قالوا قديما النظر إلى الوراء يؤخرنا عن السير قدما إلى الأمام لتحقيق أهدافنا..
لكن لكل مقولة كما لكل قاعدة شواذ ..
لأننا بشر و لسنا ملائكة و لأن الحياة مدرسة فإننا نخطأ تارة و نصيب تارة أخرى لكي نستفيد من دروسها.هي المدرسة الوحيدة التي ندخلها بدون إرادة منا و المدرسة الوحيدة التي لا إجازات فيها ،نتم ننهل من علمها العمر كله ..و هي أيضا المدرسة الوحيدة التي نفهم و نستوعب دروسها خلال الامتحانات و بعدها ..و نتعدى مرحلة الفهم و الإستيعاب بالنظر إلى الوراء و مراجعة تلك الدروس لتخزين مفاهيمها و قراءتها بعدما خطت على رمال حياتنا ،قراءة متمعنة لا تؤخرنا عن حاضرنا و لا عن الاستعداد الجيد لمستقبلنا ..
نأخذ منها خلاصة الخلاصة لتكون زادا يتغذى عليه يومنا و غدنا و بذلك لا نجعل عثرات البارحة حواجز تعطلنا ..لأن الاخفاق في الماضي لا يعني أن نحول الحاضر إلى ساحة نجلد فيها ذاتنا ..
و لا بأس من أن تكون أحداث الأمس بكل نجاحاته و خيباته و أرباحه و خسراته و انتصاراته و انهزاماته و أفراحه و أحزانه مرجعا مهما نتفحص خطوطه العريضة و عناوينه المهمة (و إن لزم الأمر مضامينها)..ليكون هذا المرجع البوصلة التي توجهنا بدرب الحياة ..
الإنسان تاريخ يسطره بكل ما يحصل معه من أحداث و ما يصنعه من أفعال..و كما ندرس تاريخ الأمم لننهل منه المعرفة و الموعظة ، على كل إنسان أن يتمعن تاريخه الذي خطه خلال سنوات عمره الماضية لينهل منه أيضا المعرفة و الموعظة اللتان يساعدانه على إتقان بناء الحاضر و المستقبل ..