الرئيسية / كتاب وآراء / أحمد الجارالله يكتب : بحرين الحداثة والعصرنة والسلام

أحمد الجارالله يكتب : بحرين الحداثة والعصرنة والسلام

تميزت البحرين تاريخياً بكونها ملتقى حضارياً بين الأمم، مستندة بذلك الى إرث من الانفتاح والمرونة في العلاقات الدولية، إضافة الى نهجها المتميز في المبادرات السلمية، لذلك فإن احتفالها هذه السنة بالعيد الوطني له دلالة عميقة في نهج السلام الذي تؤمن به قيادتها، وتترجمه أفعالاً على كل المستويات، بدءا من منتدى البحرين السنوي الذي تحول محطة حوار عالمية، وملتقى لتقريب وجهات النظر بين الافرقاء كافة، وصولاً الى البنية التحتية المالية التي جعلت من المنامة مركزاً مالياً دولياً.

في كل هذه النجاحات كانت هناك رؤية ترسخت عبر سنوات من تصميم الملك حمد بن عيسى آل خليفة على إثراء التحديث والتطور بالبناء، وهو النهج الذي بدأ منذ العام 1971 مع الاستقلال عن بريطانيا، وتعبيراً عن ذلك كانت البحرين طوال العقود الماضية متنفساً للجميع، من دون أي قيود أو تمييز، بل من القوانين المتطورة في المشاركة الشعبية وحق التصويت للمقيمين بالانتخابات البلدية، على اعتبار أن خدمات السلطات البلدية تقدم للجميع، من مواطنين ومقيمين.

يسجل للملك حمد بن عيسى أنه رسم منهجية عمل متطورة انعكست بسلسلة من الإنجازات السياسية والاقتصادية، وكان الدور الكبير في هذا الشأن لفقيد البحرين والعرب، الأمير خليفة بن سلمان بن حمد آل خليفة، رحمه الله، حيث عمل على تنمية المملكة طوال العقود الخمسة التي تولى فيها رئاسة مجلس الوزراء، والذي قال عنه العاهل البحريني:” كان نعم العون والسند لنا ولوالدنا من قبلنا ولأهل البحرين الكرام. وستبقى رحلة عطائه الحافلة بالإنجاز الممتد الذكرى المشرقة والتذكار المشرّف بدروسها المتجددة لمعاني البذل المخلص والعمل الجاد التي تجسدها فصول بناء هذا الوطن، والذي يزهو بإنجازاته ويرتقي في مقامه”.

لقد استطاعت المملكة في غضون سنوات قليلة التغلب على أصعب التحديات التي واجهتها، أكان عبر عمليات تخريب وإرهاب نفذها نظام الملالي الايراني التوسعي عبر شراذم من العملاء، أو في مواجهة جائحة “كورونا” وتميزها في تحويل هذا التحدي فرصة للانطلاق مجدداً.

ولأن الحكم استمرارية والتنمية سلسلة من الإنجازات والتطلعات والخطط، فإن ما ينتظر البحرين حالياً الكثير من العمل، وهو ما أكده ولي العهد الأمير سلمان بن حمد في كلمته التي ألقاها عند توليه السلطة التنفيذية الشهر الماضي أكان لجهة تأكيده المثابرة على” مسيرة الإصلاح والتحديث الشامل الذي يقوده الملك حمد”، أو ما يتعلق بالتطور الاقتصادي، بـ”ترسيخ التنافسية، وخلق الفرص، ما يعزز الثقة بأن البحرين ستكون من ضمن أفضل الحكومات في العالم أداءً ونمواً وشفافية ومراقبة وعدالة”.

ما ينتظر المملكة في المرحلة المقبلة الكثير من التطورات الإيجابية لا سيما بعد دخولها مرحلة السلام مع مجموعة من الدول العربية في التطبيع مع إسرائيل، لذا حين نقول إن الاحتفال بالعيد الوطني البحريني هذه السنة له دلالات كبيرة فلأنه يؤسس لمستقبل أكثر عصرنة وتحديثاً، وهو ما يجب أن تعمل من أجله كل دول “مجلس التعاون” الخليجي دون استثناء.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*