جريدة الحقيقة الإلكترونية
فتاة جميلة وذكية تؤمن بأن المرأة لها دور كبير في بناء المجتمع فازت بلقب Miss Arab USAطموحها لم ينتهي بعد وهي تكمل دراستها في الطب وحلمها هو بأن تكون دكتورة وهي تحب التمثيل والموسيقى .
س1 : حدثينا عن طفولتك:
أنا فابيولا الابراهيم ولدت في مدينة بروكلين في نيويورك لوالدين سوريين الأصل أميركيين الجنسية والدي أستاذ جامعي ووالدتي طبيبة . عشت طفولتي في نيويورك، وفي عمر ١٠سنوات توفي والدي وسافرت إلى سوريا مع والدتي. منحتني هذه الفرصة ان أتعلم اللغة العربية وان أتعرف على بلدي الأم سورية بعاداتها وتقاليدها المميزة، وان أتعرف على عائلتي الكبيرة في الرقة وهي عائلة معروفة بالأصالة والثقافة والعلم ، وفي أجواء مميزة بمدارس دمشق وحلب وفي نواديها ومنظماتها الأهلية والمجتمعية بدأت تتكون شخصيتي وتنشئتي والتي تركت الأثر الكبير في حياتي وقد ساعدني ذلك كثيراً في تكوين هوية سورية-أمريكية بحيث أشعر بالانتماء الشديد والحب لبلدي الأم سوريا وفي الوقت ذاته أنتمي واحب أميركا الذي قضيت فيه معظم سنوات حياتي.
حدثينا عن الجانب الشخصي في حياتك ؟
هذه التنشئة التي تحدثت عنها سابقا سواء في طفولتي في نيويورك او فيما بعد في سوريا ، هذه التنشئة الغنية المتنوعة بمناهلها العلمية والثقافية والمعرفية ، تركت البصمة الأهم في حياتي ورسمت ملامح شخصيتي وأعطتني الثقة الكبيرة والتحدي ووسعت أحلامي وأنه بالجد والعمل يمكن أن تتحول هذه الأحلام لحقيقة . درست في بروكلين ثم بمدارس دمشق وحلب ، وعدت من سوريا الى امريكا في عام 2010 لأتابع تحصيلي العلمي وأنا حاليا أقضي أغلب وقتي في متابعة دراستي الجامعية وهوياتي في الرسم والموسيقى ، شاركت في معارض خاصة للرسم في نيويورك ، و أشارك أحيانا في بعض عروض للأزياء .
يقال بان من كانت بدايته محرقة تكون نهايته مشرقة ، أيهما افضل بدايتك ام نهايتك ، ولماذا ؟
لعلك تقصدين بكلمة نهايتي هي الحصول على لقب ملكة جمال العرب في أمريكا !! لعل سؤالك صحيح بالنسبة للبعض أما بالنسبة لي فلا أعتقد ذلك … بدايتي كما ذكرت لك كانت مليئة وغنية جدا، وأنا لا أعتبر حصولي على اللقب هو نهايتي ، هذا اللقب هو نوع من التحدي الموجود في داخلي ، تجربة فريدة وقد يكون حلم بالنسبة للكثير من الفتيات .. أنا أعتبر اللقب هو محطة في حياتي ، محطة مهمة بما لها وما عليها ،أنا دائما أتطلع إلى المستقبل وطموحي وأحلامي أكبر من ذلك بكثير . تعلمت الكثير من هذه التجربة وأحاول أن استفيد منها في محطاتي المقبلة .. فيها الجيد والذي يمكن البناء عليه وفيها الأخطاء التي يجب ان أتعلم كيف أتجنبها بالمستقبل.
حديثينا عن تجربتك Miss Arab USA ؟
بالطبع هي تجربة مميزة بالنسبة لي بكل تفاصيلها وخاصة لحظة حصولي على اللقب ، بهذا التتويج حققت أحد أحلامي بأن أكون قدوة للكثير من فتيات بلدي وإظهار صورة الفتاة العربية بوجهها الحقيقي وأن يكون هذا اللقب منبرا أستطيع من خلاله مساعدة المحتاجين ولا سيما أبناء بلدي في الآونة الاخيرة ، فالمسابقة لا تعنى فقط بالجمال الخارجي بل تهتم بالجمال بشكل متكامل من ثقافة وعلم ومواهب ومواقف إنسانية ، وبعد الحصول على اللقب أتيحت لي الفرصة لزيارة اللاجئين السوريين في لبنان وزيارة لبعض دور الأيتام وأيضا الجمعيات التي تعنى بالأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة كما قمت بالعديد من الأنشطة الهادفة في أمريكا.
