الرئيسية / محليات / المسحة الأنفية… سهم يخترق حتى عمق 10 سم

المسحة الأنفية… سهم يخترق حتى عمق 10 سم

في طريق البحث عن فيروس كورونا المستجد «كوفيد -19» هناك اتجاهان للتأكد من وجوده لدى الأشخاص المستهدفين، أحدهما يمر عبر الأنف والآخر من خلال الفم. ولعل الاتجاه الأول هو الأكثر توجساً وخوفاً لدى المفحوصين، ولا سيما أن العملية تقوم على إدخال عود بلاستيكي رفيع، مغطى بقطن أو بوليستر أو نايلون، إلى الانف ولمسافة تصل إلى 10 سنتيمترات، لأخذ المسحة المطلوبة للفحص.
«الراي» تحدثت مع أهل الاختصاص لمعرفة آلية مسحة البلعوم الأنفية، وكيفية اعداد المفحوصين لها، والاحتياطات التي يتبعها الطبيب في حال قيامه بأخذ هذه المسحة، فقال طبيب جراحة الأنف والأذن والحنجرة الدكتور محمد العماني، إن «مسحة البلعوم الأنفي إجراء بسيط وآمن يستغرق بين 30 و60 ثانية، وقبل عمل المسحة يجب معرفة ما إذا كان هناك أمراض مزمنة متعلقة بالأنف وأهمها انحراف الحاجز الأنفي»، مشيراً إلى إنه «غالباً لن تمر أداة المسح بجهتي الأنف بالسهولة نفسها في الوقت ذاته». وبيّن العماني أن «هناك دورة أنفية، حيث تقوم قرنيات الأنف السفلي بالتبادل على إغلاق إحدى فتحتي الأنف كل ست ساعات تقريباً»، موضحاً أنه «يجب تنظيف الأنف بمنديل ومن ثم غلق كل فتحة على حدة، لمعرفة أي الجهتين يتم التنفس منها بشكل أفضل لتكون الجهة المستخدمة لتمرير أدوات المسح، ولا داعي للسرعة والضغط بقوة، بينما الحركة يجب أن تكون بطيئة وفي حال الشعور ببعض المقاومة يتعين تغيير اتجاه أداة المسح بشكل بسيط لتجاوز المقاومة دون ألم».
وزاد «الأغشية المخاطية الأنفية رقيقة جداً، وكلما تم ادخال أداة المسح بقوة ضد أي مقاومة، كان هناك فرصة أكبر للألم والنزيف»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه «لا داعي لاستخدام مخدر موضوعي إذا كان المريض يتجاوب بسهولة، لكن اتجاه ومسار أداة المسح يجب أن يكون موازيا لقاع الأنف، ويفضل إسناد رأس المريض إلى الحائط».
وأشار إلى أن «مسك أداة المسح يجب أن يكون كمسك القلم لزيادة التحكم بحركتها، وعلى من يقوم بإجراء الفحص أن يكون بجانب المريض وليس أمامه، والتحسب للعطس المفاجئ بسبب الفحص، مع العلم أن ردة فعل الأشخاص تتفاوت من مجرد شعور مزعج إلى إيلام في الأنف وحرقة بها وتدميع العينين يصل لألم بهما وصداع ونزيف من الأنف والفم».
وبيّن العماني أن «التنفس من الأنف بشكل طبيعي، إن أمكن، قد يساعد في تحمل الشعور المزعج الناتج من إدخال أداة المسح بالأنف»، لافتاً إلى أنه «يجب تقدير المسافة للوصول لجدار البلعوم الأنفي قبل البدء، لتوقع عند أي مسافة يجب التوقف، ما يزيد على نصف المسافة بين الأنف والغضروف الأمامي للأذن، أو من 9 إلى 10 سنتيمتر».
وعن حالة نزيف الأنف وعدم توقفه تلقائياً، قال «يجب حني الرأس للأمام والضغط على الجزء اللين منتصف الأنف لمدة 10 دقائق، وعدم مخط الأنف (الاستنثار) بقوة، واستعمال غسول الأنف لتنظيفه لأيام عدة دون النفخ بقوة منه، ووضع مكعبات الثلج بالفم لأنه قد يساعد بتوقيف النزيف»، لافتاً إلى أنه «عادة تزول هذه الأعراض مباشرة بعد الفحص، وقد يستغرق اختفاء الأعراض 24 ساعة، وفي كل الحالات يجب أن يكون هناك هدوء تدريجي على الأقل بالأعراض وليس التصاعد في حدتها».  وبيّن أن «الباراسيتامول (بنادول) يكفي لحالات الألم أو الصداع، أما إذا كان هناك ألم شديد فيمكن تناول مسكنات أخرى، وإذا استمر شعور الحرقة بالأنف فيمكن استعمال قطرات بعض أنواع الزيوت لأيام عدة».
أما استشاري الأنف والأذن والحنجرة الدكتور حسين الزامل، فبيّن لـ«الراي» أن «فيروس كورونا المستجد يتجمع في مخاطية الأنف والبلعوم الأنفي والفموي واللعاب والرغامة والقصبات الهوائية»، لافتاً إلى «الحاجة لأخذ عينة من هذه المفرزات للتأكد من الإصابة بفيروس كورونا». وقال الزامل «يأخذ الأطباء الاحتياطات اللازمة لعدم انتقال العدوى لهم، ومن بين تلك الاحتياطات لبس القفازات والكمامات واللباس الخارجي ولبس النظارات ودرع الحماية الوجهية. ويتم أخذ مسحة من البلعوم الأنفي وأخرى من البلعوم الفموي ويكون المريض جالساً».
وأضاف «تؤخذ المسحة الأولى من جدار الأنف ويتم وضعها في كيس مخصص معقم وعادة خلال 24 ساعة يتم ظهور النتيجة»، موضحاً أن «أخذ المسحة الأنفية يتم من قبل طبيب متدرب على هذا الإجراء، وهو إجراء بسيط غير معقد».
وعن طريقة أخذ المسحة الأنفية، قال الزامل «تتم عن طريق إدخال عود خاص في نهايته قطنة إلى أرض الأنف باتجاه البلعوم الأنفي مع تحريكه ومن ثم يتم إخراجه ووضعه في كيس معقم ويكتب عليه بيانات المريض كافة، فيما يقوم الطبيب بنزع جميع وسائل الوقاية ولبس أخرى جديدة».

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*