الرئيسية / عربي وعالمي / عاصفة ثلجية على دول الشام

عاصفة ثلجية على دول الشام

أثارت العواصف الثلجية حالة طوارئ في لبنان والأراضي الفلسطينية والأردن، وسط مخاوف من تأثر اللاجئين السوريين في العديد من المناطق بالبرد الشديد.

وفي لبنان، علقت السلطات اللبنانية حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت الثلاثاء لنحو ساعة، بحسب ما اعلنت وكالة الانباء الرسمية.

وقالت الوكالة الوطنية للاعلام انه تم ‘تعليق حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت من الساعة السابعة مساء (17.00 تغ) وحتى إشعار آخر، بانتظار ان تخف العاصفة وتتراجع سرعة الرياح’. واعلنت الوكالة بعد نحو ساعة استئناف حركة الملاحة الجوية في المطار.

في موازاة ذلك، اعلن وزير التربية الياس بو صعب ‘اقفال المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة على الاراضي اللبنانية كافة يوم الاربعاء بسبب العاصفة الثلجية التي تجتاح لبنان وتتسبب بالرياح العاتية والثلوج والفيضانات في مناطق عدة’، وفقا للوكالة ذاتها. وترك الوزير للجامعات ‘حرية اتخاذ القرار المناسب لكل منها’.

وتضرب لبنان والشرق الاوسط حاليا عاصفة قوية دفعت السلطات في العديد من دول المنطقة الى اتخاذ اجراءات وقائية بينها تعطيل مؤسسات حكومية والطلب من المواطنين البقاء في منازلهم او تجنب الطرقات الجبلية كما هو الحال في لبنان حيث سميت العاصفة باسم ‘زينة’.

وفي الأراضي الفلسطينية، حصلت السلطة في الضفة الغربية على جرافات من الاردن للمساعدة في ازالة الثلوج التي من المتوقع ان تتساقط قريبا على الضفة وعلى مدينة القدس ايضا، فيما جرى اقفال مرفا غزة حيث بدت الشوارع شبه فارغة.

وفي الاردن، حيث اطلق على العاصفة اسم ‘هدى’، قررت الحكومة ‘تعطيل الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية اعمالها’ الاربعاء، بينما تقرر تأجيل امتحانات رسمية كانت مقررة الاربعاء والخميس، وفقا لوكالة الانباء الرسمية.

وولّدت العاصفة حالة أشبه بالذعر لدى البعض، ودفعهم إلى التسلح بكميات كبيرة من المواد التموينية والخبز. فبين رفوف خالية من المواد التموينية واكتظاظ الزبائن تجولت ‘العربية.نت’ في أسواق العاصمة عمّان لرصد آراء الأردنيين وتجهيزاتهم بكل ما يلزم ‘هدى’.

ففي هذا السياق، يشكو المواطن ماهر أحمد لـ’العربية.نت’ الذي لم يجد ضالته في أحد مخابز عمّان، بسبب نفاد بعض السلع لتهافت الزبائن على شرائها بكميات كبيرة استعداداً للعاصفة التي تجتاح أجواء الأردن مساء الثلاثاء. ويضيف ‘دائماً أجد في هذا المخبز كل شيء أريده ولكن مع الإعلان عن العاصفة نفد كل شيء’.

من جهتها، تقول رئيسة الضبط والجودة في أحد مخابز العاصمة، المهندسة هبة إنه منذ الإعلان عن العاصفة الثلجية ‘هدى’ تم الإقبال بشكل كثيف على المنتجات بكل أشكالها.
وتضيف ‘هناك أشخاص اعتادوا على شراء كيلو واحد من المخبز، ولكن اليوم صاروا يقبلون على أصناف كثيرة وأحجام مختلفة، بالإضافة إلى اقتراب انتهاء المخزون الاحتياطي من مادة الطحين داخل المخبز’.

