الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / كيم يواصل مفاجآته.. بالونات براز فوق كوريا الجنوبية

كيم يواصل مفاجآته.. بالونات براز فوق كوريا الجنوبية

لفت بروس كلينغنر، زميل أبحاث أول في شمال شرق آسيا بمؤسسة هريتدج الأمريكية، إلى أنه وعندما اعتقد المراقبون المخضرمون لكوريا الشمالية أنهم شاهدوا كل شيء، تمكنت بيونغ يانغ من مفاجأتهم.

تصرفات بيونغ يانغ الغريبة الأخيرة هي أكثر فظاظة وازدراء من المعتاد

يبدو أن العالم أصبح معتاداً على التهديدات النووية والصاروخية المتصاعدة بشكل مطرد من جانب كوريا الشمالية، إضافة إلى الفظائع الواسعة التي ترتكبها في مجال حقوق الإنسان.

ولم تعد عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية الجديدة والأكثر فتكاً من النوع العابر للقارات تستحق التغطية في وسائل الإعلام الأمريكية.

لكن بيونغ يانغ توصلت إلى طريقة جديدة لجذب الانتباه وإظهار ازدرائها لكوريا الجنوبية، على ما كتبه كلينغنر في مجلة “ناشونال إنترست”. هذه الطريقة هي إرسال القمامة والسماد عبر البالونات. بكلمات أخرى، براز متطاير.

“هدايا صادقة للعفاريت”

في 29 مايو (أيار)، استيقظ بعض الكوريين الجنوبيين على رسائل نصية طارئة تتضمن “تحذيراً أولياً من غارة جوية” بسبب أجسام مجهولة تمر فوق المنطقة المنزوعة السلاح.

وقال الجيش الكوري الجنوبي في وقت لاحق إنه اكتشف سقوط 260 بالوناً كورياً شمالياً في جميع أنحاء البلاد، ومن ضمنها سيول والمقاطعة الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي. حملت البالونات زجاجات بلاستيكية وبطاريات وأجزاء أحذية.. وغائطاً.

ووفقاً للكاتب فإن تصرفات بيونغ يانغ الغريبة الأخيرة هي أكثر فظاظة وازدراء من المعتاد، وهو ما أكده التصريح الجريء الذي أدلت به كيم يو جونغ ــ الشقيقة القوية للزعيم الكوري الشمالي ــ بأن على الكوريين الجنوبيين أن ينظروا إلى البالونات المحملة بالقذارة على أنها “هدايا صادقة إلى عفاريت الديمقراطية الليبرالية”.

قضايا خطيرة

بعيداً عن التعليقات الإعلامية الساخرة، تثير تصرفات كوريا الشمالية العديد من القضايا الخطيرة بحسب الكاتب، فقد يشعر مواطنو كوريا الجنوبية بالقلق من أن تكشف البالونات التي تعبر إلى البلاد قابلية التعرض لهجمات كوريا الشمالية إذا كانت البالونات مجهزة بعوامل حرب بيولوجية أو كيميائية، والتي يمتلك النظام مخزوناً كبيراً منها.
وكما يوضح بيان كيم العدواني، أطلقت بيونغ يانغ بالوناتها لحمل سيول على وقف نشطاء حقوق الإنسان في كوريا الجنوبية عن إطلاق بالونات لإرسال منشورات دعائية وأموال وأناجيل ومحركات أقراص كمبيوتر إلى الشمال. وترى بيونغ يانغ أن أي معلومات خارجية تتسرب إلى المملكة المنعزلة بشدة عن الخارج تشكل تهديداً مباشراً لاستقرار النظام والأمن القومي.

حين أذعن الجنوب

بعدما ساوت بين إطلاق البالونات بين الكوريتين، دعت كيم يو جونغ كوريا الجنوبية إلى منع البالونات من الاتجاه نحو الشمال في المستقبل، وإلا فإن بيونغ يانغ سترد بالمثل من خلال نثر “القمامة عشرات المرات أكثر من تلك التي يتم نثرها علينا”.

وفي سنة 2020، طالب كيم الرئيس آنذاك مون جاي إن بمنع المجموعات الكورية الجنوبية من إرسال البالونات شمالاً.

في ذلك الوقت، أذعن مون سريعاً وأعلن أن المنشورات الدعائية الكورية الجنوبية “ضارة بالأمن القومي”، وأمر الشرطة بمنع المزيد من رحلات البالونات كما أصدر حزبه السياسي تشريعاً “لقمع” رحلات المنشورات. وفي سنة 2023، قضت المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية بأن القانون يعد انتهاكاً غير دستوري لحرية التعبير.

استمرار التهديدات.. وانتقادات داخلية

وتعهدت بيونغ يانغ في السابق بتوجيه “ضربات جسدية ساحقة ذات حدة أعلى” إذا استمر إرسال البالونات إلى الشمال، وحذرت من أن وحدات مدفعيتها ستقصف المناطق التي يتم إطلاق البالونات منها.

وفي 2014، أطلقت كوريا الشمالية النار على بالونات تحلق باتجاه أراضيها، مما أدى إلى تبادل إطلاق نار مع وحدة عسكرية كورية جنوبية بعد سقوط بعض القذائف جنوب الحدود.

وفي سنة 2022، أعلنت كيم يو جونغ أن كوريا الشمالية “ستمحو السلطات الكورية الجنوبية” إذا استمر نقل “القمامة” جواً من كوريا الجنوبية.

وفي الأسبوع الماضي، حذر نائب وزير الدفاع الكوري الشمالي كيم كانغ إيل من أن “إلقاء كوريا الجنوبية للمنشورات باستخدام البالونات يعد استفزازاً خطيراً”.
وفي السنة نفسها، اخترقت مسيّرات كورية شمالية المجال الجوي لكوريا الجنوبية، بما فيه الأجواء القريبة من المقر الرئاسي.

وتعرض الجيش الكوري الجنوبي لانتقادات شديدة بسبب فشله في اعتراض الطائرات بلا طيار. رداً على ذلك، تعهدت إدارة يون بتعزيز قدرات وجاهزية البلاد المتعلقة بالطائرات بدون طيار وأنشأت قيادة مشتركة لهذه المسيّرات في 2024.

معضلة

وبحسب الكاتب فإن إلغاء بيونغ يانغ السنة الماضية اتفاقية الحد من المخاطر بين الكوريتين واستمرار رفضها للرد على اتصالات الخط الساخن، يقللان من فرص منع سوء التقدير غير المقصود أو الاشتباكات العسكرية.
ويختم كلينغنر “يواجه الرئيس يون سوك يول الآن معضلة الاستسلام لمطالب النظام أو الرد بقوة، لقد انتقد مراراً النهج التصالحي الذي اتبعه سلفه تجاه كوريا الشمالية وتعهد بالرد بحزم على أي استفزاز كوري شمالي. لكن تحدي مطالب بيونغ يانغ أو إطلاق النار على البالونات يهدد بالتصعيد”.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*