الرئيسية / محليات / وليد الخبيزي: إعفاء الكويتيين من «الشينغن» من أولويات سياستنا الخارجية

وليد الخبيزي: إعفاء الكويتيين من «الشينغن» من أولويات سياستنا الخارجية

أكد مدير ادارة اوروبا في وزارة الخارجية السفير وليد الخبيزي ان موضوع اعفاء الكويتيين من تأشيرة الشينغن من اولويات السياسة الخارجية الكويتية في علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي في المرحلة المقبلة، لافتا الى ان العام المقبل سيشهد مراجعة شاملة من قبل المفوضية حول الاقتراحات المقدمة من الدول الاعضاء في مجموعة الشينغن لبحث اعفاء الدول خارج الموجوعة من التأشيرة.
وكشف الخبيزي في تصريح صحافي بمناسبة زيارة مدير ادارة الشرق الاوسط في مفوضية الاتحاد الاوروبي هيوز منغريللي للبلاد عن وجود رغبة بتوقيع اتفاقية نهائية بشأن مذكرة الشراكة بين الكويت والاتحاد الاوروبي من اجل المضي في تطوير وتعزيز المصالح الاستراتيجية بين الجانبين، ولفت ان المذكرة تشمل القطاعات المهمة والحيوية منها الصحة والتعليم والنفط والبيئة والطاقة المتجددة، لافتا الى ان هذه المذكرة هي بمثابة خطوة من اجل تعزيز حجم التعاون المتبادل.
واشار السفير الخبيزي الى ان المباحثات الثنائية التي عقدها مع منغريللي ارتكزت على بحث آفاق التعاون الثنائي بين الكويت والبرلمان الاوروبي، لافتا الى ان هناك الكثير من الامور التي يمكننا العمل بها من خلال الاتحاد كمركز لتنويع التعاون مع الدول الاعضاء، معتبرا زيارة منغريللي مهمة، خصوصا انه يشغل مكانة رفيعة في الاتحاد الاروربي، ولاسيما في ظل سعي الكويت لاعفاء مواطنيها من تأشيرة الشينغن، مؤكدا ترحيب الكويت بمقترح الاتحاد توقيع اتفاقية انشاء لجنة مشتركة بين الجانبين.
وحول آخر التطورات بشأن الطلب المقدم من الكويت بشأن اعفاء مواطنيها من تأشيرة الشينغن، اوضح في البداية ان هذا مرتبط بالدرجة الاولى باستحقاقات فينة لدى البلاد، واهمها اصدار الجواز الالكتروني ومن ثم يتم استكمال باقي الاستحقاقات الفنية الاخرى، مؤكدا ان جميع الدول الاعضاء في الاتحاد والتي ارسل لها النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد رسائل بهذا الشان، اعطت الموافقة والدعم للطلب الكويتي.
واشار الى ان لجنة الصداقة في مجلس الامة حرصت على زيارة دول الاتحاد الاوروبي والحصول على تعهدات منها بهذا الشان، لاسيما التعهدات التي حصلت عليها من ايطاليا التي تعتبر الراعي الرسمي لملف الكويت، لافتا الى ان المسار الآخر لتحرك الكويت القادم سيكون داخل البرلمان الاوروبي الجديد، مشيرا الى ان هذه الخطوات تحتاج الى وقت ونعمل بهدوء معهم ليستقر الامر داخل الاتحاد والبرلمان الاوروبي.

