الرئيسية / كتاب وآراء / مواعظ من الله / بقلم : عبدالله الحيدر

مواعظ من الله / بقلم : عبدالله الحيدر

بين حين وآخر يحتاج الإنسان هذا الكائن العجيب إلى وقفات مع ربه.

وقفة جادة يبصر بها عيوب نفسه.

الوعظ القرآني عجيب ورائع والتوقف عن وعظه به خير كثير لو كانوا يعلمون.

(فاستخف قومه فأطاعوه).

(أرأيت من اتخذ إله هواه).

(فخرج على قومه في زينته).

(تلك الدار نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين).

آيات عجيبة كل آيه بها أمور ودلالات عجيبة لو أننا نستبصر تلك العجائب.

هنا نصرة للمظلوم، وهناك موعظة الظالم، وتلك فيها إرشاد لجبار والأخيرة تعلق بالآخرة.

ومن العجب ان الهوى قتل ودمر وأهلك ليس أفراد بل أهلك أمما فتحولت من عز إلى ذل ومن خير إلى بلاء ومن عافية إلى علل.

بناء قرآني هائل من أخذه بفهم عميق كسب الدارين وأخذ حظه من الدنيا والآخرة وعاش سليم العقل سليم النفس، والعكس بالعكس.

بناء قرآني يصف التكوين البشري العظيم خلقا بعد خلق بطريقة تكشف مكامن النفس البشرية من طيبة إلى طغيان ومن شر إلى خير ومن عز إلى ذل.

لو تفكرنا بتمعن الهدي القرآني لوجدناه تنزيلا عميق المعني عظيم البناء والقصص القرآني هو حكاية للأمم لو أنها تبصر وتدرك.

وأقسم بالله ان الأهواء دمرت الكثير والكثير من أهداف سامية ودمرت أقواما وهدمت بيوتا، وتلك مساكنهم خاوية.

نزل النفط وهوت البورصة وعلا صوت الناس وارتفعت الأيادي وأمسكت السماء وعندها عجز البشر وما عاد العقل البشري يستوعب.

فيقول القائل: لماذا؟ ولم هذا؟ وماذا فعلنا؟

تساؤلات متاحة عفوية البناء لكنها عظيمة التركيز، لم ولن يعقلها إلى الواعظ العملي الذي فهم النطق الإلهي وربطه بواقع الناس.

فليست الحاجة اليوم إلى وعظ المنابر فقط بل نحتاج الى الواعظ السياسي والبرلماني المحنك الذي يربط هواه بمولاه ونحتاج لصاحب السلطة الذي يرى مهالك القوم والأسلاف موعظة له وإرشادا لكل قرار ستوقعه يداه،

الملك لله والعزة له فهو المعز والمذل بيده الخير، ونزع الملك بيده، ولا دوام إلا له، فهل من متعظ؟ هل من متعظ؟!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*