الرئيسية / محليات / حمد وسالم السهيل يرويان ما حلّ بوالدهما: اختار طائرة الليل ليبتعد عن الزحمة فخطفه الموت في «المصرية»

حمد وسالم السهيل يرويان ما حلّ بوالدهما: اختار طائرة الليل ليبتعد عن الزحمة فخطفه الموت في «المصرية»

 

بدموع الحزن على فقدان الاب الحنون الذي كان يستظل أبناؤه به عند الشدائد، والذي كان يتحمل همومهم ويحل مشاكلهم بحكم خبرته في الحياة، تحدث المواطنان حمد وسالم عن تفاصيل حادثة وفاة والدهما عبدالمحسن السهيل في الطائرة المصرية قبل أيام ولحظات الرحلة الأخيرة.
« وقال الابن الأكبر حمد : «غادرت عائلتي الكويت والمكونة من والدي المرحوم ووالدتي و6 من الاولاد والبنات إلى باريس لعلاج بدر (28 عاماً) ومحمد (19 عاماً) وهما من ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ لديهما إعاقات ذهنية وجسدية ، أما والدتي فكانت مرافقة لشقيقي المعاقين ولم تكن في رحلة علاج».
وتابع حمد: «والدي كان يعمل مديراً في الهيئة العامة للاستثمار ومسؤولاً عن مشاريع الهيئة في مصر والسودان، لذا فهو كثير السفر إلى مصر لحضور المؤتمرات، كما اننا نملك شقة في القاهرة، وقد كلف والدي رحمه الله لحضور مؤتمر في القاهرة ليومين على أن يعود للكويت، وبعدها يرجع إلى باريس لاستكمال العلاج، حيث كان مقرر عودتنا جميعا في 3 أغسطس المقبل بعد موافقة الطبيب على انهاء العلاج».

وأضاف حمد: «في يوم السفر كانت هناك طائرتان متجهتين إلى القاهرة، الاولى في الصباح والأخرى في الليل، فاقترحت على والدي ان يسافر صباحا حتى يصل الظهر ويرتاح ويحضر المؤتمر في اليوم الثاني، لكنه رفض الفكرة وقال لي (ان رحلة الليل افضل وتبعدني عن زحمة القاهرة في النهار)، وجهز حقيبته بأغراضه الشخصية لان لديه ما يكفيه في شقته الكائنة في القاهرة، فلم يأخذ الا الاشياء الضرورية، وودعناه في تمام التاسعة مساء، وكعادته أوصاني ووالدتي بإخواني وخصوصا المعاقين بدر ومحمد، فقد حضنهما إلى صدره واخذ يكثر من النظر اليهما وكأنها النظرة الاخيرة له»… (فبكى حمد ولم يستطع إكمال الحديث).

وتحدث الابن الثاني سالم (21 سنة) عن لحظة تلقيهم الخبر، فقال إنه «في تمام الساعة 6 صباحاً من يوم سقوط الطائرة، استعددنا للذهاب إلى المستشفى، فسألتني والدتي (غريبة ابوكم ما اتصل وابلغني بوصوله كالعادة… واتصل عليه لكن هاتفه مغلق)»، فقمت بالاتصال بصديقه المصري (البحيري) في القاهرة، فقال لي (يا ابني الطائرة اللي جايه من باريس وعليها ابوك مفقودة… وما فيش اي اخبار عنها)، فاتصلت مباشرة بالسفارة الكويتية في باريس، حيث أكدوا لنا خبر سقوطها، فكان مصاباً وألماً كبيراً علينا… فتوقف بدر عن الحديث والعبرة والدموع ملأت عينيه.
وعاد حمد إلى استكمال حديثه، فقال «قدم مسؤولو السفارة الكويتية في باريس العزاء لنا، وقاموا بجهود كبيرة من خلال مرافقتي إلى الخطوط الجوية الكويتية وحجز تذاكر عودتنا، ودفعوا قيمتها كاملة بالرغم من عدم وجود أماكن للعودة، وأوصلونا إلى المطار واطمأنوا علينا حتى وصلنا الكويت في تمام الساعة السابعة من مساء أول من أمس». كما قدّم حمد الشكر إلى سفارة دولة الكويت في القاهرة على سؤالها وكل من حضر لتقديم واجب العزاء.
وتوجّه حمد بالشكر إلى ادارة العلاج بالخارج،«والتي اكدت لنا عن طريق القنصل الصحي في باريس بامكانية استئناف علاج شقيقي المعاقين متى ما ارادا ذلك».
وعن مشاعر أفراد العائلة إزاء مصابهم الجلل، قال حمد إن «والدتي لديها ايمان قوي بقضاء الله وقدره، أما شقيقاي فقد كان والدي عطوفاً عليهما ومرتبطا بهما جدا ولا يأكل الا معهما واذا تعب او اشتكى أحد منهما فكانا لا يرتاحان الا بحضن والدي، وحتى الان لا يعرفان بوفاته ولكن نظراتهما تدل على سؤالهما عنه».

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*