الرئيسية / كتاب وآراء / أعياد الوطن.. ومآثر شهدائنا

أعياد الوطن.. ومآثر شهدائنا

بمناسبة العيد الوطني وذكرى يوم التحرير، تتوجه الأنظار إلى التضحيات الجمَّة التي قدَّمها أبطال المقاومة الكويتية ضد المحتل العراقي الغاشم، وجميع الذين ضحوا بحياتهم، من أجل نصرة الكويت الغالية، والأسرى الذين عادوا إلى أرض الوطن، فيما لا يزال آخرون مفقودي الأثر، ومصيرهم مجهولاً، على الرغم من الجهود المكثفة التي بذلت لاستجلاء وضعهم بعد هذه السنين.

ونعود بالذكرى إلى ما انكشف من عمليات التعذيب في المعتقلات، والآلام متعددة الأوجه، التي تعرض لها كثير من الكويتيين في تلك الحقبة السوداء من تاريخ الكويت، والتي انتهت، بفضل الله تعالى، بتحرير الوطن من براثن المحتل.

بمناسبة الأعياد، تقفز إلى الذهن تلك اليقظة الوطنية، وذلك الإصرار على تقديم الغالي والنفيس في سبيل إنقاذ الوطن الغالي، ونوجّه التحية إلى جميع الدول والهيئات والمؤسسات التي شاركت في معركة التحرير وإزالة آثار الاحتلال بعد ذلك، وهي صفحات مشرقة لا تفارق قلوبنا وذاكرتنا، وتشكل نموذجاً حياً لوحدة أبناء الوطن في قضية محورية، بل مصيرية، وعلى نقيض ما حصل ويحصل من انقسامات وخلافات حول قضايا هي موضع نقاش وسجال بشأن هذا الملف أو ذاك.

ففي ظل الاحتلال الغاشم، نسي الكويتيون كل عوامل الخلاف، وتحركوا يداً واحدة، وبقلب واحد، وأثبتوا للعالم كله قدرتهم على توحيد إرادتهم في تلك المعركة المصيرية، وهو ما نال إعجاب العالم كله، ولا سيما في الدول التي شاركت في معركة تحرير الكويت، أو تلك التي مارست ضغوطاً متعددة الأوجه على النظام الصدّامي البائد.. وفي المحيط الخليجي والعربي المباشر، كانت هناك مشاركة أخوية لنصرة الكويت وشعبها، وتقديم يد العون في مجالات عدة، وتحول انتصار معركة التحرير إلى انتصار للأشقاء العرب أيضاً.

تكفي الإشارة إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، التي احتضنت أعداداً كبيرة من أبناء الكويت في تلك المرحلة التاريخية الحاسمة، وإلى كل الذين قدموا يد العون بمقدار قدراتهم وأكثر، ليتحوَّل انتصار الكويت إلى انتصار لهم جميعاً، وتتحوَّل أعياد الكويت إلى أعياد للأشقاء والأصدقاء في كل مكان.

في أعياد الوطن، نتذكر تضحيات الذين صمدوا، في ظل الاحتلال والقهر والتنكيل والممارسات المشينة، مقدمين نموذجاً ومثالاً يحتذى، في ظروف من الحصار الرهيب على تحركاتهم وحياتهم اليومية، وهو ما ساعد في إيجاد أرضية شعبية لمساندة قوات التحالف الدولي في معركة التحرير.

ونوجّه، بالمناسبة، التحية إلى المرأة الكويتية وصمودها الرائع.. إلى النساء اللواتي استطعن ترسيخ إرادة الصمود في وجه المحتل، وقمن بترسيخ القيم الوطنية والفكر التحرري لدى أطفالهن، ولدى أشخاص من مختلف الأعمار.. إلى جانب ما قدمن من مساعدات إلى المناضلين المشاركين في معركة التحرير.

بقلم الكاتبة | فوزية أبل

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*