بعد أكثر من 10 سنوات من الرصد، أكد باحثون أنهم على وشك اكتشاف ما تتحدث به القرود بين بعضها البعض، من خلال سعيهم لاستخدام الذكاء الاصطناعي في “فك شفرات” الأصوات، التي تصدرها هذه الحيوانات “الذكية”.
ذكرت صحيفة “ديلي ستار” أن فريق بحثي من “جامعة كورنيل” في نيويورك توصل إلى رصد 1033 صوتاً مميّزاً، مثل الصراخ والتنهدات، ويمكن أن توجد لغة مشتركة بين البشر والحيوانات.
وقام الباحثون بتجميع بيانات صوتية مكوّنة من 117 مكالمة طويلة (صراخ وهمهمات ونداءات)، أطلقها 13 ذكراً من فصيلة “إنسان الغاب البورنيوي”، ثم تمكنوا من تقسيمها إلى فئات بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
و”إنسان الغاب البورنيوي” هو نوع القرود الضخمة تستوطن جزيرة بورنيو الآسيوية، مع فصيلتين أخريين تشبهانه بالضخامة والمواصفات، ويظهر مهارة عالية في استخدام الأدوات، ويتشارك مع البشر بحوالى 97% من حمضه النووي.
السعي إلى التخاطب الفكري
أوضحت الدكتورة ويندي إرب (المسؤولة عن الدراسة) أن البحث يهدف إلى كشف تعقيدات المكالمات الطويلة لـ”إنسان الغاب”، لأنها تلعب دوراً حاسماً في تواصل الفصائل الحيوانية عبر مسافات شاسعة.
وأشارت إلى أن في ظل تهديد هذا النوع من الحيوانات بالانقراض، بسبب إزالة الغابات ومزارع زيت النخيل والصي، فإنّ الباحثين يسعون إلى التخاطب الفكري معه للغوض في مخاوفه، وفهم ما يفكر به.
وأوضحت أن “إنسان الغاب” يمتلك ذخيرة أكبر بكثير من نبرات الأصوات التي توصل العلماء إلى توثيقها، لذلك فإنّ المهمة البحثية لا تزال تتوقع الكثير لاكتشافه، خاصة أن هذا الحيوان ذكي وقادر على المراوغة.
ويأتي هذا البحث بعد أيام على رصد “إنسان الغاب” وهو يعالج نفسه بنفسه باستخدام معجون نباتي لأول مرة في إندونيسيا، وهو يستخدم المادة لشفاء جرح كبير في وجهه.