ولعل تخوف الأردنيين وتهافتهم على شراء السلع من مختلف أشكالها لم يأتِ من فراغ، بل مرده لتجارب سابقة هددت حياة الكثيرين منهم واحتجزتهم كانت أبرزها عاصفة ‘أليكسا’.

إلى ذلك، فسّر أحد الزبائن إقبال الناس على السلع بسبب تخوفهم من تراكم الثلوج بكميات كبيرة، ما يعوق الحركة أو إغلاق الطرق وبالتالي الوصول إلى ما يلزمهم لاستضافة ‘هدى’.

ويقول آخر ‘أنا هنا منذ ساعتين ونصف الساعة لكي أحصل على كيلو خبز، نحن خائفون من المنخفضات السابقة التي أغرقت عمّان واجتاحت المياه الأنفاق والطرقات بالإضافة إلى العاصفة إليكسا’.
من جهتها، أعلنت أمانة العاصمة الأردنية عمّان حالة طوارئ القصوى اعتبارا من اليوم، للتعامل مع الظروف الجوية المتوقعة خلال الفترة المقبلة. كما أعلنت مديرية الدفاع المدني بالمملكة عن وضع خطة عمليات فصل الشتاء من خلال إدامة غرف العمليات في المديريات ورفع نسبة الجاهزية للكوادر البشرية والمعدات والآليات بخاصة ناقلات الأشخاص المجنزرة.

وكان الأردن تأثر العام الماضي بعاصفة ثلجية قوية عمت معظم دول الشرق الأوسط أطلق عليها اسم ‘أليكسا’، عدت الأقوى منذ نحو 50 عاماً والأكثر انتشاراً، حيث هطلت الثلوج خلالها على أجزاء من منطقة تبوك السعودية وبعض ضواحي العاصمة المصرية القاهرة.

ارتفعت حصيلة ضحايا موجة البرد في المناطق السورية المحاصرة في الداخل وفي مخيمات الخارج إلى 12 طفلاً، 10 في الداخل، واثنان في لبنان والأردن، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الأحد.

وسجلت الهيئة العامة للثورة مقتل طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات نتيجة البرد الشديد بإدلب، إثر العاصفة الثلجية التي وصلت إلى مختلف أنحاء البلاد، في وقت أفاد ناشطون بالعثور على 3 جثث لمدنيين قضوا نتيجة موجة العاصفة في حماة.

وإجمالاً، يعاني السوريون من انعدام وسائل التدفئة خلال العاصفة الثلجية.

وفي التفاصيل، أعلن ناشطون عن وفاة طفلين بسبب الجوع والبرد في الحجر الأسود بدمشق، في وقت تعيش فيه نحو 500 عائلة ظروفاً قاسية مع نفاد المواد الغذائية، وانقطاع الكهرباء، وانعدام وقود التدفئة.

ويخيم شبح الموت برداً وجوعاً على نحو 4800 عائلة تعيش أقسى ظروف إنسانية في الحجر لأسود في دمشق، حيث انقطاع تام للكهرباء وانعدام لوقود التدفئة ونفاد جميع المواد الغذائية، فيما تمنع قوات النظام الدخول والخروج إلى الحي منذ أكثر من عام.

ومع الحصار الخانق الذي يعيشة هذا الحي، وهو الأفقر بين أحياء دمشق الجنوبية، خرجت هذه العائلات في الحجر الأسود إلى الحقول للبحث عن الطعام، وسجلت الهيئة العامة للثورة وفاة عدد من الأطفال بسبب الجوع والبرد في الحي.

وتفاقم تأثير العاصفة الثلجية نتيجة حرب مدمرة مستمرة منذ حوالي ثلاث سنوات بين النظام والمعارضة.

ووجه الائتلاف السوري المعارض نداء إلى العالم ‘لرفع مستوى المساعدات العاجلة والسريعة والأساسية’ للسوريين المحتاجين، سواء داخل أو خارج البلاد، لتجنيب الأطفال والنساء والشيوخ الموت.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*