بعثة خليجية

واكد ان دول المجلس لعبت دورا اساسيا خلال الازمة الاقتصادية التي تعرضت لها دول الاتحاد من خلال الصناديق السيادية الخليجية التي وضعت برامج استثمارية ساهمت في حماية القطاعات الحيوية الاوروبية وكبار الشركات الاوروبية من الافلاس، ما طمان الجانب الاوروبي بان الشراكة الخليجية – الاوروبية تعد تاريخية واستراتيجية، كاشفا ان دول المجلس تسعى حاليا لفتح بعثة لها في جنيف لتعزيز التعاون مع منظمة التجارة العالمية ومجلس حقوق الانسان.
ولفت السفير الخبيزي الى ان هناك رغبة من قبل مجلس التعاون الخليجي لتعزيز ورفع معدل الشراكة مع الاتحاد الاوروبي، خصوصا وان دول المجلس تعد حسب احصائية عام 2012 الشريك التجاري السادس معهم بعد الولايات المتحدة، الصين، روسيا، سويسرا والنرويج وذلك بتبادل تجاري بلغ حوالي 130 مليار دولار، لافتا الى ان الكويت تعد الشريك التجاري الـ46 للاتحاد والذي هو في نفس الوقت الشريك التجاري السادس لدولة الكويت.
اما بشأن الحوار الاستراتيجي العربي مع الاتحاد الاوروبي، اشار الخبيزي الى ان هذا الحوار يشمل العديد من المجالات مثل الانذار المبكر ومكافحة الارهاب الجريمة المنظمة والمساعدات الانسانية، واكد ان هذا التعاون سيخدم ويساهم في تطوير قدرات الجامعة في التعامل مع حالات الازمات، بالاضافة الى تعزيز التعاون المشترك والحوار بين الجانبين، مضيفا «ذلك التعاون سيساهم في ضمان استقرار المنطقتين واتاحة ظروف افضل لمجتمعات عربية واوروبية متماسكة ومزدهرة».

مشكلة المادة 17

من جهته، اكد وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الجنسية ووثائق السفر اللواء الشيخ مازن الجراح لـ«الوطن» ان المباحثات التي اجراها مع منغريللي ارتكزت بشكل مباشر على القضايا الامنية وخصوصا بما يتعلق بمشكلة حملة الجوازات المادة 17 الذين يذهبون الى اوروبا ولا يعودون مرة اخرى للكويت، مؤكدا ان الجانب الاوروبي لديه كشف كامل باسماء كل الموجودين حاليا على اراضيه.
واوضح الجراح الذي يمثل وزارة الداخلية في فريق العمل المعني بمتابعة الاستحقاقات والمتطلبات المتعلقة باعفاء المواطنين من تأشيرة الشينغن ان الجانب الاوروبي يريد ان يعرف طبيعة الاجراءات وتعامل الكويت مع هؤلاء الذين يرفضون العودة الى البلاد مرة اخرى، وخصوصا وان نفس الاشكالية تواجهها الكويت مع المملكة المتحدة، لافتا الى ان الكويت طلبت من الجانب الاوروبي تزويدها بكشف الاسماء الذي لديهم حتى تتم مقارنتها مع قاعدة البيانات والبصمة العشرية الخاصة بالكويت لكل من يريد العودة للبلاد.
وتابع: السلطات الاوروبية تقوم بعملية ترحيل كل من يرتكب جرائم ويخالف قوانينها على اراضيها، وهناك بعض حملة الجوازات المادة 17 ادينوا في بعض القضايا، والاوروبيون يريدون ترحيلهم الى الكويت باعتبارهم يحملون وثائق سفر كويتية، ونحن طلبنا منهم تزويدنا بكشف الاسماء لمقارنة البصمة والمعلومات الخاصة حتى يتم التأكد من شخصية صاحب الجواز وضمان عدم وجود اي عملية تزوير في تلك الجوازات.

الجواز الجديد

وحول آخر المستجدات بشأن الجواز الالكتروني الجديد، اشار الجراح الى ان احد الشروط والاستحقاقات الفنية الرئيسية والمهمة التي تطلبها دول الاتحاد الاوروبي من الكويت لاعفاء مواطنيها من تأشيرة الشينغن هو جواز السفر الالكتروني، واكد ان وزارة الداخلية قد احالت الشركات التي تقدمت بتوفير الجوازات الجديدة الى لجنة المناقصات المركزية تمهيدا لفرز العطاءات وترسية المناقصة على الشركة المستحقة، لافتا الى ان هناك 6 شركات تقدمت لهذه المناقصة، وكلها تعهدت بتسليم الجواز الجديد وتركيب كل اجهزة القراءة الخاصة لهذه الجوازات في المطار خلال مدة لن تتجاوز الـ6 اشهر من تاريخ ترسية المناقصة، مضيفا «ان شاء الله ستتم طباعة وتوزيع والعمل بالجواز الالكتروني الجديد خلال عام 2015».

