اليمن.. احتفالات التحرير الكامل تعم عدن

عمّت الاحتفالات أرجاء اليمن أمس مع إعلان الحكومة اليمنية رسمياً تحرير مدينة عدن من قبضة مليشيات الانقلابيين حيث رفعت أعلام المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي الداعم للشرعية، في وقت دخلت المقاومة إلى مديرية التواهي التي كانت آخر منطقة يتمركز فيها الحوثيون في عدن وسط استسلام جماعي لمقاتلي الميليشيات، فيما واصلت قوات الجيش والمقاومة بغطاء من التحالف العربي التقدم في محافظة لحج لتحرير قاعدة العند العسكرية.

وأعلنت الحكومة اليمنية تحرير محافظة عدن جنوبي اليمن من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وقال نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح في بيان إن الحكومة تعلن تحرير محافظة عدن في الأول من شوال أول أيام عيد الفطر المبارك الموافق 17 يوليو 2015.

وأوضح بحاح أن الحكومة ستعكف على تطبيع الحياة في عدن وسائر المدن المحررة وإعادة تأهيل بنية المياه والكهرباء والطرقات وستعمل على عودة النازحين من جيبوتي والصومال ومحافظة حضرموت وغيرها.

تأهيل المرافق

وأشار نائب الرئيس اليمني إلى أن الحكومة ستعمل جاهدة على تأهيل مطار عدن والموانئ البحرية وستكون المحافظة منطقة مركزية لاستقبال الإغاثة وستجتهد لاستئناف العملية الدراسية المنقطعة بعد تأهيل المدارس والجامعات.

ولفت بحاح إلى أن تحرير عدن ما هي إلا خطوة أولى لتحرير واستعادة كافة المحافظات وتخليصها من مليشيا الحوثي وصالح التي أدخلت اليمن في ظروف صعبة على كافة المستويات ووقفت عائقا أمام كل التسويات السياسية في مراحل مختلفة.

ودعا نائب الرئيس اليمني كل المخلصين من أبناء الوطن أن يكونوا صفا واحدا في مواجهة الانقلابيين داعيا من وصفهم بالمغرر بهم والذين جعلوا الولاء للأفراد والجماعات دون الوطن إلى مراجعة أنفسهم.

أجواء احتفالية

وعمّت الاحتفالات أرجاء اليمن، خصوصاً عدن، وأطلقت الالعاب النارية احتفاء بالمناسبة ، فيما واصلت المقاومة وقوات الجيش التي يشرف عليها اللواء سيف المحرمي عملية تمشيط بقية جيوب المتمردين في أطراف مدينة عدن.

ورغم الدمار الذي خلفه المتمردون في كل أرجاء مدينة عدن إلا أن فرحة التحرير أنست السكان مآسي القتال والتضحيات الكبيرة التي قدمت في سبيل الوصول إلى هذا اليوم، حيث انطلق النساء والرجال إلى الشوارع يرددون الأناشيد الوطنية ويطلقون الالعاب النارية في الهواء.

واستعادت المقاومة الثلاثاء مطار عدن في حي خور مكسر، كما اجبروا الحوثيين على التراجع من الطريق الرابط بين عدن ومنطقة الوهط في محافظة لحج القريبة.

ويرابط الحوثيون في مواقعهم في دار سعد في شمال المدينة، ويسيطرون على مداخل المدينة الشمالية والشرقية، وفق الشهود.

استسلام العشرات

في السياق، أكدت مصادر ميدانية في عدن أن العشرات من مسلحي مليشيات الحوثي وقوات علي عبد الله صالح سلموا أنفسهم للمقاومة الشعبية بعد دعوة الأخيرة لهم بالاستسلام.

وأوضحت المصادر، أن العشرات من مليشيات الحوثي قتلوا خلال المواجهات العنيفة التي دارت في منطقتي المعلا وكريتر، في الوقت الذي استسلم العشرات للمقاومة.

وأفادت المصادر، أن من بين قتلى الحوثيين قيادات، منهم قيادي ميداني يدعى حسين قناص، الذي قتل في كريتر مع ثلاثة ضباط برتبة عميد من منتسبي قوات الحرس الجمهوري الموالي لعلي عبد الله صالح.

من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية في عدن، علي الأحمدي أكد استسلام 40 مسلحا من الانقلابيين للمقاومة الشعبية تم الإفراج عنهم بعد منحهم الأمان. وفي وقت لاحق استسلم أكثر من 43 مسلحا من جماعة الحوثي. كما استسلم113 مسلحاً لرجال المقاومة في أحياء مختلفة في كريتر.

غارات التحالف

شن الطيران غارات على مواقع للحوثيين في مناطق مختلفة من محافظة صعدة، شملت مدينة صعدة ومنطقتي المقاش والطلح. كما شن غارات على منطقة الرضمة بمحافظة إب. وفي صنعاء، جدد التحالف قصفه على قاعدة الديلمي العسكرية الجوية شمالي العاصمة، في حين واصل الطيران التحليق في أجواء المدينة.

وعلى جبهة محافظة لحج قالت المقاومة إن كتائب من محافظة الضالع تقدمت إلى المسيمير وعقان وأسقطت معسكر لبوزة تمهيدا لمهاجمة قاعدة العند التي تعد المركز المتقدم لقوات الرئيس المخلوع والحوثيين في حين تقدمت قوات أخرى عن طريق سائلة بله على مقربة من القاعدة العسكرية بغطاء جوي من التحالف. وقال سكان ومقاتلون إن مسلحي الحوثيين وقوات صالح فروا من أغلب الجبهات وسط حالة انهيار تام بعد الضربات القوية التي وجهت لهم من المقاومة وقوات الجيش.

شارع الملك سلمان

اعترافاً بفضل المملكة العربية السعودية وتقديراً لجهودها، سارعت قيادة المقاومة الشعبية في عدن إلى إطلاق اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على أكبر شارع بمدينة عدن. وأكدت مصادر مطلعة داخل المقاومة الميدانية أن الطريق البحري الممتد من جولة كالتكس إلى منطقة فندق عدن يحمل اسم الملك سلمان. مضيفة أن شباب المقاومة قاموا برفع صور الملك سلمان والرئيس هادي على شوارع المناطق المحررة من سيطرة العناصر الانقلابية الحوثية.