كيف تم اختيارك ؟
تقبل بالمسابقة الفتيات من أصول عربية سواء مقيمة بأمريكا او تحمل الجنسية الامريكية والعمر 18 – 27 سنة وتقوم لجنة تحكيم متخصصة باختيار 20 فتاة من المتقدمات ومن ثم يقام حفل لاختيار 5 منهن للتقييم النهائي واختيار صاحبة اللقب والوصيفات ، تعتمد مسابقة ملكة جمال العرب في أمريكا بالإضافة للصفات الجمالية على الجانب الثقافي العام وقوة الشخصية والذكاء وما تتمتع به المشاركة من موهبة وما تقوم به من أنشطة مجتمعية هادفة . وكانت المسابقة قوية نظرا لقوة المشاركات ومؤهلاتهن العالية واستطعت تجاوز مراحل المسابقة وحصلت على اللقب .
كيف كان تعامل زميلاتك معك ؟
كانت المشاركات تتمتعن بمؤهلات جيدة وكانت تسود روح المنافسة الجميلة بيننا … كانت أجواء رائعة وأيام لا تنسى .
كونك فزت بلقب MISS ARAB USA ماهي النصيحة التي تودي توجيهها للفتيات اللواتي يردن الفوز باللقب ؟
أقول لا يوجد شيء مستحيل ، المهم الثقة بالنفس وهذه لا تأتي إلا من خلال العمل والمثابرة ، أحلامنا مشروعة ويمكن تحقيقها بالتصميم والإرادة والمزيد من الجهد.
ماذا ربحت وماذا خسرت في مجال الشهرة ؟
أقولها بصراحة : قبولي لهذا التحدي وحصولي على اللقب لم يكون هدفا بحد ذاته ، كنت اعتبره مرحلة او محطة يمكن أن تحقق بعضا من طموحاتي وأحلامي .. لا أستطيع بالضبط تحديد ميزان للربح والخسارة لكن على ما يبدو كانت أحلامي أكبر من هذا اللقب ، خاصة في ظل الأوضاع التي تعيش بها بلادنا العربية وخاصة سوريا .. أعتبر أنه كان بالإمكان أفضل مما كان ، لكن بشكل عام كانت تجربة جيدة .
ما هي مشاريعك المقبلة ؟
حصولي على لقب ملكة جمال العرب في امريكا هو محطة ، أنا لا أتوقف هنا .. طموحي وأحلامي مستمرة وحاليا أفكر بإنهاء دراستي الجامعية لأكون طبيبة في المستقبل ، ولدي أحلامي فيما أستطيع أن أقدم للناس بشكل عام وللمحتاجين منهم خاصة سواء هنا في امريكا او في سوريا .. أفكر دائما بالأطفال وأتمنى أن تسمح لي الظروف مستقبلا أن أعمل في مشاريع تخدم صحة الاطفال وتعليمهم ليتمتعوا بقدر أفضل من الحياة. و سوف اتابع في مجال عرض الأزياء لأني احب هذا المجال، و كذلك أقوم بدراسة عرض قدم لي وهو دور تمثيلي لفتاة عربية أميركية شخصيتها قريبة من شخصيتي في مسلسل دراما كوميدي تدور أحداثه في بلد عربي، ولا زلت أفكر بالموضوع بطريقة أستطيع فيها ان أوفق بين دراستي وسفري.
ما هي نقطة التحول في مسيرتك ؟
لا أظن أن هناك حتى الآن على الأقل انعطافة أو تحول في مسيرتي ، أنا أرى حياتي كمن يسير في طريق حتى يصل في النهاية لهدفه. لا زلت في بداية الطريق وثقتي بنفسي تكبر و أحلامي وطموحاتي تتوسع ، وسيكون لي الكثير من المحطات ، وفي كل محطة أكسب المزيد من الخبرة والعلم كي أستمر مستفيدة من أخطائي ومن نجاحاتي .
