قال زعيم المعارضة الأوكرانية فيتالي كليتشكو الثلاثاء إن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش فرط في مصالح أوكرانيا الوطنية واستقلالها بموافقته على حزمة إنقاذ من روسيا بقيمة 15 مليار دولار، واتهمه ببيع البلاد لروسيا.
وأضاف كليتشكو مساء أمس في كييف أمام آلاف المحتجين على هذا الاتفاق، “لقد تخلى (الرئيس) عن المصالح الوطنية لأوكرانيا، وفرط في استقلالها وإمكانية توفير حياة أفضل لكل أوكراني”، ودعا إلى إجراء انتخابات مبكرة اعتبارا من مارس/آذار المقبل، معلنا أنه يريد مقابلة يانوكوفيتش “في الحلبة”.
ودوليا أعلنت واشنطن أن الاتفاق الاقتصادي الذي وقعته أوكرانيا وروسيا “لا يستجيب لمطالب المتظاهرين” المؤيدين للتعاون مع أوروبا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني في مؤتمره الصحفي اليومي، “نحث الحكومة الأوكرانية على إيجاد الوسيلة لرسم طريق نحو مستقبل أوروبي سلمي عادل ومزدهر اقتصاديا يتطلع إليه الأوكرانيون..، والدخول في حوار فوري مع المعارضة ومع كل الذين عبروا عن رغبتهم في قيام أوكرانيا أفضل عبر التظاهر في الشارع”.
وبدوره، انتقد وزير الخارجية الألماني الجديد فرانك فالتر شتاينماير ما عده استغلالا من روسيا لحاجة أوكرانيا إلى المساعدات، ومنع أوكرانيا من توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي.
وأعلن شتاينماير أنه سيبذل جهدا في تسوية الأزمة الأوكرانية، وسيبحث عن حل لهذه الأزمة أثناء زيارته المزمعة قريبا للجارة بولندا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن -عقب محادثات جمعته مع نظيره الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش أمس في الكرملين- جملة من القرارات الاقتصادية لفائدة أوكرانيا، منها موافقة موسكو على استثمار 15 مليار دولار في السندات الحكومية الأوكرانية.
كما أعلن بوتين تخفيضا في سعر الغاز الذي تصدره بلاده إلى كييف بمقدار الثلث، علاوة على رفع العوائق التجارية بين البلدين وتدعيم العلاقات الاقتصادية.
من جهة أخرى، أكد بوتين -الذي قال عند استقباله نظيره الأوكراني في الكرملين إنه يعد كييف أحد الشركاء الإستراتيجيين لروسيا- أن مسألة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الجمركي الذي تقوده موسكو وترفضه المعارضة الأوكرانية المؤيدة لأوروبا لم تطرح في محادثات الطرفين.
وشدد بوتين على أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الرئيس الأوكراني لا يرتبط بأي شروط، في حين وصف يانوكوفيتش المفاوضات مع بوتين بأنها كانت “بناءة وجوهرية”.
وقبل لقاء الكرملين، حذر المعارضُ الأوكراني أرسيني ياتسينيوك الرئيسَ الأوكراني من أي محاولة لضم أوكرانيا إلى الاتحاد الجمركي الذي تقوده موسكو. وقال إنه “إذا فعل ذلك فسيكون الأمر بالنسبة له بمثابة تذكرة ذهاب فقط، وقد لا يعود من موسكو”.
يشار إلى أن الأزمة السياسية في أوكرانيا دخلت أسبوعها الرابع وسط احتجاجات ضخمة في شوارع كييف، بعد أن رفض الرئيس توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، وهو ما أغضب أنصار الانضمام إلى الفضاء الأوروبي.