الرئيسية / كتاب الحقيقة /  ‎“ أنت و المتجر ” … بقلم : عبدالعزيز الشعبان

 ‎“ أنت و المتجر ” … بقلم : عبدالعزيز الشعبان

من أين تشتري مستلزماتك ؟ من الباعة في الشوارع ! ، إنها بالية ، فلن تفي بالغرض في هذا الزمان ، هل تود أن أصطحبك إلى متجر أعرفه؟ ، و لكن بشرط أن تستطع معي صبراً !

ها قد وصلنا ، لحظة ! لماذا تجري ؟ إنه ليس بماراثون ، لا تندفع و تريث فقد تقع على وجهك ، هنا باب الدّخول فلندخل معاً ، ماذا تريد أن تشتري ؟ فلنذهب للأجبان ، هل تعجبك الجبنة البيضاء ؟ ارجعها مكانها ، لا تقُم برميها ، لم تفهم ماذا أكتب صحيح ! ، اصبر فهذا هو شرطنا .

هذا هو المتجر أمامك و به جميع المستلزمات الغذائية ، ولكن قبل أن تدخل يجب أن تجلب معك عربة فارغة خالية من أي مستلزمات وضعها غيرك ، انظر للناس فإذا بهم يأخذون ما تشتهي به أنفسهم ، فهل تضربهم أو تطردهم من المتجر لمجرد أنهم أخذوا صنف لم يعجبك ؟ ، بالطبع لا ، فإنك ستحترم وتتعايش مع أذواقهم ، وعندما ترى مكوّن من مكونات منتج كالشوكولاته ، ولم يعجبك ، فهل ستدعسها بقدماك ؟ بالطبع لا ، فإنك ستأخذ ما تستلذه و تدع مالم يعجبك بمكانه لربما يعجبه غيرك ، كل شيء منطقي إلى الآن صحيح ؟ ، حسناً اذهب للسطر التالي لتتضح الرؤية أكثر.

عزيزي القارىء ، إن هذا المتجر الذي تخيلته أنت هو ملك للجميع وليس ملك لك أنت فقط ، و الأصناف الغذائية التي وردت في هذا المقال هي كالأفكار الفلسفية التي تتبناها لتبني عليها أسلوب حياتك ، فإن وجدت صنف لا يعجبك دعه و الزم الذي يعجبك و دع الناس يعتنقون ما تستهويهم من أفكار فلست عليهم بمسيطر ، و العربة التي تطرقت لها هو العقل ، فمن اللامنطقية أن تأخذ عربة معيبة أو بها أصناف وجدتها صدفة ، فعندما تدخل لأي متجر فكري به جميع أنواع الفلسفة و الأفكار يجب أن يكون عقلك خالي من أي تصورات قديمة ، وكما يقول الحلاّج : ديني لنفسي و دين الناس للناس ، وكما يقول أحدهم : فكري لنفسي و فكر الناس للناس ؛ شكراً على صبرك و سعة صدرك و نراك في وقت لاحق ، إلى اللقاء.

بقلم : عبدالعزيز الشعبان

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*