الرئيسية / عربي وعالمي / انتخابات التجديد النصفي الأمريكية.. جميعهم يتحسسون مقاعدهم

انتخابات التجديد النصفي الأمريكية.. جميعهم يتحسسون مقاعدهم

استطلاعات الرأي تعد أسهل طريقة لوضع احتمالات ما قد يحدث في انتخابات التجديد النصفي الأمريكية الشهر المقبل، لكن الكاتب والمحلل هنري أولسن يرى أن هناك أدلة عدة يمكن للمراقبين الأذكياء أن يستكشفونها لمعرفة ما يحدث حقاً داخل الدوائر المغلقة في الكونغرس.

وعرض هنري أولسن في تقرير بصحيفة “واشنطن بوست”، ثلاث مؤشرات تكشف ما قد تخفيه الانتخابات النصفية الأمريكية خلال الأسبوعين المقبلين.

وقال أولسن إن “المكان الذي تضع فيه الأحزاب أموالها يعد دليلاً كبيراً على اتجاه الانتخابات، إذ يتم الدفع مقابل العديد من الإعلانات التلفزيونية أو الرقمية التي تشاهدها لجان الحملة التي يسيطر عليها الحزب بدلاً من المرشحين.

وأضاف أنه “من الصعب الفوز في الانتخابات دون تلقي الدعم من هذه المجموعات، لأن معظم المرشحين ببساطة لا يستطيعون جمع المبالغ الضخمة من الأموال اللازمة للحفاظ على أسابيع من الإعلانات باهظة الثمن”.

قطع التمويل

وذكر كبير زملاء مركز الأخلاق والسياسة العامة، أنه “يتم الإنفاق على كلا الحزبين بشكل كبير في المقاعد أو الولايات المستهدفة لأسابيع. لكن لا يبقى الحال كما هو، إذ أنه في حال اعتقدت مجموعات الدعم أن الملايين التي أنفقت بالفعل لم تحرك الناس بشكل كافٍ، فقد يقطعون بلا رحمة مرشحاً لنقل مواردهم إلى السباقات التي يعتقدون أنها يمكن أن تحدث فرقاً”.

تصف مجموعات الحملة هذا الإجراء بأنه “الفرز” وتعتبره علامة واضحة على تخليهم عن السباق لأنهم لا يعتقدون أن مرشحهم يمكن أن يفوز، بحسب التقرير.

وقام كلا الحزبين بالفعل بفرز عدد قليل من السباقات. فقبل أسابيع، قطع الجمهوريون عن آر جي ماجويسكي، مرشحهم في منطقة الكونغرس التاسعة بولاية أوهايو، كما سحبوا قوتهم من دون بولدوك المرشح لمجلس الشيوخ عن نيو هامبشاير الجمعة.

يسحب الديمقراطيون الالتزامات في عدد من مقاعد مجلس النواب التي لم يعودوا يعتقدون أنهم يستطيعون الفوز بها، كما يقول أولسن.

سحب التمويل

وأشار الكاتب إلى أن هذه العملية “قد تشهد تصاعداً خلال هذا الأسبوع، إذ لم يتبق سوى أسبوعين قبل يوم الانتخابات، وكل إعلان يتم بثه في سباق ميؤوس منه يكلف الحزب فرصة في مكان آخر يمكنه الفوز فيه، لذا راقب عن كثب أين تسحب الأطراف التمويل”.

وقال: “إذا بدأ الديمقراطيون في مجلس النواب في سحب الإعلانات لدعم بعض منافسيهم لشاغلي الحزب الجمهوري، فهذه علامة على أنهم يرون أن ميدان اللعب يتحول بعيداً عنهم”.

من ناحية أخرى “إذا قام الجمهوريون في مجلس الشيوخ بقطع التمويل في أحد السباقات شديدة التقارب مثل سباقات مجلس الشيوخ في ولاية بنسلفانيا أو جورجيا، فسيكون ذلك علامة على أن جودة المرشح المنخفضة تثبت استحالة التغلب عليها”، بحسب أولسن.

“إغراق المنطقة”

أما الدليل الثاني بحسب أولسن هو “الجانب الآخر من الفرز.. إغراق المنطقة، إذ سيبدأ الطرف الذي يشعر بتحريك الموجة الكبيرة في الاستثمار في الأماكن التي بدت بعيدة المنال في وقت سابق، ولكنها قد تكون الآن ضمن النطاق الساخن. فلدى الجمهوريين في مجلس النواب الكثير من تلك المقاعد في الأفق، وعادة ما تكون المقاعد التي فاز بها (الرئيس الأمريكي) جو بايدن بنسبة 10 إلى 15 نقطة في عام 2020 والتي تضم أعداداً كبيرة من ناخبي الطبقة العاملة”.

وأضاف أنه “إذا دفع الجمهوريون الأموال فجأة إلى أماكن مثل منطقة الكونغرس رقم 13 في إلينوي، أو المنطقة الرابعة في ولاية أوريغون، فهذا يعني أنهم يعتقدون على الأرجح أن المد والجزر يتحول لصالحهم. من جانبهم، يمكن للديمقراطيين في مجلس الشيوخ الاستثمار لمقعد مجلس الشيوخ في أوهايو أو فال ديمينجز عن فلوريدا”.

الإعلان النهائي

وأخيراً يقول أولسن إن “الدليل الثالث يأتي مما تقوله الحملة – الإعلان النهائي، إذ أن كل حملة تقريباً تخبئ في جعبتها شيئاً يمكن أن تقوله عن المعارضة لكنها لم تطلقه بعد لأنها تخشى كيف سينتهي بها المطاف في العملية الانتخابية، وعندما تصبح الحملة مقتنعة بأنها ستخسر دون أن تحدث تغييرات دراماتيكية في السباق، تخرج بحملتها الأخيرة”.

وتأتي الحملات الأخيرة مثل “فعل يائس غير قابل للتصديق إلى حد بعيد أو محاولة ربط الخصم بشخصية لا تحظى بشعبية كبيرة بناءً على أدلة واهية”، وفق أولسن.

وأشار الكاتب إلى أن “أسبوعين الأخيرين من الانتخابات مليئين دائماً بالصخب والغضب، وإلى جانب الاستطلاعات، تتيح هذه المؤشرات الـ3 تمييز الإشارة والتوصل لاستنتاجات عميقة تكون صائبة في كثير من الأحيان”.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*