جريدة الحقيقة الإلكترونية
عندما تتأمل هذه السلّة، ستجدها مملوءة بجميع أنواع الفواكة بألوانها المختلفة، فتجدها موضوعة في سلّة فاخرة كالدوّلة الحامية لمواطنيها.
سترى التوت الأزرق، التفاح الأخضر، المانجا الصفراء، والعنب الأحمر؛ فلا يطغى لون على آخر وفق مبدأ التعايش بظل قانون السلّة الفاخرة الدائرية او مربعة بما يتناسب و يتكيف مع طبيعة الفاكهة وشكلها فتحتضن جميع أنواع الفاكهة دون تمييز لفاكهة معينة.
لن تجد كرز تحوّل إلى اليوم التالي إلى خوخ، ولن تجد برتقال فارغ من الفيتامين سي لأنه التفاح الذي بنفس سلة البرتقال يكره الفيتامين سي !
فلا تفرض فاكهة نفسها على الأخرى لتوافق السلة بقوانينها الفيزيائية لأشكال الفاكهة والمعادلات الكيميائية لطعم الفاكهة.
في هذه السلّة تتحقق العدالة والمساواة لجميع أنواع الفاكهة دون محاباة فاكهة على أخرى، فكل له الشكل الخاص به كالموز الهلالي والرمّان الدائري وفق مبدأ الحرية في الشكل واللون دون إقصاء لفاكهة معينة او تحت وصايا فاكهة على اخرى.
عزيزي القارىء: هل وجدت شيئاً منافياً للقيم السامية في هذه السلّة التي أحتضنت جميع أنواع الفاكهة دون تمييز لفاكهة بسبب طعمها و أخرى لسبب شكلها وفق مبدأ الحرية والمساواة و العدالة.
إن هذه المبادىء التي تطرقت إليها هي المبادىء ذاتها في الليبرالية التي تقوم على أساس الحريه، المساواة، والعدالة الإجتماعية دون تمييز لدين أو عرق أو جنس.
فإذا كانت لديك معضلة في استشراب كلمة “ليبراليه” التي شوّهت معانيها وقيمها السّامية في العقود الماضية من التيارات الدينية، فلا مشكله استبدلها بكلمة “سلّة الفواكة” !!
