جديد الحقيقة
الرئيسية / عربي وعالمي / كيف تؤثر رئاسة ترامب على إعادة انتخاب روحاني؟

كيف تؤثر رئاسة ترامب على إعادة انتخاب روحاني؟

بحسب الباحث في السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط هنري جونسون، لا يأتي فرح المتشددين في النظام الإيراني بانتخاب دونالد ترامب رئيساً لأمريكا إلا لأنه “يعقّد بشكل كبير آمال حسن روحاني بالفوز في إعادة انتخابه” لولاية ثانية في مايو  المقبل.

الطبقة الحاكمة في إيران، بمن فيها خامنئي، ملتزمة بالاتفاق. فهي تفضل علاقات جيدة مع أوروبا، خصوصاً حين تكون الولايات المتحدة مهيّأة شخصياً لتدمير الاتفاق بنفسها

فوجهة نظر المتشددين والتي شرحها جونسون في مقال له ضمن مؤسسة الرأي الأمريكية ناشونال إنترست، ترى أنه كيفما غيّر ترامب سياسة بلاده الخارجية، فسيصعّب الأمور أكثر على الرئيس الإيراني الحالي.

وكان ترامب قد وعد بإعادة التفاوض حول الملف النووي أو حتى إبطاله، وربّما لا يكون التمييز ذا أهمية كبيرة على حدّ تعبير الباحث. وقال روحاني بعد فوز ترامب إنه “لا إمكانية” في تغيير الاتفاق. وأشار جونسون إلى أن ترامب “قد لا يعلم كيف يفاوض من أجل اتفاق أفضل” من دون خسارة تأييد دولي لخطوته. وخطابات ترامب توضح أنه لا ينوي تلطيف الاتفاق لصالح إيران.

تبريرات روحاني
منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في يناير  المقبل، كان روحاني يحارب المقاربة التي تفيد بأنّ ذلك الاتفاق كان يفشل. وبرّر الرئيس الإيراني التنازلات التي قام بها من خلال الوعد بحصول إيران على نتيجتين كبيرتين: تحاشي طهران لمواجهة مع أكبر قوة عسكرية، وثانياً، إعادة ضخ الرساميل الأجنبية إلى الاقتصاد الإيراني وإعادة وصله بالأسواق العالمية.

حين تنتقد كيهان
وتابع جونسون كاتباً عن تساؤل المتشددين في إيران عن أسباب تفاوض روحاني على الاتفاق من أجل منافع اقتصادية قليلة. وأورد مقالاً لصحيفة كيهان في يوليو (تموز) الماضي سؤالاً نسبته إلى الشعب الإيراني جاء فيه: “الجمهور يسأل: ما الذي أنجزه الاتفاق النووي لمستوى معيشة الناس ولكرامة إيران الإسلامية؟”. حدث ذلك حين كان لروحاني نظير أمريكي أراد أن ينجح الاتفاق بنفس المقدار الذي أراده روحاني. وأورد جونسون أحد استطلاعات الرأي الذي شملت عيّنته ألف إيراني وأجري في نفس الشهر، حيث بيّنت نتيجته أنّ ثلاثة أرباع الإيرانيين قالوا إنهم لم يروا أي تحسن اقتصادي منذ التوقيع على الاتفاق.

لماذا لم تستفد إيران مالياً؟
يشير جونسون إلى أنّ الأموال لم تتدفق إلى إيران لأن المصارف توقفت عن استئناف العلاقات التجارية مع طهران. فالاتفاق النووي قد يكون رفع القيود عن التجارة العالمية مع إيران، لكنّه لم يمسّ مجموعة كبيرة من العقوبات الأمريكية. وهذه الأخيرة تركت مخاطر مهمة على المصارف العالمية الكبرى. إذاً، كانت الولايات المتحدة بحسب الباحث في موقع دعم مقاربتين متناقضتين للبيئة الاستثمارية في إيران: واحدة مبنية على الخوف من التداعيات القانونية والأخرى على الفرصة المؤاتية للاستفادة مالياً.

وشرح جونسون تلك الازدواجية بأنها عكست إلى حد ما، التوتر بين وزارة الخزانة الأمريكية التي أرادت تشديد العقوبات ووزارة الخارجية التي ارتأت تسهيل التواصل مع إيران. هذا التوتر أدى إلى خلق “مناخ من الغموض” على مستوى المجتمع الاقتصادي الدولي.

“زيارة نادرة”
وغالط روحاني ووزير خارجيته محمّد جواد ظريف الولايات المتحدة لصدّ محاولة إعادة الحيوية للاقتصاد الإيراني. ففي سبتمبر  إنتقد روحاني واشنطن على “نقص التزامها” بالاتفاق وعلى إخافتها “المصارف الكبيرة بتهديد تحرّك محتمل”. وفي “زيارة نادرة”، سافر رئيس المصرف المركزي الإيراني إلى واشنطن خلال أبريل الماضي كي يطالب بخطوات أمريكية في هذا المجال “من خلال القيام بما يلزم للوفاء بتعهّداتهم”. وبالتالي فإن الإيرانيين لم يتوقعوا رفع العقوبات فحسب، بل خريطة طريق لإعادة دمج الاقتصاد الإيراني بالاقتصاد العالمي.

من التردد إلى الخوف
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في يوليو  الماضي بعد لقائه ظريف إنه يؤيد ما هو أبعد من رفع للعقوبات عن إيران إذ أيّد تسهيل الطريق أمامها للانخراط في الاقتصاد الدولي. أمّا الآن، وبغض النظر عن هوية وزير الخارجية الأمريكي المقبل أكان رودي جولياني أو ميت رومني، فستتضخم حالة التردد في المصارف العالمية تجاه الانفتاح نحو إيران لتصل إلى حالة الخوف، مع وجود رئيس كترامب. فرئاسة الأخير ستغذّي أكثر مشاعر الإيرانيين بأنه قد تمّ خداعهم. وبعد أن وصف خامنئي المفاوضات الإيرانية بأنها تمتعت ب “مرونة بطولية” مع الأمريكيين، عاد ووصف الاتفاق نفسه في أغسطس بأنه “سمّ فتاك”. لكنّ جونسون أكّد أن الطبقة الحاكمة في إيران، بمن فيها خامنئي، ملتزمة بالاتفاق. فهي تفضل علاقات جيدة مع أوروبا، خصوصاً حين تكون الولايات المتحدة مهيّأة شخصياً لتدمير الاتفاق بنفسها.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*