الرئيسية / عربي وعالمي / ناجون من مجازر الميلشيات.. شهادات توثق جرائم الحشد بالفلوجة

ناجون من مجازر الميلشيات.. شهادات توثق جرائم الحشد بالفلوجة

زادت وتيرة الانتهاكات التي تمارسها المليشيات الشيعية بحق المدنيين الفارين من مدينة الفلوجة، غرب العراق، وذلك بالتزامن مع تصاعد وتيرة المعارك وتواصل القصف العشوائي الذي تشنه القوات الحكومية ومليشيا الحشد الشعبي على المدينة المحاصرة.

ورغم تحذيرات مسؤولين في الحكومة العراقية ومنظمات إنسانية من تعرض أهالي الفلوجة لأعمال انتقامية، أعدمت عناصر من مليشيا الحشد الشعبي عشرات المدنيين الفارين من المدينة، وتخلصت من جثثهم بإلقائها في الأنهار، حسب ما أكد مصدر عشائري لـ”الخليج أونلاين”.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن مليشيا منضوية تحت الحشد الشعبي “أعدمت عشرات المدنيين الفارين من المعارك بعد احتجازهم”، مشيراً إلى أن هذه المليشيا “استخدمت نفس الطريقة التي أعدم بها تنظيم الدولة أكثر من 1700 جندي من قاعدة سبايكر الجوية قرب تكريت”.

وكان تنظيم الدولة قد بث عقب دخوله مدينة الموصل وسيطرته على مساحة واسعة شمال العراق وغربه، في سبتمبر/أيلول 2014، تسجيلاً مصوراً لعملية إعدام مئات الجنود العراقيين من قاعدة سبايكر الجوية، قرب تكريت، ورمي جثثهم في نهر دجلة.

وأضاف المصدر أن المليشيات “قامت برمي قسم من جثث الضحايا الذين تم إعدامهم في نهر الفرات، وألقت القسم الآخر في أنهر صغيرة قرب مدينة الفلوجة”، مشيراً إلى أن عناصر المليشيات رددوا شعارات الثأر لقتلى سبايكر خلال تنفيذ عملية الإعدام، حسب قوله.

ولفت المصدر إلى أن “أغلب الضحايا من أهالي مدينتي الكرمة والصقلاوية، وأنهم خرجوا مع عوائلهم، وقامت مليشيا الحشد باحتجازهم ونقل عائلاتهم داخل المخيمات”.

وبث ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، صوراً ومقاطع لنازحين ناجين من مليشيا الحشد الشعبي وتبدو عليهم آثار تعذيب شديدة، بعد فرارهم من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة”، ليجدو لدى “المنقذ” ما هو أبشع وأمر:

ومن جهته قال ممثل شيوخ عشائر الفلوجة فلاح العيساوي، لمراسل “الخليج أونلاين”: إن ما حدث وما زال يحدث حتى اللحظة من انتهاكات مروعة بحق المدنيين العزل الفارين من المعارك “كشفت مدى طائفية هذه المليشيات، وما تضمره لسكان المدينة السُّنة”.

وأضاف أن “الأعمال الانتقامية التي تقوم بها المليشيات بحق أهالي الفلوجة تزداد يومياً، مع ارتفاع وتيرة المعارك وسقوط ضحايا أكبر من المليشيات”.

ودعا العيساوي الحكومة العراقية لإنقاذ نحو 50 ألف شخص من أهالي الفلوجة لا يزالون محاصرين داخل المدينة يخشون الخروج منها.

وبدوره أقر تحالف القوى العراقية بقيام مليشيات الحشد الشعبي بـ “أعمال انتقامية” في مدينة الفلوجة، محذراً من خطورة الجرائم التي ترتكب على أساس طائفي.

وقال التحالف في بيان حصل “الخليج أونلاين” على نسخة منه: إن “مليشيات منفلتة قامت بارتكاب جرائم قتل وخطف طالت المدنيين الفارين من مدينة الفلوجة”، محذراً الحكومة من التغاضي عن تلك المليشيات، كما حذر من استمرار هذه الممارسات الخطيرة والمرفوضة شرعاً وقانوناً، وعدم محاسبة مرتكبيها.

وطالب التحالف الحكومة العراقية بالتدخل لحماية المدنيين، مشيراً إلى أن ما حدث في الفلوجة يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*