الرئيسية / محليات / الحساوية و أولاد عامر وجهان لعملة واحدة .. فن العرضة

الحساوية و أولاد عامر وجهان لعملة واحدة .. فن العرضة

فرقة (الحساوية) أو (أولاد عامر) اسمان لواحدة من اشهر واعرق فرق الفن الشعبي الكويتي الاصيل والتي لاتزال منذ عهد الشيخ مبارك الصباح حتى اليوم تقدم مختلف فنون الايقاع والصوت الخليجية الجميلة لاسيما فن (العرضة) الذي عززت ارتباط اهل الكويت به.
وشاركت الفرقة منذ ان تأسست باسم (الحساوية) في عهد الشيخ مبارك الصباح وحتى تغيير مسماها الى (اولاد عامر) بعد استقلال الكويت عام 1961 في الكثير من المناسبات الوطنية والرسمية والمهرجانات الشعبية والاجتماعية لتشكل علامة بارزة في تاريخ الفن الشعبي الكويتي الاصيل.
وتميزت الفرقة بتقديم فن (العرضة) الذي يعد من الفنون التي تستخدم لشحذ الهمم وتشجيع الجيش في القتال للذود عن الوطن وفي الوقت ذاته يعتبر وسيلة للتعبير عن الفرح والاحتفال بالانتصارات العسكرية.
وحول بدايات تأسيس فرقة (أولاد عامر) قال رئيس الفرقة الحالي محمد احمد الحمد في مقابلة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس ان الفرقة تأسست في عهد الشيخ مبارك الصباح وعرفت آنذاك بفرقة (الحساوية) حيث ترأسها حينها المرحوم داوود السلمان ثم تغير اسمها الى (اولاد عامر) بعد استقلال الكويت عام 1961.
واضاف ان قيادة الفرقة انتقلت بعد السلمان الى احمد الخميس حيث شهدت وقتها تطورا وازدهارا وبرز نشاطها فشاركت بفنها في الحث على بناء سور الكويت في عهد المرحوم الشيخ سالم المبارك الصباح من خلال تأديتها فن العرضة مشيا من (الفريج) اي الحارة الى مكان بناء السور.
واوضح ان الفرقة كانت تقدم فن (العرضة) انذاك من غير استخدام الايقاعات المعروفة مثل الطبول وغيرها فكانت تكتفي بترديد القصائد الحماسية.
وبين الحمد ان عمل فرقة (اولاد عامر) تطور بعد ذلك فاصبحت حفلات (العرضة) التي كانت تقيمها الفرقة عنوانا لمختلف المناسبات الرسمية والشعبية في الكويت لا سيما الأعياد كعيدي الفطر والأضحى والعيد الوطني اذ كان الاحتفال يستمر لمدة خمسة ايام في ساحة الصفاة متخذة شكل حلقة تسمى حلقة (المقاميع) اي البنادق وكان (جيدوم) الفرقة اي قائدها هو احمد الخميس.
وأشار الى أن أسرة الحكم في الكويت من آل الصباح كانوا يشاركون الفرقة في عرضاتها ورقصاتها التي كانت تحيي بها المناسبات الوطنية والافراح والمناسبات الخاصة الى جانب الفرق الشعبية الأخرى في البلاد.
وقال ان قيادة الفرقة انتقلت بعد احمد الخميس الى صالح الحمادي لفترة قصيرة ثم جاء بعده عبد علي القتم ثم صالح احمد الحمد وذلك في عهد الشيخ عبد الله السالم الصباح ومرحلة استقلال الكويت.
واوضح ان عمل الفرقة شهد في فترة ما بعد اعلان استقلال البلاد ازدهارا ونشاطا كبيرا حيث شاركت في جميع المناسبات الوطنية والاحتفالات الشعبية التي شهدتها تلك الفترة الجميلة من تاريخ الكويت.
وذكر ان الفرقة كان لها العديد من المشاركات في الظروف الصعبة التي عصفت بالبلاد سواء في مرحلة ما قبل الاستقلال أو ما بعده حيث لم تخل الفرقة من أفراد شاركوا بالمعارك في الكويت حينما كان فن العرضة يستخدم لشحذ الهمم وتشجيع الجيش للقتال.
واشار الى مشاركة الفرقة خلال مسيرتها الفنية الحافلة في العديد من المناسبات الهامة في البلاد ومن أبرزها الاستقبال الكبير للملك خالد بن عبد العزيز ال سعود في نادي الصيد والفروسية والاستقبال الشعبي والرسمي الكبير الذي أقيم لعودة الشيخ صباح السالم من رحلة العلاج واستقبال “أمير القلوب” الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح بعد عودته للبلاد عام 1991.
وحول فن (العرضة) الذي تميزت به فرقة (اولاد عامر) بين الحمد انه فن له الحان وايقاعات تميزه عن غيره من الفنون مشيرا الى ان (الطاروق) اي الايقاع يختلف على حسب معاني القصيدة التي يتم إلقاؤها بينما طريقة الضرب على الايقاع باستخدام الطبل و(الطار) فهي واحدة وتختلف فقط بالسرعة حسب “الزمية” وهي طريقة مشي الرجال الذين يؤدون العرضه.
وذكر ان من أبرز شعراء الفرقة المرحوم عبدالنبي القتم والمرحوم عبدالله عيسى الدريع وحسين احمد الحمد وماجد محمد الحمد.
واشار الى قيام الفرقة بالتعاون مع وزارة الاعلام بعمل العديد من التسجيلات التلفزيونية والاذاعية والمقابلات الشخصية للتحدث عن فن العرضة وذلك ضمن سعيها لحفظ هذا التراث الشعبي الكويتي الاصيل.
وعن مقر الفرقة وتجهيزاتها وادواتها قال الحمد ان مقر الفرقة القديم كان يقع في (دروازة عبد الرزاق) ثم انتقل بعد ذلك الى منطقة (الفنطاس) قبل ان تنتقل لمقرها في منطقة (جنوب الصباحية) الذي افتتح رسميا عام 2009 برعاية الرئيس الفخري للفرقة الشيخ جابر العبدالله الجابر الصباح وهو مقر كبير مجهز بصالات للاحتفالات.
وأوضح ان الفرقة “هي أول فرقة بالكويت وضعت زيا موحدا لأعضائها منذ الستينات” ليكون لها بذلك طابع مميز وشكل جميل فارتدى أعضاء الفرقة (الشلاح) وهو ثوب رجالي باكمام طويلة وواسعة وترك لهم اختيار لونه من بين الازرق والاخضر والرمادي والعنابي بالاضافة الى ارتدائهم (الجوخ) و(السديري) و(المحازم).
وذكر ان الفرقة كانت تستخدم العديد من الادوات منها السيوف مثل (الجردة) وهو كالسيف ولكنه مستقيم الشكل و(النمشة) وهو سيف مستقيم الشكل وله حد قاطع من ناحيتين بالاضافة الى البنادق التي تعددت انواعها مثل “البندق” و”أم خمس” و”أم سبع” و”الصمعة” والمسدس.
وتبقى فرقة (أولاد عامر) وغيرها من الفرق الشعبية الكويتية العريقة خير دليل على عراقة هذا الشعب وحبه الكبير للفن الأصيل وخاصة فن العرضة الذي ارتبط منذ نشأته ولا يزال بقيم البطولة والشهامة والرجولة.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*