الرئيسية / أقسام أخرى / شعر الحقيقة / الفارس المنقذ ،،، بقلم | بتول السراب

الفارس المنقذ ،،، بقلم | بتول السراب

“الفارس المنقذ”
في يوم عاصف صحوت فزعة من أنين الرياح إثر كابوس مزعج ولكني وجدت الواقع يكمل لي ما تبقى من الكابوس. غرفتي أصبحت مظلمة إلا من بصيص نور تسلل من النافذة، ومن شدة الرعب تحولت المصابيح إلى شموع خافتة لم تجرأ على الاشتعال خوفا من وحشة الظلام. نهضت وهرعت مسرعة إلى النافذة أفتحها كي يدخل المزيد من الضوء.ياللهول النافذة محاطة بأشواك سوداء ، غرفتي أصبحت معلقة في قصر أسود معتم بعدما كانت بالدور الأرضي أحاطت بع بركة موحلة مقززة.
نظرت إلى السماء أترجى البدر أن يظهر كي يؤنسني ولكن هو الآخر خائف من المنظر المرعب هذا فتخبأ خلف السحب الرمادية.
جلست في وسط غرفتي رأسي بين ركبتي تحيط بي الأشواك السوداء بعدما يأست. سمعت أصواتا قادمة من بعيد كأنه صوت جيوش جرارة، فرحت ولكن سرعان ما ماتت الفرحة في أعماقي عندما سمعت ترانيم مبهمة مخيفة توحي بالموت والنهاية.
لكي أقطع الشك باليقين نظرت من بين الأشواك والرعب يتملكني حتى أجد أمير الظلام ذو الوجه الأزرق والملامح الجامدة برفقته حاشيته من جرذان ووطاويط يقتحمون قصريكأني هيئت أن أكون فريسته،أحسست بالاختناق لأنني سأموت أشر ميتة.
هكذا تصورت الحياة في لحظة يأس من الفرج عندما تكالبت المصائب علي حتى عندما كنت أهرب بالنوم ويلقي قيوده علي تستغلها الكوابيس لتطبق على أنفاسي بأيديها الخفية. كنت كل يوم أنظر من النافذة بانتظار الفارس المزعوم لإنقاذي من هذا القصر ومن فيه، ولم أكن أعلم أن هذا الفارس موجود في غرفتي!!… نعم الفارس المنقذ موجود بين صفحات قرآني، فعندما فتحت القرآن الكريم كعادتي أثرأه توقفت عند آية أذهلتني تدبرت بها وبحثت عن تفسيرها.
يقول بها الباريء:
“ومن كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ”
السبب هو الحبل. أي أنه إذا يئست من نصر الله وفرجه لما أنت به من مشاكل اعقد مشنقة لك واشنق نفسك كما هو في عملية الإنتحار،فهل ستحل المشاكل أو المصائب بموتك؟ هل ستنتهي؟ طبعا لا. ستفتح بابا آخر يضاف إلى مشاكلك ألا وهو عذاب القبر والخلود في جهنم والعلم عند الله. فبهذا لن تنتهي مشاكل الدنيا بموتك بل ستبقى موجودة حتى بعد موتك بالإضافة أنك فتحت باب غضب الله عليك.
فلنتحمل غضب الأقدار الدنيوية لعلها ابتلاء أو دفغ بلاء ونصبر ونعقد قلوبنا بالله ونصره وفرجه. ألا بذكر الله تطمئن القلوب،نلازم ذكر الله ومناجاته ونثق به ونتوكل عليه حق التوكل فتكون النتيجة بأن ينقشع الظلام وتشرق شمس الأمل ويبدد ضياؤها كل سواد الدنيا وما خلفته،ونرضى بأقدارنا وما قسمه الله لنا وننتظر من الله بأن يحقق لنا بعض آمالنا ويفرج عنا كربنا والأمل بالله كبير.

بقلم / بتول السراب

عن Alhakea Editor

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*