الرئيسية / محليات / من يستهدف دول الخليج… استخباراتياً؟

من يستهدف دول الخليج… استخباراتياً؟

استبعد نواب ومحللون أمنيون كويتيون، احتمال تواجد جواسيس في البلاد يعملون لمصلحة «الموساد» الاسرائيلي على اثر انكشاف عملاء للدولة العبرية وايران في السعودية. في المقابل، لم يستبعد هؤلاء فرضية وجود نشاط تجسسي في الكويت، يعمل لمصلحة استخبارات دول اقليمية أخرى، مثل ايران.

وقد دفع خبر سقوط 33 جاسوساً في قبضة السلطات السعودية يعملون لمصلحة الاستخبارات الايرانية والاسرائيلية، الى التساؤل عن مدى التغلغل الاستخباري الاجنبي في الكويت. وفي هذا السياق، أشاد النائبان عبدالله المعيوف وحمود الحمدان، بتطور العمل الاستخباري الكويتي، خصوصا بعد تفجير مسجد الامام الصادق في رمضان الماضي، والذي سقط نتيجته عشرات الضحايا، داعين الى تعزيز قدرات الاستخبارات نظراً لكون الكويت ودول المنطقة كلها مستهدفة في ظل تنامي حدة الصراعات في دول الجوار الاقليمي.

وكشف المعيوف الرئيس السابق للجنة الداخلية والدفاع في تصريح خاص لـ «الراي»، ان «الكويت ودول الخليج مستهدفة من الأنظمة الاستخباراتية لدول الجوار في ايران، العراق، سورية أو اسرائيل». وبين انه «نظرا لتعزز دور الخليج الاقليمي باعتباره قوة مؤثرة في الشرق الأوسط باتت دول اقليمية تبحث عن جمع معلومات وتجنيد مصادر او عملاء».

واضاف ان «الكويت مثل دول خليجية اخرى تنشط فيها خلايا نائمة، وقد بينت قضايا مختلفة جدية عمل الجاسوسية في الكويت من خلال قضية صدر حكم فيها تتعلق بجواسيس الحرس الثوري وقضية اخرى لا تزال معروضة على العدالة تتعلق بالتخابر مع حزب الله وايران».

وشدد المعيوف على ان «الظرفية الاقليمية التي تحيط بدول الخليج حساسة للغاية تتخللها حروب وصراعات متداخلة. وباعتبار مشاركة الكويت دول مجلس التعاون في الحرب على الارهاب وعملية اعادة الأمل في اليمن، فان مثل هذه الظروف تستغلها الاستخبارات للتسلل الى دول المنطقة بقصد جمع معلومات حساسة عن الأمن والدفاع والاقتصاد والمجتمع».

ويشير المعيوف إلى «احتمال وجود خلايا لايران وسورية في الكويت»، مستبعدا ان تكون ثمة خلايا تعمل لمصلحة اسرائيل. فاسرائيل حسب رأيه «لا تأخذ معلومات في شكل مباشر ولكن تتعامل مع استخبارات دول». وقال ان «هناك بعض المجندين في الدول والسفارات من الصعوبة بمكان اكتشافهم أو تمييزهم، ويحتاج ذلك أحيانا وقتا طويلا ويحتاج الى امكانات كبيرة لمراقبة الوضع الداخلي وعادة ما تنشط الاجهزة الأمنية أكثر عندما يكون هناك تهديد».

وبين المعيوف ان على «الأمن الكويتي الداخلي ان يقوم بتدريبات مستمرة وحديثة على آليات وتقنيات الاستخبارات الجديدة لكشف الخطر الداخلي الذي يمثل خطورة اكثر من الغزو الخارجي». وقال ان «الأمن عادة ما يزيد من استعداداته ورفع حالة التأهب الاستخباراتي عقب وقوع حدث معين او اختراق معين». وطالب من اجل ذلك بـ «وجود آلية للمراقبة على الدوام في كل الأحوال.

وشدد على ضرورة كشف «عمليات الطابور الخامس الذي يستهدف تقويض انظمة الحكم». وأوضح المعيوف ان «الحرب بين الأجهزة الأمنية وجهات وعملاء التجسس مستمرة خصوصا في ظل عصر المعلومات حيث بات لاجهزة المخابرات امكانية الحصول على المعلومات وتخزينها بشكل سلس واسرع بالاستفادة من تكنولوجيات الاتصال والتواصل عبر شبكة الانترنت».

واضاف ان «وكالات استخبارات لدول في المنطقة تعمل في دول الخليج من خلال تجنيد ضباط مخابرات في سفارات دولها من اجل تزويدهم بالمعلومات». ووصف المعيوف «السفارات من اهم مصادر المعلومات والجاسوسية». وبعض السفارات حسب المعيوف توافر الدعم اللوجستي للعملاء من ضباط مخابرات او خلايا نائمة يتم تجنيدها.

