الرئيسية / اقتصاد / كريستين لاجارد: ميزانية الكويت مقبلة على عجز

كريستين لاجارد: ميزانية الكويت مقبلة على عجز

في الوقت الذي تراجع فيه سعر النفط الكويتي 1.4 دولار الى مستوى 62.6 دولارا للبرميل وفقا لاسعار الاثنين الماضي، قالت المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد لـ«وول ستريت جورنال» ان ميزانية الكويت مقبلة على عجز ما لم يتغير نهجها الحالي.
ومن جهة اخرى توقع صندوق النقد في تقرير صدر امس ان ينمو الناتج المحلي الحقيقي للكويت للقطاعات غير النفطية بنسبة %3.5 في 2014 مقارنة مع %2.8 العام الماضي مرجحا ان يبقى مستوى التضخم عند %3.
وذكر ان البنوك الكويتية تتمتع بمعدلات رسملة وسيولة وفيرة حيث بلغت نسبة كفاية رأس المال لكافة البنوك %18.3، فيما تراجعت القروض غير المنتظمة الى %3.5 وزادت نسبة المخصصات الى %139.
واشار الى ان الخطة التنموية السابقة كانت دون المستوى المنشود مما أدى الى جمود الإنفاق العام وزيادة الاعتماد على الايرادات النفطية مبينا ان مشروع إعداد الخطة التنموية الجديدة للسنوات (2015/14 – 2019/18) يركز على الاصلاح الاقتصادي وتنفيذ بعض المشاريع الاستراتيجية العملاقة.
وتوقع ان يصل الفائض المالي في الموازنة العامة الى نحو %26 من الناتج المحلي الاجمالي في عام 2014، مشيرا الى تراجع الفائض المالي مقارنة بعام 2013 الذي بلغ حينها %35 نتيجة الزيادة في الرواتب والدعومات.

قالت المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد انها تحدثت الى الكويتيين ومسؤولين آخرين في دول «الخليجي» واشارت عليهم بتغيير الاسلوب الذي يتم من خلاله التصرف في الثروات النفطية وانماط الانفاق الحكومي، وانه ما لم يتم تعديل هذا المسار، فان هذه الدول مقبلة على عجز في ميزانياتها لا محالة.
وكانت لاغارد تتحدث في مقابلة اجراها معها رئيس تحرير صحيفة وول ستريت جورنال جيرارد بيكر، حيث اعربت من جانب آخر عن تفاؤلها حيال فرص نمو الاقتصاد العالمي وعزت ذلك في بعض الجوانب الى تراجع اسعار النفط، الا انها ترى ان ثمة قرارات قاسية وصعبة مازال يتعين اتخاذها من قبل الكثير من الدول لاسيما في اوروبا.

أسعار النفط

وقالت في ردها على سؤال حول تراجع اسعار النفط والضغوط او المزايا التي تنجم عن ذلك، قالت ان أسعار النفط قد تراجعت بنسبة %40 منذ الصيف الماضي، ولكن يتعين علينا بادئ الامر ان نحلل اسباب التراجع وما اذا كانت عادئة لظروف العرض او الطب، وارى انه في ظل الظروف الحالية، فان العرض هو السبب، حيث انه يساهم بنحو %80 من تراجع أسعار الطاقة فيما تبلغ مساهمة الطلب %20.
وترى لاغارد ان هذا الوضع يمثل انباء سارة للاقتصاد العالمي، ولكنها قالت: «لو كنت في معرض مخاطبة المسؤولين في قطر او الكويت او السعودية بهذا الخصوص، فمن المحتمل جداً ان تكون الصيغة التي اتحدث اليهم بها مختلفة، أما اذا تناولنا القضية بصورة مجردة، فان هذا الأمر يصب في مصلحة الاقتصاد العالمي».

ميزانية الكويت

وعن زيارتها خلال الشهر الماضي للكويت ودول مجلس التعاون، قالت لاغارد انها خاطبت الكويتيين واوضحت لهم أنه يتعين عليهم تغيير النهج الذي يسيرون وفقه، لانه في حال الاستمرار بتلك الطريقة، ستشهد معظم اقتصاديات المنطقة عجزا ماليا ومن بينها الكويت، وأن عليهم الاستعداد لتلك المرحلة، والعمل على بناء احتياطيات لتغطي احتياجاتهم المستقبلية.
وعن رأيها في آثار اسعار النفط في كل من روسيا، وايران، وفنزويلا، قالت ان هذه الدول تعتبر من أشد المتضررين بتراجع أسعار النفط، الى جانب بعض الدول الافريقية.

روسيا

وفي ردها على سؤال يتعلق بهشاشة الاقتصاد الروسي والمخاطر والتداعيات الناجمة عنها وانعكاساتها على الاقتصاد العالمي، قالت لاغارد ان ضعف هذا الاقتصاد يفرض تهديدات كبيرة، لا تقتصر على الجانب الاقتصادي، مشيرة الى انها تشعر بالقلق في الوقت الحاضر تجاه ما وصفته بالتهديد الجيوسياسي الذي تخلقه الجهود والاجراءات التي تقوم بها روسيا في المنطقة وفي العالم، لاسيما اذا اضفنا ذلك الى انخفاض أسعار النفط وحساسيته تجاه المخاطر، ولا شك ان القادة الروس يدركون ذلك.، جيدا وليس علينا سوى انتظار ردود فعلهم في هذا الشأن.
وعلى صعيد متصل، قالت لاغارد حول النظرة المستقبلية للاقتصاد الأوروبي، ان انخفاض معدلات النمو وارتفاع معدلات التضخم يشكلان انباء غير سارة للدول التي تصل معدلات ناتجها المحلي الاجمالي بالنسبة لديونها الى %100 على وجه التقريب

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*