جريدة الحقيقة الإلكترونية
تمكّن مسلسل “ساق البامبو” من تحقيق النجاح حتى قبل عرضه، لعدة أسباب، أوّلها الجدل الذي أثير حوله. فمنذ بدء تصوير المسلسل، اعترضت الكويت على تصويره على أراضيها، فصوّر فريق العمل جميع المشاهد بين دبي والفليبين. وبعد انتهاء التصوير، قرّرت الرقابة الكويتية منع عرض العمل في رمضان، لأنه يمسّ بالمحرّمات.
ولأنّ الحشرية طبع عند الناس، كان هناك ترقّب شديد لمشاهدته، وكانت النتيجة أنّ هاشتاق # ساق البامبو تصدّر تويتر الكويت، وسط انتقاد البعض له في الكويت، إذ اعتبروا أنّ العمل الروائي يفقد رونقه مع تحويله إلى عمل دراميّ؛ وإعجاب الكثيرين به، الذين وجدوا أنه خرج عن المألوف، ولا يُشبه الأعمال الأخرى التي تتحدّث عن الحب والخيانة والزواج والطلاق التي ملّها المشاهد، بل القضية التي طرحها العمل مهمّة جداً، وكان يجب أن يحصل ذلك قبل الآن بكثير.
أما خارج الكويت فحظي المسلسل بنسبة إقبال واسعة، مدعومة بإعجاب الكثيرين، الذين أشادوا بالمسلسل، وأكدوا أنهم يستمتعون بمشاهدته وأداء أبطاله، وفي مقدمتهم المطربة اليمنية بلقيس، التي شاركت على الهاشتاق معلقة: “مسلسل روعة من أولى الحلقات .. سعاد عبدالله أسطورة بهذا الدور أبدعت جدا.. والفلبينية جوزفين تمثيلها بطل ومقنع جدا”. أمّا السبب الثاني للإقبال على مشاهدته، فلكونه يتناول قضية جوهرية تدخل في صلب المجتمع الخليجي، ومأخوذة من قصة تحمل العنوان للكاتب الكويتي سعود السنعوسي، التي حصلت على جائز “بوكر” العربية 2013، والتي أثارت جدلاً واسعاً في الكويت عند طرحها، بسبب حساسية القضية التي عالجتها بالنسبة، إذ وجد كثيرون أنّها تجاوزت الخطوط الحمراء وتطرّقت إلى قصص وقضايا شائكة في المجتمع الكويتي.
مسلسل “ساق البامبو” يتناول فكرة صراع الهوية، ويُثير أزمة أبناء الخادمات ذوي الملامح الآسيوية من آباء خليجيين. وهو يروي قصّة شاب يدعى عيسى، وُلد من خادمة فليبينية اسمها جوزفين، كانت تعمل لدى عائلة كويتيّة، ربّتها هي (سعاد عبد الله)، ونجلها الوحيد راشد (عبد المحسن النمر) تزوّج الخادمة خفية عن أهله. وبعد أن اكتشفت أمه هذا الأمر، قامت بالتفريق بينهما، لتنتقل الخادمة جوزفين برفقة ابنها عيسى إلى الفيليبين للاستقرار هناك في أوضاع مادية سيئة. وينتظر الطفل عيسى لقاءه بوالده الكويتي، الذي وافته المنية خلال الغزو العراقي للكويت. ويعود الابن عيسى بعد سنوات إلى الكويت، حيث عمل في البلاد كخادم في منزل جدّته، إلا أنّ المجتمع الكويتي يكتشف أمره، فيتعرّض إلى الطرد بشكل قسريّ من البلاد.
العمل مأخوذ من رواية الكاتب الكويتي سعود السنعوسي، سيناريو وحوار الناقد السينمائي المصري رامي عبدالرازق، ومن إخراج محمد القفاص. والعمل من بطولة الفنانة القديرة سعاد عبدالله، عبد المحسن النمر، فيصل العميري، مرام، ريم أرحمة، فاطمة الصفي، شجون، والستانداب كوميديان الكوري وان هو تشونج، وآخرون. وهو يُعرض على ثماني محطات خليجية، من بينها تلفزيون “الراي” و”أم. بي. سي. دراما” و”دبي”، وجميعها تؤكد أنه استطاع أن يحقق أعلى نسبة مشاهدة عالية، وبحضور إعلاني لافت، تجاوز الـ19 دقيقة في عدد منها.
وتتعرض الممثلة الفيليبينية، مرسيدس كابرال، التي تؤدي دور جوزفين في مسلسل “ساق البامبو” لحملة انتقادات شرسة، بعد تعاطف المجتمع الكويتي معها، حيث عمد البعض إلى كتابة اسمها على محرك البحث “غوغل” أنها نجمة أفلام خلاعية، كما أنّ فيلمها “ماروزا” نافس على السعفة الذهبية في مهرجان “كان” 2016.