وأضاف المعيوف ان «الحرب ضد الجاسوسية في المنطقة كبيرة والدائرة واسعة ولا يمكن كشفها بسهولة في ظل التقدم التكنولوجي الذي يستفيد منه الجواسيس». وبيّن ان الوضع اليوم «أصبح اكثر تعقيدا في كشف العملاء والجواسيس». وقال: «هناك شخصيات في الخليج محسوبة على دول، وقد يكون هناك أعضاء في برلمانات وقياديون محسوبون على جهات اجنبية». وبين انه «التقدم في العمل التجسسي وصل إلى ان بعض القوى الخارجية تتبنى بعض الموظفين لايصالهم الى مراتب معينة في الدولة من اجل الاستفادة أكثر من المعلومات».

من جهته، قال النائب حمود الحمدان لـ «الراي»، ان «الأجهزة الأمنية تطورت إلى حد كبير في امكانات كشف الخلايا التجسسية واختراقها، كما انها اصبحت يقظة في استباق الأحداث».

وحول فرضية استهداف الكويت من وكالات استخبارات اجنبية من اجل التجسس، كاسرائيل او غيرها من دول الجوار، اكد الحمدان ان «الكويت دولة مؤسسات كل تعاملاتها وصفقاتها المدنية والعسكرية معلنة، وبالتالي فكل المعلومات متوفرة وليس هناك ما يدعو الاستخبارات الاسرائيلية إلى تجنيد عملاء الا اذا ثمة نية للتجسس على مواقع عسكرية، وهذه الفرضية مستبعدة أيضا. ولو وجد احتمال تجسس اسرائيل على الكويت فقد يكون عبر جهات مجهولة وليس بشكل مباشر».

وحذر الحمدان من خطورة التجسس الايراني، الذي خبرته لمرتين الكويت في قضية خلية التجسس لمصلحة الحرس الثوري الايراني وقضية العبدلي. وقال ان «ايران تستغل العاطفة الدينية وتستدرج الناس الى التجسس في شكل غير مباشر موهمة اياهم أنهم يقومون بعمل لخدمة الدين او من هذا من القبيل». وبين أن النظام في طهران يعتمد على «عمليات غسيل المخ واستغلال بعض ضعفاء النفوس بالمال او بالكلام غير الحقيقي والترويع باشياء موهومة». وذكر أنه من بين المطالبين بـ «خفض اعداد الجالية الايرانية في الكويت وخصوصا الديبلوماسيين الى الحد الادنى». وأرجع ذلك إلى تورط بعضهم، حسب رأيه، في «خلية العبدلي».

وفي مقابل زيادة المخاوف من الأنشطة التجسسية، قلل الخبير الاستراتيجي سامي الفرج في تصريح لـ«الراي» من خطر التجسس في الكويت، معتبرا أن «الأجهزة الأمنية تعمل يومياً على احتمال وجود نشاط تجسسي أو خلايا نائمة تعمل لمصلحة جهات اجنبية». وحسب الفرج فان «دائرة كشف العملاء تعتمد على طبيعة علاقات الأشخاص وطبيعة عملهم وتحركاتهم واتصالاتهم بشخصيات معينة يمكن ان تدل على وجود احتمال نشاط تجسسي فضلا عن إثارة بعض الأشخاص للشكوك عند سفرهم المتكرر لجهة معينة او لقاء شخصيات معينة في امكان مختلفة او ترددهم على اماكن معينة في البلاد وعادة ما يدخل هؤلاء الأشخاص دائرة شكوك المخابرات التي تضعهم آليا تحت المراقبة».

وذكر الفرج ان «هناك انشطة استخباراتية في كل البلاد وليس الكويت فقط». وبين ان «هناك أنظمة تقوم بجمع قدر من المعلومات المشروعة من جهات مشروعة كالملحقين العسكريين في سفاراتها. وهناك معلومات غير مشروعة تستقيها من شخصيات غير مشروعة».

ولم يستغرب قيام موظفين في السفارات بجمع معلومات وارسالها الى دولهم لكون ذلك عُرف تعارفت عليه الدول. وأوضح الفرج ان «النشاط الاستخباري غير المشروع والذي تكافحه اجهزة الأمن هو لجوء أنظمة مثل النظام الايراني الى تجنيد أشخاص لديهم غطاء ديبلوماسي يديرون شبكة من اشخاص ممن ليس لديهم غطاء ديبلوماسي». واستشهد بحادثة القبض على خلية التجسس لمصلحة الحرس الثوري «حيث تورط ديبلوماسيون لا يملكون الصفة الشرعية كالمحلق العسكري لجمع معلومات وتجنيد اناس لجمع المعلومات الحساسة بقصد عمل تخريبي».

وهنا يفسر الفرج بان «النشاط الاستخباري الخليجي يفترض وجود مساع تجسسية ايرانية عدوانية، لكن هذا لا يمنع أن الاستخبارات تتعامل مع الأنظمة أيضا ليس على أساس النوايا فقط بل على اساس المتغيرات الواقعية في طابع العلاقات وتنظر الى مسألة الخصوم نظرة مختلفة عن السياسيين». فالاستخبارات الكويتية وفق منظور الفرج «تبني علاقات تعاون واسعة مع دول المنطقة والعالم من اجل تبادل المعلومات وقد تتعاون وكالات استخبارات دول بين بعضها رغم تشنج العلاقات السياسية بينها، فالمهم بالنسبة إلى علاقات اجهزة الأمن والاستخبارات تبادل المعلومات من اجل مصلحة الأمن القومي لكل دولة»

تقرير قامت به جريدة الراي الكويتية 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*