يقال بأن للضرورة أحكام ، هل كانت هناك احكام اضطررت للخضوع لها رغم عدم ايمانك بها ، ام لا ولماذا ؟
انا لا أؤمن بهذا، الغاية لا تبرر الوسيلة هذا ما أعتقده لأنه يمكن أن نبرر الكثير من أفعالنا الخاطئة بحجة للضرورة أحكام . قد يكون للضرورة أحكامها في ظروف خاصة ولكن أنا شخصيا لم أتعرض لمثل هذه المواقف .
هل تمعنين النظر قبل إتخاذ القرار أم انك متسرعة في قراراتك ولا تفكرين بالعواقب ؟ بطبيعتي أحب التحدي واحب المغامرة وثقتي بنفسي كبيرة ولكني لست مغرورة .. هذا يجعلني أحيانا لا أفكر كثيرا في قراراتي لكني لست متهورة او متسرعة .. أشعر أني أدخل المغامرة لكن نوعا ما محسوبة المخاطر وإلا تحولت إلى نوع من الانتحار . أعتقد أني أسير في طريق واضح لتحقيق أهدافي وأحلامي.
يقال بأنه أحيانا تكون الاحلام بوابة الحقائق ؟ هل كانت احلامك بوابة لمعرفة ما كنت تجهلينه ام لا ولماذا ؟
أعتقد أنه في كل محطة نكتشف أمورا لم نكن نعلمها حقيقة .. انا بطبيعتي متفائلة وغالبا توقعاتي وأحلامي تكون كبيرة ، وعندما تكون الحقيقة مغايرة او أقل مما كنت اتوقعها أشعر بخيبة الأمل ، وأحيانا تكون مطابقة لتوقعاتي و تمنحني مزيدا من القوة وتتوسع أحلامي وتكبر .. بالمجمل هي خبرات تراكمية علمية ومعرفية تزداد بمرور الأيام .
هل هناك ما يجعلك تشعرين بالحرمان ؟ أم أنك لا تشعرين به كونك وصلت لكل ما تحلم به كل فتاة عربية ؟
أنا بطبيعتي فتاة متوازنة متصالحة مع ذاتها ، لديها أحلامها وأهدافها وتملك الطريق الواضحة التي تسير عليها لتحقيق ذلك ، ولديها امكانياتها الذاتية ودعم ومحبة الأهل والأصدقاء ، ولا أعتقد أن حصولي على اللقب هو نهاية المطاف، بالنسبة لي لا يمكن أن تستمر الحياة بدون أحلام ، أحلامي واسعة ومع مرور الوقت أشعر أني أكسب المزيد من الخبرة والمعرفة والقوة لتحقيق الأفضل .
كونك جميلة هل تعتقدين بأن جمال المرأة يجعلها تستطيع أن تحقق كل ما تطمح له أم لا ؟ ولماذا ؟ أيهما يصنع النجاح ؟ العقل ام الجمال ولماذا؟
الجمال هبة من الله ، الجمال موجود في كل شيء من حولنا ، أما بالنسبة للفتاة الناجحة فهي التي تستطيع ان تكمل ما وهبها الله من جمال جسدي بجمال روحي يكون بقدر ما تتمتع به من معرفة وعلم ينعكس كل هذا على أخلاقها وعملها وسلوكها وما يمكن أن تنجزه لخدمة المجتمع .
هل تودي ان توجهي نصيحة للشباب والفتيات الذين يريدون أن ينجحوا في حياتهم ؟ أنا كفتاة عربية سورية حصلت على لقب ملكة جمال العرب في أمريكا وحاليا طالبة جامعية أتابع تحصيلي العلمي وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا العربية أشعر أنه علينا جميعا أبناء هذا الجيل مسؤوليات كبيرة تجاه مجتمعاتنا ولنكون على قدر هذه المسؤوليات يجب ان نبذل كل جهدنا في سبيل تطوير أنفسنا وكسب كل ما نستطيع من علم ومعرفة وتقديم كل ما يمكن لنكون الأفضل ، وبالعمل الصادق الجاد لا يوجد شيء اسمه مستحيل . وأتمنى ان تكون السنة الجديدة سنة خير علينا جميعا وعلى بلدي سوريا اللتي بدأت بشائر الخير تهل عليها بإنتصار حلب ورجوعها لأهلها فقد عانو لسنين عديدة من الإرهاب أتمنى ان يحل السلام والأمان على جميع انحاء العالم وسوريا.
