جريدة الحقيقة الإلكترونية
على الرغم من عدم احتواء الكويت على مساحات خضراء واسعة ومزارع وغابات وأشجار كثيفة أو أزهار متنوعة لكنها استطاعت عبر عدد من المهتمين وضع بصمة مهمة في إنتاج العسل على المستويين الإقليمي والعربي.
وتتضح معالم ذلك الاهتمام بإنتاج العسل من خلال عدد من النحالين الذين تخصصوا في هذه المهنة لسنوات طويلة وأتقنوا مهاراتها كافة وانعكس ذلك على إنتاجهم المتميز من أنواع عديدة من العسل نجح بعضها في تحقيق جوائز عالمية.
وأكد مساعد الأمين العام لاتحاد النحالين العرب ورئيس مركز أبحاث النحل بالنادي العلمي الكويتي توفيق عبدالله المشاري اليوم الجمعة أن دولة الكويت تحتضن 10 آلاف خلية نحل منتشرة على البيوت والمزارع والمدارس.
وقال المشاري إن الدورات العلمية التي يقدمها النادي العلمي سنويا عن تربية النحل جعلت الأعداد آخذة في تزايد مستمر حتى وصل العدد الاجمالي الى 500 نحال وهاو في تربية النحل.
وأضاف أن إنتاج العسل في الكويت يكون على فترتين سنويا حيث يبدأ الهواة خلال شهر مارس بوضع الخلايا ويحصدون الإنتاج في شهر يونيو الذي يستخرج من أشجار الكينا والأزهار المتنوعة التي تظهر في الربيع في حين تبدأ الفترة الثانية في سبتمبر ويتم الإنتاج في ديسمبر ويكون منتجا من شجر السدر والبرسيم.
وأوضح أن العسل الكويتي يمتاز بجودته العالية لأنه ينتج من أشجار السدر لافتا إلى فوز الكويت بالميدالية الذهبية عن عسل السدر الكويتي الذي يعتبر أفضل عسل مستخرج ومعبأ في العالم خلال مؤتمر دولي عقد في كوريا الجنوبية في شهر سبتمبر الماضي.
وعن المشكلات التي يتعرض لها مربو النحل أفاد بأن المشكلة الأهم تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف والتي تقضي على معظم النحل والطيور الربيعية وخصوصا طائر الوروار (الخضيري) آكل النحل وبعض الحشرات بالإضافة إلى جهل بعض المربين بقواعد وأصول تربية النحل.
وأكد المشاري أن انتاج الكويت من العسل سنويا يبلغ ما بين 25 و 35 طنا سنويا حيث يشكل الإنتاج المحلي من العسل تقريبا 25 في المئة من حاجة المستهلكين لذا تستورد الكويت باقي حاجتها من العسل من مختلف دول العالم مبينا أن سعر العسل الكويتي يتراوح بين 10 و 30 دينارا للكيلو الواحد.
من جهته قال أحد أصحاب المناحل بدر يوسف بن حسين الرومي من سكان منطقة (العديلية) ل(كونا) إنه استطاع بعد تجارب عديدة استمرت سنوات طويلة أن ينتج نوعين متميزين من العسل هما عسل السدر المخلوط مع الورد وعسل الزهور والحمضيات.
وأضاف الرومي أن هذين النوعين يمتلكان مواصفات عالية ومتميزة جدا وبنسبة نقاوة تبلغ 100 في المئة وفق ما أثبتته تجارب المختبرات المتخصصة التي قامت بفحص إنتاجه مشيرا إلى أنه لا يغذي النحل بالماء والسكر.
وأوضح أنه بدأ في تربية النحل وإنتاج العسل قبل نحو 20 سنة كهواية وجاءت الفكرة بوضع 4 صناديق من خلايا النحل في البداية الى أن وصل حاليا إلى 21 خلية نحل تنتج سنويا نحو 220 كيلوغراما يتم جنيها على مرحلتين صيفا وشتاء وفي كل مرحلة ينتج حوالي 110 كيلوغرامات من العسل الطبيعي.
وذكر أن ذلك الإنتاج يتم توزيعه على عدد من الأقارب والأصدقاء بصورة هدايا دون أن يتوسع ذلك إلى إنتاج تجاري يستهدف الربح والتكسب مشيرا إلى سعادته الغامرة عند جني العسل الصافي الذي يعتبر علاجا طبيعيا لجميع الأمراض وخصوصا كبار السن.
وبين أنه يستورد خلايا النحل من مصر والخلية الواحدة فيها أكثر من 500 نحلة مع الملكة ويتراوح سعرها حاليا حول 24 دينارا للخلية الواحدة لافتا إلى أن النحل المصري هو أفضل أنواع النحل الملائم لمناخ الكويت.
وأشار إلى أنه من الأفضل أن تكون خلايا النحل قريبة من البساتين والحقول وأن تكون منعزلة عن الطريق العام حتى لا تؤذي المارة وأن تكون بعيدة عن الحظائر ذات الرائحة الكريهة.
وأفاد بأن من الأفضل أن توجد تلك الخلايا تحت ظل الأشجار لحمايتها من الحرارة مؤكدا أنه إذا ما توفر لها الأمان والحماية فإن انتاجها من العسل الطبيعي سوف يزيد.
يذكر أن عسل النحل الطبيعي يعد من أفضل العناصر الغذائية المهمة في صحة الإنسان كما أقر العلم الحديث الموروث الحضاري حول كون عسل النحل مضاد حيوي طبيعي ومقويا لجسم الإنسان (يقوي جهاز المناعة الذي يتولى مقاومة جميع الأمراض) وله خصائص مثبتة في علاج الحروق والجروح وكثير من الأمراض الأخرى.
ويتم تصنيع العسل من رحيق الأزهار الذي تجمعه النحلات العاملة من الأشجار والزهور المتنوعة والمنتشرة في حدود المراعي حول المنحل وخارجه قد تصل لمسافة 5 كيلو مترات.
