الرئيسية / كتاب الحقيقة / رئيس مجلس الأمة والاهتمامات البرلمانية الثقافية
د.صباح السويفان

رئيس مجلس الأمة والاهتمامات البرلمانية الثقافية

نشر إليكم مقال للدكتور صباح السويفان خص به ((الحقيقة)) مقاله بعنوان ((رئيس مجلس الأمة والاهتمامات البرلمانية الثقافية)) نص المقال أدناه، والتعليق لكم:-

 

تأخذ البرلمانات العربية طابعاً سياسياً في غالبيتها، وقد كرس النواب ومعهم الناخبون والحكومات، هذه الفكرة النمطية عن البرلمانات، متناسين أن فكرة تمثيل الشعوب هي فكرة شمولية عامة، أي أن النائب يمثل الشعب في كل مطالبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والرياضية والثقافية.

ولو نظرنا إلى الأولويات التي يطرحها النواب، لوجدنا أن التمثيل الثقافي في البرلمانات العربية هو في آخر سلم الأولويات، وما يهمنا هنا هو الحديث عن البرلمان الكويتي، فيكاد برلماننا يخلو من هذه الجزئية الثقافية الحيوية والتي تدخل في صميم التنمية الحضارية لأي دولة.

خلال متابعينا للبرلمانيين، نجد أن عدداً منهم مهتم بالثقافة، فمثلاً معالي رئيس مجلس الأمة مرزوق علي ثنيان الغانم يمتلك أدوات ثقافية جيدة تجلت في مشاركته بالعديد من الأنشطة الخارجية وكان خطابه الثقافي مباشرا ومقنعاً، ومن هذه المشاركات أذكر كلمة له عن حوار الحضارات في بروكسل خلال افتتاح ندوة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، فقد كان واضح الشغف بالثقافة وبمسألة الانفتاح على ثقافة الآخر. وقد أكد بأن الدور الثقافي لا يقل عن الدور السياسي حيث قال: «إن محاولات تقريب وجهات النظر بين الحضارات والشعوب لا يمكن أن تختزل في أروقة السياسة الدولية والعلاقات الديبلوماسية والرسمية، بل يجب ان تعزز بمختلف الوسائل وأهمها الحوار الثقافي والاجتماعي، لنصنع أثرا عميقا وحقيقيا في حياتنا».

وهنا يبرز السؤال الأهم، هل قضايانا الثقافية بخير إلى الدرجة التي لا تشغل بال النواب، أم أن نوابنا غير مكترثين أصلاً بالعمل الثقافي. على الأغلب فإن الخيار الثاني هو المطروح، فمثلاً هناك مشاريع سمعنا عنها منذ سنوات ولكنها لم تنفذ حتى اليوم، مثل مشروع دار الأوبرا الذي مضى سنوات طويلة على سماعنا به، وكتبوا عنه إيجاباً وسلباً وقامت الدنيا ولم تقعد لأجله، واختلفوا على تسميته ما بين دار أوبرا ومركز ثقافي اجتماعي، ولكن ولم نره حتى اليوم.

من القضايا الأخرى التي يتوجب طرحها، هي مقر رابطة الأدباء الذي يبدو مشهده غير حضاري أمام الزائرين الذين يجدون أنفسهم داخل مبنى متهالك لا تتوافر فيه أقل درجات التقنيات الحديثة سواء في المسرح أو المكتبة أو المكاتب.

وهناك المراكز الثقافية المنتشرة ولكن دون فاعلية تذكر، وهناك توفير الدعم الكافي إدارياً ومالياً للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كي يتاح له القيام بأعمال توازي على الأقل ما تقوم به المؤسسات الثقافية الخاصة.

حقيقة الأمر أن المجلس لم يفلح في كثير من القضايا السياسية والاقتصادية، وبالتالي هل سيكون كذلك مصير القضايا الثقافية في ما لو طرحت؟ ولكي تطرح مثل هذه القضايا في المجلس، يجب أن يكون هناك مَن يحمل على عاتقه هموم الشأن الثقافي أولاً، أي أن يكون النائب من الأوساط الثقافية وخبيرا بها، وهذا يبدو في المرحلة الحالية يسيرا بوجود شخصية برلمانية لها ثقلها المحلي والإقلبمي والدولي مثل معالي رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم الذي يرفع شعار «لنعيدها كما كانت» أي دولة الكويت في مرحلة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، حيث كانت الديرة منارة ثقافية للخليج والجزيرة العربية. ونحن نقول: الله ولي التوفيق.

* كاتب وأكاديمي في كلية الآداب بجامعة الكويت

[email protected]

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*