السنة، ولماذا يحتفل المسلمون بها، لن يطول في التفاصيل الفقهية والحكم الشرعي للمشاركة في هذه الاحتفالات، فالجميع يعرف أنه لا يجوز للمسلمين الاحتفال بأعياد الميلاد والمشاركة فيها، وهناك من الفتاوى بهذا الخصوص ما يفوق الحصر والعد وكلها مجتمعة على هذا الرأي، وهي لعلماء معتبرين لدى الأمة.. لكننا ومع هذا سنوضح للقارئ العزيز حقيقة بعض طقوس أعياد الميلاد والتي تفيد الدراسات والأبحاث التي صدرت في هذا الصدد، انها وثنية الأصل والمصدر، وانه لا علاقة لها بميلاد المسيح عليه السلام، حتى وان كانت لها ارتباط بذلك فميلاد المسيح نفسه مختلف فيه». وان كان من حسنة في هذا الأمر فهو أن يقف كل منا وقفة مصارحة مع النفس ليسألها عما قدمت من أعمال في عام مضى، وما صدر عنها من تقصير، وما يجب عليها من ادراك لما فات في العام الجديد. نحن المسلمون مطالبون بتذكر أيام الله وما حدث فيها من أحداث عظيمة لأن الذكرى تنفع المؤمنين، وتعيد من انحرف إلى جادة الصواب، وتجعل النفس البشرية في حالة مراجعة دائمة، ومن ثم فإن العام الجديد يذكرنا بذكرى مولد نبي كريم هو سيدنا عيسى عليه السلام ومعجزة ميلاده المجيد لتكون لنا عبرة وعظة ودليلا على طلاقة القدرة الإلهية، وهذا ما يجعلنا إلى الله أقرب وبعرى شريعتنا وديننا الحنيف أوثق… وعن البدع ومحدثات الأمور أبعد… حتى نكون كما قال الله تعالى فينا: «كنتم خير أمة أخرجت للناس…».

إن بيان حقيقة أعياد الميلاد ورأس السنة وحكم الاحتفال بها والمشاركة فيها، ليزيل الغشاوة عن أعين المندفعين وراء اللهو والمتع في هذه الأعياد، ويكشف أيضاً المنطق العقدي لهذه المناسبات، والذي يغيب عن أذهان بعض المسلمين الذين يشاركون فيها. فقدوم السنة الميلادية يجب أن يذكرنا – وحسب – بذكرى مولد رسول ونبي كريم من اولي العزم من الرسل وهو عزيز علينا وحبيب الى قلوبنا الا وهو نبي الله الى بني اسرائيل المسيح عيسى ابن مريم البتول عليه وعلى نبينا افضل واذكى الصلاة والسلام.

وذكرى مولد السيد المسيح عليه السلام يحتفل بها المسيحيون الغربيون يوم 25 من ديسمبر من كل عام، بينما يحتفل بها المسيحيون الشرقيون والأقباط في مصر في اليوم السابع من يناير من كل عام وهو يوافق في التقويم القبطي 29 كيهك ان كانت السنة كبيسة وان كانت بسيطة فيوافق يوم 28 منه – ولقد كان لمولد عيسى عليه السلام عبرة وعظة لأولي الألباب ولمن لهم قلوب وعقول يتفكرون بها في خلق الله ومعجزات فكانت البداية مع امه سيدتنا العذراء الطاهرة المبشرة بالجنة مريم بنت عمران –عليها السلام – فقد نشأت في بيت صالح وبيت كان للنبوة مبعثا ومنبتا وكانت هي لنفسها في ولادتها من أمها امرأة عمران قصة رائعة ذكرها لنا سبحانه وتعالى في كتابة العزيز وهى أبلغ من كل بيان وأصدق من أن يسطرها قلم فقال سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ *فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا المِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ* ) آل عمران من 33:37 وهكذا كان مولدها ونشأتها في بيت العبادة وخدمتها فيه وله فلما أراد ربنا سبحانه وتعالى أن يكمل معجزة الخلق الثلاثية وهو القادر على كل شيء ومن المعروف أن ذرية الانسان تأتى من التقاء الذكر بالأنثى ولابد من توافر السلامة والصحة وعناصر أخرى في الأثنين ولكنه سبحانه وتعالى جلت قدرته وتعالت مشيئته آرانا معجزاته في الخلق فأوجد ابينا آدم من غير أم وأب وأوجد أمنا حواء من آدم دون أم لها وكانت المعجزة الخاتمة في خلق سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا السلام فأوجده وخلقه في عملية حمل وولادة بكل مراحلها وتفصيلاتها والتي تعانيها الأنثى حتى يومنا هذا والى أن يشاء الله ولكنها كانت بأم بلا أب ؛ فولد السيد المسيح في هذا اليوم العظيم في مدينة بيت لحم الفلسطينية ووضعته أمه في مزود بقر بعد أن ذهبت بعيدا عن الناس وقد أفرد القرآن الكريم لها سورة كاملة باسمها روى فيها قصة المولد العظيم كاملة فقال عز من قائل: (وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً* فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِياًّ* قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِياًّ * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِياًّ* قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِياًّ* قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِياًّ* ) مريم من 16:21 ولقد كان مجيء نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام مبشرا ببعث سيدنا محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام والذي قال عن نفسه: «أنا دعوة أبي إبراهيم ونبوءة موسى وبشارة أخي عيسى». (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ). وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نؤمن ونصدق بجميع الأنبياء والمرسلين حيث قال في كتابه الكريم:«آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ».