مصالح مشتركة

ومن جانبه، اكد مدير ادارة الشرق الاوسط في مفوضية الاتحاد الاوروبي هيوز منغريللي ان دولة الكويت تعبر شريكا مهما لدول الاتحاد الاوروبي، واشار الى ان الهدف من زيارته للبلاد هو تعزيز وتقوية اواصر التعاون بين الاتحاد الاوروبي ودولة الكويت، لافتا الى انهم يتمنون ان يتم تطوير وتنمية العلاقات الثانية بين الجانبين وذلك بكل المجالات والميادين ذات الاهتمام المشترك.
وقال: نحن نسعى حاليا الى تنمية الحوار السياسي مع دولة الكويت بشأن كل القضايا التي تتعلق بالمنطقة، مثل مواجهة تنظيم داعش في العراق والازمة السورية والوضع الذي تعيشه كل من اليمن وليبيا، كما نسعى ايضا الى التباحث والتشاور لتوحيد جهودنا وعلاقاتنا في حقول اخرى مثل مكافحة الارهاب والجرائم المنظمة.
ويرى منغريللي ان تنمية بعض القطاعات التي وصفها بالمهمة من شانها ان تساهم في تطوير العلاقات بين الكويت والاتحاد الاوروبي مثل العلاقات التجارية والاقتصادية وقطاعات الطاقة والابحاث والتعليم بالاضافة الى المجالات المتعلقة بالتغير المناخي والبيئة، كما ان دول الاتحاد في المقابل تستطيع تقديم المعرفة والخبرات الى دول المجلس بكل المجالات التي تهمهم، مؤكدا ان المصلحة تستوجب تطوير تلك المجالات حتى يعود النفع والفائدة على الجانبين.
اما بشأن ملف الكويت المتعلق باعفاء مواطنيها من تأشيرة الشينغن، فاعتبر منغريللي ان الكويت لديها سبب وجيه لهذا التحرك وهذا الطلب الذي وصفه بالايجابي، واشار الى ان العملية ستأخذ وقتا نتيجة الاجراءات التي يجب ان تتبع من قبل الاتحاد الاوروبي، مؤكدا ان دول الاتحاد الاوروبي تدرك ان هناك مصالح مشتركة سيتم تحقيقها من وراء اعفاء المواطنين الكويتيين من تأشيرة الشينغن المسبقة.
وعن تقييمه للدور الانساني الذي تلعبه الكويت تجاه دعم العمليات الانسانية في سورية، قال: من المهم جدا ان يكون هناك تعاون بين الكويت والاتحاد الاوروبي فيما يتعلق بتقديم المساعدات الانسانية الى كل المحتاجين لها، ويجب على الجانبين تطوير وتنسيق نشاطهم من اجل الوصول لافضل النتائج التي تؤثر على ارض الواقع بالايجاب.
وعن رؤيته للعلاقة بين الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام والكويت بشكل خاص، قال منغريللي: نحن نعلم ان المجلس يلعب دورا مهما ورئيسا في كل الازمات التي تشهدها المنطقة، وانه من مصلحتنا ان ننسق حوارنا وتعاوننا ونشاطنا معهم، مضيفا «الكويت تلعب دورا مهما في التحالف الدولي المناهض لداعش، وهي مصممة على تقديم كل الدعم لهذا التحالف من اجل ضمان دحر والقضاء على التنظيمات الارهابية التي تهدد امن واستقرار المنطقة».
واكد منغريللي ان الاتحاد الاوروبي يبدي قلقا بالغا حول الاشتباكات المسلحة التي تجري في العراق بين القوات النظامية وافراد تنظيم داعش، وشدد على ضرورة ان تتكاتف جميع الدول من اجل مواجهة هذا التنظيم وتجفيف مصادر تمويله من اجل القضاء عليه لضمان عودة الامن والاستقرار الى المنطقة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*