الرئيسية / محليات / العادات الكويتية بين الفرحة والأصالة والتعاضد

العادات الكويتية بين الفرحة والأصالة والتعاضد

يعتز أهل الكويت منذ القدم بالعادات والتقاليد التي توارثوها عن الاباء والأجداد لاسيما تلك المرتبطة بالمناسبات الاجتماعية والدينية ويحرصون على التمسك بها وممارسة طقوسها البسيطة التي تبث مشاعر الفرح والسعادة في المجتمع وتعزز تكاتفه وتعاضده.
ولم يدع الكويتيون قديما مناسبة أو ذكرى سواء كانت اجتماعية او دينية إلا واعتبروها فرصة للاحتفال والتعبير عن الفرح والبهجة من خلال الطقوس الخاصة بأي من هذه المناسبات.
ولعل مراسم الزواج من ابرز المناسبات الاجتماعية عند اهل الكويت قديما والتي لها طقوس معينة مستمدة من العادات والتقاليد حيث كانت تتم على أربع مراحل تبدأ بالخطبة تتلوها (الدزة) وهي تقديم المهر والهدايا ثم تأتي (الملجة) اي عقد القران ليلة العرس أوالزفاف وتختتم ب(الصباحية) اي صباح يوم الاحتفال بالزواج.
وكان جميع أفراد الأسرة والأقارب والجيران يشتركون في التحضيرات لحفل الزواج من خلال شراء الحلي والسجاد والزينة والفرش بالإضافة إلى إعداد الطعام ودفع أجرة الفرقة الشعبية التي تحيي الحفل.
ومن المناسبات الاجتماعية التي كان يحتفل بها الكويتيون أيضا (عودة البحارة والغواصة) حيث كان الرجال العاملون على متن سفن التجارة والغوص لكسب الرزق يخوضون رحلات تمتد لعدة اشهر بما تحمله من مخاطر وكان اهاليهم يستعدون لاستقبالهم والاحتفاء بهم عند عودتهم من خلال الفرق الشعبية والمجموعات التي تردد اهزوجة “توب توب يا بحر ..أربعة والخامس دخل”.
وهناك أيضا (النون) وهو تقليد شعبي جميل يقام عندما يتحقق امر نذرت (ربة البيت) له نذرا حيث تحتفل بتحقق النذر بدعوة الجيران والأقارب والصديقات مع أطفالهن للاحتفال بهذه المناسبة وتقوم بنثر خليط من المكسرات والحلويات عليهم مما اكسب هذا التقليد طابع الفرح الطفولي لتهافت الاطفال على (النون).
ومن العادات القديمة ايضا (الناصفوه والسهر) والناصفوه يأتي موسمها في منتصف شعبان وأما السهر فيكون ليلة ذلك اليوم حيث يسهر الاولاد على شكل مجموعات في مكان أو بيت ويقدم كل منهم شيئا من المال لشراء المأكولات ليقضوا وقتهم في جو من المرح والسعادة حتى الصباح.
أما مراسم العزاء فكانت العادات المتعلقة بالجنازة قديما ولا تزال تتميز ببساطتها إذ ابتعد الكويتيون عن المبالغة في إظهار الحزن لأن الموت من أمر الله والمبالغة في إظهاره يعد معارضة لمشيئته سبحانه وتعالى وكان يتم غسل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه حسب الشريعة الإسلامية قبل غروب الشمس في يوم الوفاة.
اما المناسبات الدينية فقد احتفظت بمكانتها التقليدية ومن أبرزها المولد النبوي الشريف والإسراء والمعراج ورأس السنة الهجرية فكان يقرأ القرآن وتنشد المدائح وتقدم الملابس والنقود للفقراء والمساكين ويحتفل بكل مناسبة على حدة ليوم واحد فقط.
وأما عيدا الفطر والأضحى فكان الكويتيون يحتفلون بهما لمدة ثلاثة أو أربعة أيام وتتجلى مظاهر الاحتفال بهما بالاستعداد لتنظيف وترتيب المنازل وصنع بعض الحلويات الشعبية وتجهيز الملابس الجديدة كما يقوم المتخصصون بصنع الألعاب للأطفال.
وهناك ايضا مناسبات فرعية لدى اهل الكويت كانوا يمارسون طقوسها قبل وبعد عيد الفطر مثل يوم (القريش) وهو اليوم الأخير من شهر شعبان حيث تذهب النساء وأطفالهن إلى البحر للاغتسال استعدادا لاستقبال رمضان وهو فرصة للأطفال لقضاء وقت جميل في الهواء الطلق والسباحة والمرح.
أما في ليالي رمضان فجرت العادة على فتح الدواوين طوال الشهر لتقديم موائد الإفطار وكان يتواجد فيها قارئ للقرآن.
ويتخلل شهر رمضان عادة (القرقيعان) وهي عبارة عن احتفال بقرب انتصاف الشهر وتبدأ من الليلة الثانية عشرة من رمضان ولمدة ثلاث ليال حيث يترقبها الأطفال الذين يطوفون على البيوت معلقين على صدورهم أكياسا من القماش لوضع ما يحصلون عليه من الحلويات والمكسرات التي تقدم في هذه المناسبة.
ويعد الحج من المناسبات الدينية المهمة حيث كان أهل الكويت قديما يتوجهون إلى الحج على ظهور الجمال ذهابا وإيابا فتجد الناس يترقبون وصولهم بلهفة وشغف وذلك لما تنطوي عليه رحلة العودة من مخاطر والتي قد تستغرق شهرا أو أكثر حيث يعود الحجاج ومعهم الهدايا مثل الخواتم و(القلايد) و(العقل) و(البشوت) وغيرها.
ومن المناسبات أيضا (التهليل) وتقام عندما يحدث خسوف للقمر أو كسوف للشمس اذ كان الناس يتخوفون من هاتين الظاهرتين فيخرجون مع الاولاد يحملون المصاحف ويرددون الأدعية.
تلك كانت بعض المناسبات التي عاشها الآباء والأجداد وامتزجت بتاريخ الكويت وامتدت الى الجيل الحالي حيث لا يزال الكويتيون يمارسون طقوسها التي اختلطت بأفراحهم وأحزانهم.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*