الرئيسية / كتاب وآراء / واقع القيادة الميدانية ، بقلم: د.هنادي الحملي

واقع القيادة الميدانية ، بقلم: د.هنادي الحملي

تعرف القيادة الميدانية بترجل القائد من مكتبه الضخم الفخم الى اروقة ودهاليز مكاتب الموظفين الضيقة والمتواضعة ليرى بأم عينيه واقع الحياة الوظيفية ويعاين بحواسه الست وليس الخمس طبيعة تلك الحياة اليومية المشبعة بتكدس المعاملات وتناثرها او المفرطة في الفراغ ووحالة البطالة المقنعة والمسنودة بالإفطار الجماعي مما لذ وطاب من مطابخ البيوت والمطاعم وآخر صرعات وصيحات الحلويات والقهوة والشاي والبضاعة المبيعة من بخور وطيب وأمور اخرى، قيادة تستوجب خفة الوزن والرشاقة لذلك القيادي وتستوجب التواضع التام للاندماج مع العامة من العاملين والمراجعين والعملاء، كم من قائد او مدير عام او وزير او وكيل او مدير قابع خلف مكتبه او سجنه ذي الحوائط والابواب المغلقة، كم من قائد معزول عن بيئة عمله التي يتكسب منها قوت يومه ويجني فيها ثمرة علاقاته الطولى ويستمد منها تنفذه في المجتمع، وكم من قائد يحجز له مصعد خاص حتى لا يختلط بالعامة ولا بالموظفين.

آن الاوان ان يمارس القادة دورهم في الترجل الى ساحات العمل اليومي وتفقد الحياة الوظيفية في مؤسساتهم، لقد سئمنا من جيل قادة المكاتب وبصامة التواقيع والأوراق لا نريد قادة ديكور بل نريد قادة حضور ومشاركة، ان للميادين المؤسسية رجالا نتطلع الى ان نراهم فيها اكثر ما نراهم في الصحف والقنوات التلفزيونية، ليس كموضة او فزعة بل كعادة ونمط عمل.

واود ان اثني على جهود الحكومة والمشرعين المعنيين بقوانين العمل والخدمة، في اجبار القادة ذوي الخدمة الطويلة والعمر المديد في استملاك المناصب على الرحيل والتقاعد، واقول اثلجتم صدورنا ورفعتم سقف آمالنا بحتمية التغيير وترحيل قادة المكاتب مع امتنانا الوافر لخدماتهم الجليلة ولكن لا نريد التمديد لهم كحبل مشنقة لأحلامنا في تنمية المؤسسات وتجديد دمائها، فالكويت تستاهل الشباب من ذوي الكفاءة وما اكثرهم واكثرهن.

والله ولي السداد

[email protected]

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*