رصد المركز العراقي للدراسات والبحوث الاعلامية عشرة اخطاء صحافية يقع فيها الصحافيون في تداولهم لاخبار الحرب على داعش .
وذكر مدير المركز ماجد الخياط في تصريح لـ(………….) اليوم الخميس :” ان الاعلام يلعب دورا هاما اليوم في التصدي للارهاب ، وسط الاجماع الدولي في الحرب على تنظيم “داعش” الارهابي ، وادانته من قبل مجلس الامن الدولي “.
ولفت الخياط الى :” ان بعض الصحافيين من دون ان يعي يقوم بنشر اخبار تدعم تنظيم “داعش” وهو ما يجب الالفتات اليه ، فضلا عن اعلان الحرب على تنظيم ارهابي من قبل المجتمع الدولي يتطلب الى انتهاج اعلام الحرب والذي له ضوابطه الخاصة التي يعرفها الصحافيون “.
واضاف الخياط :” وان قسم الدراسات والبحوث في المركز العراقي للدراسات والبحوث الاعلامية رصد عشرة اخطاء يقع فيها الصحافي وهي على النحو الاتي :
1. ينقل بعض الصحافيين توجيهات وتعليمات وضوابط لداعش في المناطق التي يسيطر عليها ، بعضها يكون فيه انتهاكا لحقوق الانسان والحريات الشخصية وهذا امر حسن ، ولكن البعض الاخر والاغلب يكون موافقا للتعاليم الاسلامية والبعض الاخر موافق لتوجهات منظمات عالمية ومنها الصحة العالمية مثل منع التدخين والكحول ، وقد يرى القاريء ان لا ضير في هذه التعاليم بشكل كامل ، اذ يدس داعش التوجيهات الخاصة بالعامة ، والمطلوب من الصحافي ان ينشر بعض تلك التوجيهات المخالفة للقوانين العالمية ، حتى لا نسيء لتعاليم الاديان وتوصيات المنظمات العالمية .
2. ينقل بعض الصحافيين اخبارا عن تحركات للجيش او تحشيدا لضرب مناطق معينة ، وهذا يساعد داعش لاخذ الحيطة والتاهب لمثل هذه الضربات ، ويتحمل المسؤولية في ذلك المصرح عن الخبر ومن ينشره ايضا ، والمطلوب من الصحافي تنبيه المصرح الى ان هذه معلومات عسكرية لا يجب الاعلان عنها .
3. يتناول بعض الصحافيين اخبار عن طباعة داعش مناهج دراسية وفتح مراكز للشرطة وتوزيع رواتب والغاء بعض اقسام ودروس لجامعات في المناطق التي يسيطر عليها ، وهذا يعطي دعما له ، بأنه ينظم الحياة في تلك المناطق وعلى الصحافي ان ينتبه الى ذلك .
4. تداول اخبار بعض الخسائر التي يتكبدها الجيش العراقي او السوري او التحالف الدولي يدعم داعش ويزرع بعض الرهبة في صدور المقاتلين وعلى الصحافي ان يقلل من شأن قوة داعش اعلاميا لطمانة المجتمع الدولي ان هذه القوة هي ضعيفة امام الاجماع الدولي وسيزول خطر هذا التنظيم .
5. اعتاد بعض المحررين ان يجمع بين عدد القتلى والجرحى ليعطي اهمية للخبر ويجذب القاريء لقراءته وهذا يدعم من جهة نجاح عمليات داعش ويزرع الرعب بين الناس من قوة هذا التنظيم ، فمثلا قد يكون هناك شهيد واحد وتسعة قتلى فيكتب المحرر مقتل وجرح (10) اشخاص .
6. تتناقل بعض وسائل الاعلام اشرطة صوتية وفيديوية لتنظيم داعش الارهابي بعضها فيه توجيهات لقواتها واتباعها والبعض الاخر يحمل جرائمها ، وقسم كبير منها يتناول في وسائل الاعلام بهيبة خطاابات الرؤساء وقادة الجيش وهذا يعطي من جانب توصيلا لهذه التوجيهات ، ويعطي زخما لداعش في الاكثار منها من جانب اخر .
7. ينقل بعض الصحافيين واغلبهم من المتعاطفين مع الجيش العراقي او السوري بعض المقاطع المصورة التي تظهر تعذيبا لمن يلقى القبض عليهم او شبه تمثيل بجثثهم وهذا فيه مساويء الاول هو التشجيع على انتهاك حقوق الانسان وان كان مجرما ، والثاني يزرع الخوف في قلوب من يريد ان يسلم نفسه من داعش الى القوات الدولية ، فضلا عن المعاملة بالمثل واظهار صورة وحشية للجيش الذي يحارب داعش وقد يكون ذريعة لانضمام عدد جديد الى صفوف داعش .
