الرئيسية / كتاب الحقيقة / حكومة الوحدة الوطنية و دور المنظمات غير الحكومية

حكومة الوحدة الوطنية و دور المنظمات غير الحكومية

نالت حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها السيد حيدر العبادي ثقة البرلمان بعد التصويت على المنهاج الوزاري الذي قدمته و بعد التصويت على الكابينة الوزارية , و بذلك يكون العراق قد تجاوز واحدة من اكبر العقبات بوجه الانتقال الى مرحلة جديدة نتامل كلنا ان تكون افضل من المراحل السابقة.
لاول مرة تقدم حكومة عراقية منهاجا وزاريا الى البرلمان للتصويت عليه تطبيقا لنصوص الدستور العراقي , هذا لم يحصل عندما شكل السيد المالكي حكومته الاولى في 2006 و الثانية في 2010 , اصبحت وثيقة المنهاج الحكومي وثيقة رسمية ملزمة للحكومة الجديدة و هي تمثل تعهد بين الحكومة و بين البرلمان الذي يمثل الشعب , هذا التعهد يتطلب منا كمنظمات غير حكومية تحمل هموم الناس و تمثل بنفس الوقت النخب المدنية ان نتحمل مسؤوليتنا الاخلاقية و الوطنية في دراسة وثيقة المنهاج الحكومي و مراقبة اداء الحكومة الجديدة بدقة مقارنة بمفردات هذا المنهاج , كنا في السابق نراقب و ننتقد اداء الحكومات السابقة و كانت تلك الحكومات تتحجج بانها لم تلتزم بوعود محددة تجاه الشعب و لكن هذه المرة اختلف الوضع , لدينا الان منهاج وزاري مصوت عليه من قبل البرلمان و هو و ان كان طموح جدا ولكن تمت صياغته بحرفية عالية و قد استثمرت فيه على ما يبدوا طاقات علمية متمكنة , هناك مؤشرات قوية على ان استراتيجية التركيز على الملف السياسي مع اهمال الملفات الاخرى الذي كان من سمات الحكومتين السابقتين قد تغيرت في هذه الحكومة لصالح الانفتاح و بجدية على كل الملفات, من الممكن ان تعقد المنظمات جلسات نقاش لشرح المنهاج الحكومي و لنشر الوعي بين مختلف فئات الشعب العراقي حول المتوقع من الحكومة ان تقوم به و هذا الامر ( اي تنظيم الجلسات ) ممكن و يسير و غير مكلف ماديا.
كما اطلقت الحكومة ممثلة بالسيد حيدر العبادي يوم امس في البرلمان وثيقة اخرى مهمة وهي الاتفاق السياسي الذي عقد بين الكيانات التي شكلت الحكومة , وقد تضمن عدد من النقاط التي سوف تساعد عند تنفيذها بحلحلة الوضع الامني المعقد و كذلك في معالجة المشاكل التي تفاقمت نتيجة تجاهل تغول ظاهرة الارهاب في مختلف مناطق العراق , ارى من الضروري شمول هذه الوثيقة بالنقاش في الجلسات المقترحة التي تعقد لمناقشة المنهاج الحكومية للترابط القوي بين الوثيقتين.

 

نحتاج الى فهم طريقة تفكير الكابينة الوزارية الجديدة و الاطلاع الواسع على منهاجها الحكومي لكي نستطيع ان نخطط لنكون مؤثرين كمنظمات غير حكومية في حاضر و مستقبل العراق .

 

ماجد ابوكلل
باحث وناشط في المجتمع المدني

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*