الرئيسية / عربي وعالمي / أرض سوريا أصبحت مقبرة للحرس الثوري الإيراني

أرض سوريا أصبحت مقبرة للحرس الثوري الإيراني

نشرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية تقريرا حول الوجود الإيراني بسوريا، قالت فيه إن أكثر من أربعين مقاتلا من الحرس الثوري الإيراني سقطوا خلال شهر واحد، واعتبرت أن التواجد الإيراني بسوريا يجعل تشكيل تحالف دولي ضد تنظيم الدولة أمرا صعبا.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته “عربي21″، إن الشعب الإيراني يرى أن جنوده الذين يقاتلون بسوريا الآن، ليسوا إلا خط الدفاع الأول لبلادهم ضد أعدائها، وأن من مات منهم فهو شهيد، وإيران لن تسمح بقيام قوة سنية في سوريا.
وأفادت الصحيفة بأن تعداد ضحايا إيران بسوريا يتزايد يوميا؛ حيث تجاوز الأربعين قتيلا لهذا الشهر فقط، من بينهم أربعة عشر ضابطا، وقد قال أحد الدبلوماسيين في طهران: “إن القتلى اليوم من النشطاء والمقاتلين وكبار الضباط، وليسوا فقط مستشارين”.
وأضافت أيضا أن إيران لم تعد تخفي خسائرها البشرية بسوريا، مثل مقتل الجنرال حسين همداني، الضابط الأعلى رتبة عسكرية الذي يقتل في سوريا، حيث يمثل همداني المقرب من الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذراع العسكري لإيران خارج حدودها.
كما نقلت عن الجنرال السابق إسماعيل قصري قوله: “المهمة الرئيسية للجنرال همداني أنجزت في سوريا، وهي تمثلت في إنشاء الجيش الشعبي وقوات الدفاع الوطني، بهدف دعم النظام ضد المعارضة”.
وذكرت الصحيفة أن كتائب شيعية أفغانية وباكستانية أرسلت إلى جنوب سوريا، للسيطرة على خط المواجهة مع إسرائيل، ولإفساد مخطط المعارضة المعتدلة بإنشاء “منطقة عازلة” على جوار هضبة الجولان، في جنوب سوريا.
وذكرت أيضا أن القائد الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، قد أبدى غضبه إثر رصد مستشارين إيرانيين يحاولون تكوين كتيبة درزية وتدريبها من أجل حماية مواقع الكتائب الإيرانية في السويداء، وقد قتل في هذه التحركات قائد “لواء فاطميون” علي رضا توسلي، الجنرال الأفغاني المقيم في إيران.
وأشارت الصحيفة إلى الدعم الشعبي الإيراني الذي أصبح يتمتع به التدخل العسكري في سوريا؛ إذ نقلت عن ناشط سياسي قوله: “قبل ظهور داعش، كنت ككل الإيرانيين، أعارض تدخلنا في الشأن السوري، لكن بعد أن أصبح الجهاديون يهددوننا، أصبحت كغيري، أدعم ضربهم في سوريا”.
وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي يضرب فيه الطيران الروسي مواقع المعارضة المعتدلة في سوريا منذ شهر ونصف، تقوم المليشيات الإيرانية، التي قدر البنتاغون تعدادها بألفي مقاتل فقط، وهو عدد على الأرجح ضئيل جدا مقارنة بالواقع، وبمساندة من حزب الله وعديد المليشيات الأخرى، بدعم نظام بشار الأسد.
وبحسب الصحيفة، فإن إيران عززت وجودها في سوريا بعد التدخل الروسي، وبعد أن كان مقاتلوها في الصفوف الخلفية، أصبحوا اليوم في الواجهة، وعلى طاولة العمليات الميدانية بجانب روسيا وسوريا.
لكن يبقى المشكل الأكبر الذي يسببه التواجد الإيراني في المنطقة، هو تعطيل سير المفاوضات بشأن إنشاء تحالف دولي لمحاربة تنظيم الدولة، التحالف الذي أكد عليه رئيس فرنسا فرنسوا هولاند بعد هجمات باريس.
كما كشف التقرير عن العلاقة التي تربط إيران بالنظام السوري؛ حيث أجاب أحد أعمدة النظام الإيراني، محسن رضائي، عن سؤال يتعلق بتخلي إيران عن بشار الأسد، قائلا: “هذا مستحيل، لدينا ديون تجاه سوريا وجب سدادها”.
وأشار التقرير إلى أن إيران ترسل بالآلاف من أبنائها ليموتوا في ساحات القتال، بغرض منع قيام قوة سنية في سوريا، وليس فقط خوفا على حليفها حزب الله في لبنان، وإنما أيضا خوفا على شيعة العراق الذين يمثلون خط الدفاع الأول لإيران.
وختمت الصحيفة بالقول إن إيران مستعدة لإرسال المزيد من القوات للمستنقع السوري، حتى ولو تكبدت المزيد من الخسائر، فالمهم بالنسبة إليها هو منع قيام قوة سنية قد تعزز الوضع الإقليمي للمملكة العربية السعودية.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*