الرئيسية / كتاب وآراء / أحمد الجارالله يكتب | رسالة “الخليجي” وتهديدات نظام طهران

أحمد الجارالله يكتب | رسالة “الخليجي” وتهديدات نظام طهران

مرة جديدة، تثبت دول “مجلس التعاون” الخليجي حسن نواياها تجاه إيران، من خلال إدانتها اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، بكونه عملاً إرهابياً مخالفاً للأعراف الدولية، وهو ما يمكن اعتباره رسالة سلمية الى نظام الملالي كي يغير سيرته مع هذه الدول، ويخرجها من نطاق تهديداته التي يكررها صباح مساء.

رغم أن المشروع النووي العسكري الايراني يمثل تهديداً وجودياً لدول الخليج، وبالتالي وقفه والسعي الى تحييد المنطقة من الكوارث المحتملة هو ضرورة إنسانية، قبل أن تكون سياسية، ورغم أن المجتمع الدولي يجمع على عدم السماح لنظام أثبت طوال أربعين عاماً بسلوكه السياسي والأمني الشاذ أنه غير أهل للثقة، ليس في هكذا نوع من المشاريع فقط، بل في أي مشاريع عسكرية أخرى، وفقدانه المصداقية، لكن هناك فرصة، ولو إقليمياً، خصوصاً في علاقته مع دول الخليج، كي يثبت حسن نواياه، ويترجم المواقف التي أعلنها بعض قادته حيال التطلع الى علاقات “جيرة سلمية وتعاون مع الجيران” سلوكاً طبيعياً سلمياً.

أمام طهران فرصة حقيقية، اليوم، كي تتخلى عن لغة الاستفزاز التي تستخدمها ضد جيرانها، فلا تكافئ هذه الدول على موقفها السلمي هذا، برد إرهابي، أكان من خلال تحريك عصاباتها الطائفية في البحرين والإمارات، أو بـ “خلية عبدلي” ثانية في الكويت، أو بجعل عصابة الحوثيين تزيد من إشعال نيران الحرب عبر إرسال مزيد من الصواريخ الإيرانية لقصف المملكة العربية السعودية، أو أن تعيد إعمال سكاكين ميليشياتها المذهبية في العراق لذبح مزيد من السنة والشيعة الوطنيين، وتأجيج الوضع هناك.

في هذه العملية المستنكرة، عربياً وخليجياً، لم تؤيد دولة في الشرق الأوسط، باستثناء إسرائيل، هذا النوع من أعمال العنف لأنها تستشعر التبعات السلبية لهذا النوع من العمليات، فقد عانت منها سابقاً من خلال الجرائم الارهابية والتخريبية التي ارتكبتها خلايا إيران في الكويت والسعودية والامارات والبحرين، وتدرك بالتالي أن ذلك السلوك لا يمكن تبريره، ولن يؤدي إلا إلى المزيد من التوتر والحروب والمناوشات، والتخلف على المستويات كافة، والمزيد من الخسائر الاقتصادية.

لقد عملت هذه الدول منذ أربعين عاماً على مواجهة السلوك الارهابي  لنظام الغرور الطاووسي المهترئ بالحسنى، والمزيد من المواقف السلمية، بل السعي الأمين إلى إقامة أفضل العلاقات معه، لأنها تدرك من خلال الحكمة التي تتمتع بها قياداتها أن أي توتر في الإقليم يعود عليها وعلى شعوبها بمزيد من الخسائر هي في غنى عنه، لكن للأسف كانت تقابل دائماً تلك السلمية بالتعنت والمزيد من التهديدات، بل التباهي الفارسي بتصدير ما يسمى “ثورة” هي في الحقيقة سعي الى التوسع لاستعادة مجد إمبراطوري اندثر منذ مئات السنين.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*