الرئيسية / كتاب وآراء / حب تتجاوزه الأجساد ،،، بقلم / سهله المدني

حب تتجاوزه الأجساد ،،، بقلم / سهله المدني

لا تشبه اي امرأة فهي تميزت بحروفها التي سيطرت بها على قلوب أكبر الأدباء في عصرها فثقافتها ميزتها عن بقية النساء وجعلت لها بصمة في قلوب من أسرتهم حروفها وجعلتهم يقفوا أمام كل حرف تكتبه ذليلين خاضعين له ومؤمنين به، فهي(مي زيادة) لا تشبه اي امرأة فحبهاللشعر وحبها لتعلم لغات متعددة وموهبتها جعلوا منها أديبة عظيمة يكتبها التاريخ ويخلدها حتى بعد موتها فما تكتبه جعل منها تظل خالدة ، فثقافتها واتقانها لي 9لغات جعل منها تتعمق في أدب كل دولة وتقرأه بقلبها وتتقمص بعض منه فيما تكتبه فلم تكتفي بإتقان اللغات بل أيضا تعمقت في أدبها ،رغم كثرت عشاقها ورغم أنها كانت علامة كبيرة في زمنها بقيت وحيدة وتعيش على حب كان على الورق ،فالذي احبته لم تراه ولم يحدث بينهم سوى بضع رسائل وكانت حروفهم متقاربة ولكن كانت أجسادهم واقدارهم متباعدة وبقيت تعيش على رسائل تظهر وتختفي فجأة، فهي احبته حب عذري فما تكتبه كان يعبر عن مافي أعماقها له ولم تراه ولم يلمس يدها فهي كانت عاشقة لى ما يكتبه فهو أديب كبير كان بالنسبة لها وهو كان كل شيء في حياتها ولم تعشق رجل غيره فهو احبها وبادلته الحب فهو عشقها وكان حبه لها حب عذري ، و ماتت أعماقها وذبلت روحها ولم يتبقى منها شيء فهي شبه ميتة فموته جعلها تعيش الحزن والوحدة وتعالجت في الطب النفسي وفقدت توازنها العقلي والروحي فموته جعلها تموت معه ولم يتبقى منها سوى جسد يراه الجميع ويعتقد بأنها حية ولكن في داخلها هي ميتة،ذبلت ولم يتبقى معها سوى رسائله لها فهي اسيرة للأدب وعاشقة لى حب لن يرى النور ولن يكون له وجود فما تبقى منه سوى ذكريات مضت ولن تعود ولكن رغم هذا كله فهي مخلدة في قلبها وتعيش معها وتسيطر على أفكارها ، فحبهم تجاوز اي قصة حب فلم يكن هناك قصة يخلدها التاريخ بعد عنتر و عبلة وكثير من العشاق سوى قصتهم التي كانت مختلفة عن بقية القصص والتي أثبتت بأن هناك حب عذري فكل واحد منهم لم يرى الآخر ولم يتحدث معه فكانت أرواحهم متقاربة رغم ان أجسادهم متباعدة جدا ولكن هذا لم يمنع بأن يقعوا في الحب فهو ليس له مكان ولا زمان فهو يأتي فجأة مثل الموت دائما يأتي فجأة ولا يعلم أحد متى سيحدث هكذا هو ، فكانت الهدف من علاقتها به هي بأنها تريد تطوير فكرها وتوسيع ثقافتها الأدبية معه وكانت في ذاك الوقت تمتلك شهرة واسعة وكان هو أيضا يمتلكها وبدأت المراسلة معه بعد كتابته لقصة (الأجنحة المتكسرة ) والتي نشرها عام 1912 ولم تكن تتوقع بأن تقع في حبه فهو الأديب الكبير( جبران خليل جبران )و بقية تخفي مشاعرها وتتظاهر بأنه ليس إلا أديب تريد ان تجمعها معه بعض الرسائل لكي تزيد من ثقافتها ومعرفتها للأدب أكثر وتعمقه فيه من خلال التواصل معه وبدأت تهرب منه وتكتم مافي داخلها وبعد مضي 12عام أخرجت مافي جعبتها له وأخبرته بأنها تحبه، واستمر حبهم 20عاما، وهذا جزء من رسالة مي زيادة إلى جبران خليل جبران :ما معنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعني به، ولكني أعرف أنك محبوبي ،وأني أخاف الحب ،أقول هذا مع ان القليل من الحب الكثير ، الجفاف والقحط واللاشيء بالحب خير من النزر اليسير ،كيف أجسر على الافضاء إليك بهذا ؟ وكيف افرط فيه؟ لا أدري.
الحمدالله اني اكتبه على الورق ولا اتلفظ به لأنك لو كنت الآن حاضرا بالجسد لهربت خجلا بعد هذا الكلام ،ولا اختفيت زمنا طويلا ، فما ادعك تراني إلا بعد ان تنسى.
الحب يظهر في كل القلوب حتى في قلوب الأدباء العظماء فهم أقرب إليه من غيرهم فخيالهم غصب في الكتابة ومشاعرهم يسيطر عليها ما تقرأه عيونهم وتفهمه اعماقهم فلا الشهرة التي وصلت إليها جعلت قلبها ميت وهو أيضا شهرته لم تجعله يكف عن حبها و عن الكتابة لها فقلوبهم جمعها حب وعشق الأدب وجمعها أيضا حب صادق ونقي أثبت وجوده رغم كثرت عشاقهم .

سهله المدني

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*