جريدة الحقيقة الإلكترونية
لكل قضية وجهان كالعملة الواحدة ووجهتان للنظر، أحدهما صحيح والآخر يتحايل على الواقع، يدفع أطراف كل قضية بأدلة تتهم الطرف الآخر بأنه هو الجاني، كثيرون ممن تضيع حقوقهم بسبب براعة سيئي النية فى إحراز الأهداف وتزوير الحقائق وسوق الأدلة والبراهين، وتظل المحكمة هى الحصن قبل الأخير للمظلومين والمكلومين، بينما تبقى عدالة السماء شامخة تأخذ للمظلوم حقه وتعيده إليه فى يوم أسود على وجه الجائرين على الحقوق. مباراة قضائية، من نوع آخر فى قسم مدينة نصر ومحكمة الأسرة، بين زوج وزوجته، وبدلاً من أن يبقى أحدهما سكنًا للآخر، تاهت معالم الحقيقة بين أوراق محضر هنا وسطور قضية هناك. كشف الزوج فى محضر حرره بقسم شرطة مدينة نصر،
تفاصيل مثيرة بينه وبين زوجته التى تزوجها منذ عدة شهور فقط، حيث اتهمها بالجنون ومحاولة التعدى عليه بمطواة وإصابته فى وجهه، وطعنه فى رقبته، ومحاولة قتله، بينما اتهمته الزوجة بأنه عاملها بقسوة، وكان يطفئ السجائر فى جسدها العارى، ويجبرها على الوقوف عارية تماماً طول الليل. قالت الزوجة التى تدعى «هناء.ر»، 26 عامًا، إنها تزوجت من «رجب.إ» البالغ من العمر 37عامًا، لكنه كان بالغ القسوة معها قائلة: «كان يجردنى من ملابسى ويلقى بالماء البارد على جسدى عندما أرفض معاشرته، ويبقينى واقفة أمامه بالساعات، ويهددنى بحرقى بالسجائر إذا تحركت».
تقف الزوجة مكتوفة الأيدى كطفلة تحتمى من برودة الطقس القارس، لكنها عانت من برودة الحياة مع هذا الزوج «الوحش» – كما وصفته – قائلة: «كنت أقضى أحيانًا معظم الليل واقفة على قدمى خوفًا من عقابه وتقيدى بالحبال والضرب بالخرطوم وزواجى معه استمر 9 أشهر فقط وخرجت منه مشوهة جسديًا ونفسيًا». تضيف: «فقدت كل شىء حياتى ونفسى وحلمى الذى ضاع على يديه فقد كان يضربنى بقسوة بممارسات شاذة ويطلب منى كل شىء غير مباح، كرهته منذ الأسبوع الأول فلم يكن آدمياً، ومكانه الصحيح ليس السجن بل الغابة؛ لأنه يجيد التعامل مع الوحوش والذئاب». يقول الزوج فى محضر رسمى حرره حمل رقم 457 لسنة 2016: «هذه الزوجة مجنونة ومتسلطة وتصدر عنها تصرفات غير مسئولة وآخرها التعدى على بسلاح أبيض، لرفضى سلوكها الذى لا يرتضيه رجل، وإهانتى أمام الجميع وتعانى من أمراض نفسية، حاولت إصلاحها والتعامل معها لكننى فشلت فهى تكره جميع الممارسات الشرعية التى حللها الشرع والقانون بين الرجل وزوجته، ودائمًا ناشذ فى تصرفاتها، لم تعاملنى كزوج منذ زواجنا وتعاملت معها منذ البداية كطفلة، إلا إنها كانت دائمًا تطلب أكثر فأكثر إلى أن نشبت بيننا خلافات كبيرة لم ينجح الأهل فى الإصلاح بيننا، انتهى بنا المطاف فى المحاكم وأقسام الشرطة، وقمت بتحرير محضر أثبت فيه اعتداءها علىّ بعنف والرقبة تطلبت العلاج أكثر من 21 يومًا بالمستشفى».