الاحتفال بأعياد الميلاد

أولا: ان الاحتفال بهذا اليوم يعد عيدا من الأعياد البدعية المحدثة التي لا أصل لها في الشرع وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحداث في الدين. عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أخرجه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد). فلا يخصص يوم بفرح واحتفال إلا بدليل شرعي. ثانيا: لا يجوز للمسلم الاحتفال بعيد إلا بالأعياد المشروعة المأذون فيها في ديننا وقد شرع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين عيد الفطر وعيد الأضحى. فقد روى أبو داود والنسائي وغيرهما بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه قال: (قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون بهما فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما يوم الفطر والأضحى). فالنبي عليه الصلاة والسلام أبطل أعيادهم حتى لا يضاهى بها أعياد المسلمين. ثالثا: لا يشرع في ديننا الاحتفال بمولد أحد مهما كان سواء كان يتعلق بمولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء أو الصديقين والصالحين. فمولد الأنبياء ومماتهم صلوات الله عليهم ليس مناسبة دينية يتقرب بها إلى الله ويظهر فيها الفرح أو الحزن أو غير ذلك من مظاهر الاحتفال. ولذلك لما كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ظن الناس أنها كسفت لموت إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم فرد صلى الله عليه وسلم هذا الظن وأبطله كما أخرج البخاري حديث المغيرة بن شعبة قال كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم فقال الناس كسفت الشمس لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله). ولذلك لم يرد في شرعنا دليل يدل على الاهتمام بمناسبة المولد أو الممات ومشروعية الاحتفال بهما ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو الأئمة المتبوعين الاحتفال بذلك. رابعا: أن الاحتفال بعيد المسيح فيه نوع من إطرائه والغلو فيه والمبالغة في حبه وهذا ظاهر في شعائر النصارى في هذا اليوم. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال (لا تُطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله ) رواه البخاري. وقد نهى الشرع عن تقديس الأنبياء والغلو فيهم وعبادتهم دون الله ورفعهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله تعالى. فالرسل بعثهم الله مبشرين ومنذرين يدعون الناس لعبادة الله لا لأجل عبادتهم والغلو فيهم. خامسا: أن الاحتفال بذلك العيد فيه موالاة لغير المسلمين ومشاركة لهم في شعائرهم وإشعار لهم أنهم على الحق وكل ذلك محرم. قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ). سادسا: ان الاحتفال بعيدهم فيه تشبه بالنصارى فيما هو من خصائصهم وهذا من أعظم الذنوب التي نهى عنها الشرع وذم فاعلها. قال النبي صلى الله عليه وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أبوداود. والتشبه بالظاهر يوجب التشبه بالباطن ويوجب أيضا المحبة والمودة بين المتشبه والمتشبه به. ولذلك قطع الشرع الحكيم كل وسيلة توصل المسلم إلى الإعجاب بهم والرضا بدينهم واللحاق بعسكرهم. سابعا: العيد المشروع للمسلمين ما كان بعد الفراغ من العبادة. فهو شكر لله على تيسيره للعبادة وفرح للمسلم على إتمامه العبادة. فعيد الفطر بعد إتمام الصوم وعيد الأضحى بعد إتمام الحج وعشر ذي الحجة. فهو فرح وعبادة وشكر وإنابة للمولى عز وجل وليس فرحا لمخلوق أو أمر من الدنيا. وهذا المعنى غير موجود في عيد المسيح عليه السلام وشريعته قد نسخت فلا يشرع لمسلم أن يحتفل به ويتبع شرعه. ثامنا: أن الاحتفال بهذا اليوم فيه مخالفة لهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وتنكب لسبيله. فقد كان رسولنا عليه الصلاة والسلام يبالغ في مخالفة طريقة أهل الكتاب ويعجبه ذلك في عبادته وزيه وأخلاقه وعادته في شؤون الدنيا. كمخالفته لهم في استقباله القبلة وفرق شعره وقيام الناس له وتغيير الشيب وصفة السلام وغير ذلك مما هو من خصائصهم. وقد ثبت عنه ذلك بالقول والفعل. وهذا أصل عظيم يجب على المسلم الاعتناء به. وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بوقوع طائفة من المسلمين في التشبه باليهود والنصارى آخر الزمان فقال صلى الله عليه وسلم (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جُحر ضب لتبعتموهم.قال الصحابة يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟) متفق عليه.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*