8. يتناول بعض الصحافيين تحذيرات من استخدام داعش لبعض الاساليب في القتال مثل التحذير من استخدام داعش للاسلحة الكيميائية في سوريا او استخدام الاسلحة البايلوجية مثل مرض الايبولا او غيرها من التحذيرات وقد تكون هذه التحذيرات بمثابة الاقتراحات على داعش لاستخدامها في المعركة .
9. استبدل الصحافيون وايضا السياسيون اسم تنظيم داعش بالتسيمة الجديدة الدولة الاسلامية وهذا كان بطلب من داعش وكأن الجميع لبى هذا الطلب وخاصة الوكالات الاخبارية غير العربية في حين تجاهلت هذه الوكالات والمسؤولون الطلبات التي ارادت ان تحفظ هيبة هذه التسمية التي تحمل تاريخ الامة الاسلامية ، وهذا ايضا يعطي دفعا لداعش في انه دولة وكلمتها مسموعة .
10. يركز بعض الصحافيين على لغة الارقام في الاخبار ومنها انضمام جماعات من دول مختلفة وتكون اعدادها اغلب الاحيان مبالغ فيها او كبيرة ومنها ايضا واردات داعش المالية ومكاسبه وهذا بمثابة اعلان انضمام او تشجيع لبعض الذين يسيل لعابهم او يتعاطف مع هذه الاعداد ويرى انها قد تكون على صح .
ويضيف استشاري المركز الاستاذ الاكاديمي في كلية الصحافة جامعة بابل الدكتور كامل القيم بعض الضعف والاخطاء الاخرى التي تقع فيها وسائل الاعلام التي تتصدى لعملية المواجهة مع داعش منها صحافية ومنها اعلامية واخرى فنية ، فيقول :” هناك اخطاء اخرى يجب الانتباه اليها ومنها : التناقض بين الوقائع والمادة الاعلامية المسوقة ، ضعف الرصد اي عدم الاهتمام ببيانات وصور المنتج الاعلامي للعدو ودراستها وتحليلها ، التهويل المبالغ فيه ، الضخ غير المتناسق ، استخدام الكليشيهات في تسويق الاخبار والاشاعات ، تكرار عرض الصور والافلام وعدم الانتباه الى طبيعة التاريخ والمنطقة ، اغفال التقدم والانتصار على الارض ، عدم تفنيد الشائعات ، الاعتماد على شخصيات ومصادر متعددة( وغير رسمية) في اصدار بيانات الحرب اي (تعدد مصادر المعلومات ) ، عدم الاعتراف بالخسائر بشكل مطلق ، السير في لغة وسياق ومكان وكلمات محددة، دون تغيير ، عدم الاستعانة بالمراسلين الميدانيين ، عدم استخدام ماكنات رفع المعنويات، الشعارات، الاغاني والاناشيد الوطنية، والرموز والصور التاريخية ، عدم ابراز عيوب ومزالق وتناقض الاعلام المعادي، وكشف اكاذيبه ، عدم التفريق بين الفعل الدعائي( للداخل، للقطعات المعادية، للخارج )، ضعف اداء الناطق العسكري او المتحدث الرسمي وادواته في الاقناع ، ضعف التركيز على القادة الميدانيين العسكريين ، تناسي قصص وشواهد الحرب ، وذكريات المقاتلين ، ضعف العمل بالأفلام الوثائقية حول طبيعة المعارك ،او المناطق او الشخصيات او الازمات ، عرض وتكرار المواد الاعلامية الهابطة لرفع المعنويات ، تناسي ادوار الجهات الساندة في ادارة وادامة العمليات ، كالثقافة ، ورجال الدين ، والجامعات والوزارات وغيرها ،التحرير الكيفي للوسائل الاعلامية ( الرقم ، الشخصيات ، المكان ، النتائج ) بالشكل الذي يصل الى حالة التناقض ، بين الفضائيات الساندة مثلا والصحف ، او اخبار المواقع الالكترونية او الناطق الرسمي ، ضعف العمل بتصدير الاشاعات واساليب الحرب النفسية ، وغيرها من الملاحظات الكثيرة التي تسجل على الاعلام الذي يتصدى لداعش “.